بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

التعرف مبكرا على اضطراب النزيف

* هناك من النساء من يتعرضن لإفراط في كمية النزف في الدورة الشهرية ويعتبرنها أمرا طبيعيا سوف يتعدل تلقائيا في الشهور القادمة، وهناك من يتعرض لنزف متكرر من الأنف ويحاول إيقافه ويصعب عليه ذلك ويقلل أمره باعتبار نزيف الأنف حالة شائعة، وهناك أيضا من نلاحظ عليهم ظهور بقع نزف تحت الجلد لمجرد إصابة بسيطة ويعتبرونها حالة بسيطة «وتعدّي». إنها جميعها أخطاء شائعة الحدوث في المجتمع، وإهمالها يؤدي إلى تأخر تشخيصها وظهور مضاعفاتها.

اضطرابات النزيف كثيرة ومتعددة ويجب تشخيصها مبكرا حتى لا تؤثر على نمو ونشاط الشخص المصاب، وخصوصا من الأطفال، وتعطل أجهزته الحيوية عن القيام بوظائفها بطريقة صحيحة ومتكاملة.

ويأتي من ضمن أهم هذه الاضطرابات مرض «الهيموفيليا»، وهو مرض نزيف الدم نتيجة خلل وراثي في المادة التي تمنع الدم من التخثر، ويتعرض فيه المريض إلى نزيف في مناطق مختلفة من الجسم عند تعرضه لأي إصابة أو جرح بسيط.

ومن المهم هنا أن يتم التعرف مبكرا أن لدى شخص معين في الأسرة نزيف، وذلك من خلال ملاحظة الأعراض التالية المرتبطة باضطرابات النزيف:

* وجود نزيف حاد جدا أثناء الحيض.

* ظهور كدمات كبيرة عقب أي إصابة بسيطة.

* نزيف مفرط متكرر ولأي سبب، وبقاؤه لوقت طويل.

* وجود صعوبة في وقف نزيف الأنف.

* اكتشاف فقر الدم عند إجراء فحص الدم لأي سبب.

* الألياف الغذائية.. لمقاومة الأمراض

* من الأخطاء الشائعة التي انتشرت نتيجة التمدن والتقدم الحضاري عزوف الكثيرين عن ممارسة الرياضة والاتجاه إلى حياة السكون والخمول، وكذلك التوجه إلى تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والمفتقرة إلى الألياف الغذائية الضرورية لإتمام عملية الهضم وإفراغ الفضلات أولا بأول.

لقد أثبتت معظم الدراسات أن نقص الألياف في الوجبة الغذائية يجعل الفضلات في القولون (الأمعاء الغليظة) أكثر التصاقا وأكثر لزوجة ولا تتحرك في القولون بسهولة، ويسبب ذلك ضغطا ينتج عنه انتفاخ الغشاء الداخلي للقولون في الكثير من النقاط الضعيفة، مما يؤدي إلى تكوين انتفاخات صغيرة دائمة، يمكن أن تُرى عن طريق الفحص بالأشعة السينية أو بمنظار الجهاز الهضمي السفلي، وتسمى «الحويصلات» أو «الرتوج» (Diverticular Disease).

ويعتبر هذا المرض «الرتاج» من أمراض القولون الشائعة. وهو اضطراب واسع الانتشار يحدث في كل من الرجال والنساء وبين متوسطي الأعمار والمسنين في البلاد المتقدمة، ونادرا ما يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين عاما. ونادرا ما تحدث هذه الحالة بين سكان البلاد النامية، ذلك لأن نسبة الألياف عالية في الوجبة الغذائية العادية عندهم.

ولا تظهر أي أعراض على معظم المصابين، وقد يشكو البعض من ألم في الجانب الأيسر، أسفل البطن، مصحوبا بحمى. ويتطور المرض في حالات كثيرة عندما يلتهب أحد الرتوج أو عدد منها. وقد تنفجر الانتفاخات الملتهبة وتلوث المادة التي تخرج منها السطح الخارجي للقولون، وقد تنتشر وتتطور إلى «التهاب الصِّفاق»، وهو مرض خطير قد يسبب الوفاة.

إن الوقاية من الإصابة بهذا المرض ممكنة، وكذلك علاج الحالات المصابة ممكن، وذلك بالعودة إلى تناول المواد الغذائية والأطعمة الغنية بعنصر الألياف الغذائية وشرب الكثير من السوائل وممارسة الرياضة بشكل منتظم، مما يساعد في مقاومة الإمساك وجعل عملية التبرز سهلة فيزول الضغط الواقع على جدران الأمعاء والمتسبب أصلا في تكوين الأكياس أو الرتوج.

* حذارِ من سكري الحمل

* من الأخطاء الشائعة أن يخلط البعض من النساء بين الإصابة بداء السكري كمرض مزمن والإصابة به خلال الحمل، كما أن البعض منهن يعتقدن أنهن في مأمن من الإصابة بمرض السكري خلال فترة الحمل ما دام أنهن لا يعانين من هذا المرض أساسا، أي قبل أن يصبحن حاملات، وتعتقد أخريات أن مرض السكري سوف يلازمهن مدى الحياة بعد أن تكتشف الإصابة به خلال الحمل.

يحدث خلال الحمل الطبيعي الكثير من التغيرات الفسيولوجية التي يؤثر بعضها على مستويات السكر في الدم لدى المرأة الحامل. ويختفي، عادة، السكري تماما بعد الولادة، وقد يظهر مرة أخرى في حمل جديد وتزداد لدى البعض احتمالية الإصابة بالسكري (النوع الثاني) بعد الانتهاء من الحمل سواء بعد الولادة مباشرة أو بعدها بعدة أعوام.

ومن الأهمية البالغة طبيا أن يتم تشخيص الإصابة بمرض السكري خلال الحمل مبكرا خوفا من حدوث بعض المخاطر المتوقعة على الأم وعلى الجنين، ومنها الاضطرار لإجراء العملية القيصرية أو الولادة المبكرة أو حدوث زيادة في حجم الجنين، والعمل على تفادي حدوثها، وذلك بالتحكم الجيد في مستوى السكر في الدم أثناء الحمل عن طريق المحافظة على جرعات الأنسولين المناسبة وتنظيم الغذاء والقيام بالتمارين الرياضية المناسبة.

المركز الوطني لتبادل معلومات داء السكري في الولايات المتحدة يقدم قائمة بعوامل الخطر لاحتمالية إصابة المرأة بداء سكري الحمل، وذلك بهدف إعطاء مزيد من الاهتمام للمتابعة المنتظمة مع عيادة الحوامل خلال فترة الحمل، ومنها:

* وجود أحد أفراد الأسرة المقربين مصابا بمرض السكري.

* أن تكون متصفة بزيادة الوزن.

* سبق وأن أصيبت المرأة بمرض السكري في حمل سابق، وقد كان الطفل يزن أكثر من 9 أرطال (الرطل 453 غراما تقريبا) عند الولادة.

* أن يكون عمر المرأة الحامل أكبر من 25 عاما عند الحمل.

* كون المرأة من ذوات البشرة السوداء، أو من الأميركيات من أصول آسيوية، أو من الهنود الحمر، أو من أصل إسباني، أو أصل متحدر من جزر المحيط الهادى.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]