استشارات

د. حسن صندقجي

TT

فطريات القدم

* لديّ بقع حمراء اللون في باطن قدمي والأصابع، وأشعر بحكة فيها وألم أشبه بالحرق. راجعت الطبيب وذكر لي أنها فطريات. واستخدمت مرهما بلا فائدة. ما تنصح؟

ممدوح- جدة.

- أنصح بأن تستمر باستخدام العلاج الذي وصفه لك الطبيب، وأن تداوم على ذلك للفترة التي ذكرها الطبيب لك. ولاحظ معي أن الفطريات تتسبب بالتهابات في جلد القدمين، وتكون بقع الالتهاب مهيجة للحكة أو تتسبب في الشعور بالحرقة في الجلد. وحينما لا يتم علاجها بطريقة صحيحة، فإنها أيضا عرضة للالتهاب بالبكتيريا، ما يزيد الأمور تعقيدا في الشعور بالأعراض وفي المعالجة. وكذلك عرضة لأن تصل الفطريات إلى الأظافر.

ولاحظ معي أيضا أن الفطريات تنمو، وتلتهب بها أنسجة جلد القدم، حينما تجد الفطريات البيئة المناسبة لها للتكاثر وللنمو. وهذه البيئة هي الرطوبة والدفء. وحينما يرتدي أحدنا الحذاء بالجوارب لفترات طويلة، ولا يهتم بجفاف الجوارب ولا بتجفيف القدمين وتنظيفهما جيدا، فإن الظروف تصبح مناسبة لحصول تلك الالتهابات الفطرية. وكذا عند تعريض القدمين فترات طويلة للمياه في المسابح أو غيرها، فإن الفرصة تتهيأ لتلك الالتهابات الفطرية. وما قد يسهم في ذلك أيضا وجود أمراض مزمنة تؤثر على المناعة، مثل مرض السكري أو ضعف الكلى والكبد، أو تناول أدوية تحتوي على مواد تخفض قوة جهاز المناعة كمشتقات الكورتيزون.

والوقاية هي الأساس لمنع حصول الالتهابات الفطرية. والتي من أهم خطواتها الحفاظ على جفاف القدمين وتنظيفهما، وخاصة بين الأصابع، بشكل يومي. وتجنب المشي حافيا في الأماكن الرطبة، وتغيير الأحذية والجوارب، والاهتمام بجفاف الأحذية قبل تكرار ارتدائها، والاهتمام بجفاف الجوارب قبل ارتدائها. وكذلك انتقاء أنواع الجوارب المصنوعة من خيوط قطنية قادرة على امتصاص عرق القدمين. وتتأكد أهمية الحرص على هذه الأمور عند معالجة التهابات الفطريات في القدمين.

ويجب استخدام مستحضرات العلاج الموضعي، والمحتوية على أدوية مضادة للفطريات، بانتظام يومي ولفترات تصل إلى عدة أسابيع، إلى حين زوال التغيرات الجلدية، ولبضعة أسابيع بعد زوال تلك التغيرات. أي عدم التوقف بمجرد تحسن مظهر جلد القدمين.

والمشكلة التي تعاني منها شائعة جدا، وعلاجها يتطلب الصبر في العلاج، كي لا يضطر الطبيب إلى وصف أدوية مضادة للفطريات يتم تناولها عبر الفم.

الحمى الروماتزمية وصمامات القلب

* عمري 26 سنة. ولديّ ضيق في الصمام الميترالي بدرجة متوسطة. وآخذ حقنة المضاد الحيوي كل شهر. إلى متى أظل آخذ هذا المضاد الحيوي؟

أ. الغامدي- الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. وقد اطلعت على صورة التقرير الطبي المرفق بالإيميل. وواضح أن الطبيب يعالجك بطريقة مناسبة في المتابعة لهذا الضيق في الصمام الميترالي نتيجة لالتهاب روماتيزمي أصبت به في فترة سابقة من حياتك.

وواضح أيضا اهتمامك بأخذ حقنة المضاد الحيوي، وأنك تدركين أن الأطباء يصفونها لك كوسيلة للوقاية من تكرار الحمى الروماتزمية وتكرار التهاب الصمامات وتأثرها بها.

أما بالنسبة لسؤالك عن مدة تلقي هذه الحقنة الشهرية للمضاد الحيوي البنسلين، وإلى أي مرحلة من العمر، فإن النصيحة الطبية المبدئية لحالتك التي فيها ضيق بالصمام الميترالي، هي تلقي تلك الحقنة للبنسلين شهريا حتى بلوغ عمر أربعين سنة.

فحوصات ارتفاع ضغط الدم

* تم اكتشاف ارتفاع في ضغط الدم لديّ، ووصف لي الطبيب دواء لعلاجه، وظروفي لم تسمح لي بالمتابعة منذ ثلاث سنوات، ما هي الفحوصات التي تجرى في مثل هذه الحالة؟

صبحي- العراق.

- هذا ملخص رسالتك. ومن الأمور الأساسية جدا في معالجة ارتفاع ضغط الدم، إجراء تقييم طبي أولي، ومتابعة التقييم الطبي بشكل دوري.

وحينما يتم اكتشاف وجود ارتفاع في ضغط الدم لأول مرة لدى الإنسان، فإن مراجعة الطبيب تهدف أولا إلى إجراء الفحص السريري للشخص للتأكد من وجود هذا الارتفاع في ضغط الدم، والتعرف على مدى وجود اضطرابات مرضية أخرى مرافقة لارتفاع ضغط الدم. وتهدف ثانيا إلى محاولة معرفة ما إذا كان ثمة سبب لنشوء حالة ارتفاع ضغط الدم. وتهدف ثالثا إلى تقييم مدى تضرر الأعضاء المستهدفة بالضرر عادة بارتفاع ضغط الدم مثل القلب والكلى وشرايين بقية الجسم وشبكية العينين وغيرها.

والمتابعة الطبية الدورية مهمة جدا أيضا، ولا غنى عنها. وذلك لمتابعة مدى الاستجابة لدواء خفض ضغط الدم، وتكرار فحص الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء ارتفاع ضغط الدم.

والذي أؤكد النصيحة به هو عدم الانقطاع عن المتابعة لدى طبيب القلب أو طبيب الباطنة أو طبيب الأسرة.

حكة في منطقة الشرج

* لديّ حكة مزمنة في منطقة فتحة الشرج. واستخدمت عدة مراهم دون جدوى. ما هو المرهم الذي تنصح به؟

فاطمة - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. ولا يوجد علاج سريع وسهل لمثل هذه الحالة المزمنة، لأن كثيرا ممن يعانون من هذه المشكلة يصعب عليهم عدم حك منطقة الشرج عند ظهور الشعور بتهيج الحكة فيه. والمصاب يدور في حلقة متكررة من الشعور بالرغبة في الحك، ثم يقوم بحك تلك المنطقة، مما يؤدي إلى تهتك وسلخ طبقة الجلد الخارجي، فيزداد تهييج الحكة، وتتكرر المشكلة، ثم يتساءل: لماذا لا تزول المشكلة. ومما يزيد المشكلة تعقيدا، أن المصاب حتى لو تحاشى حك تلك المنطقة خلال النهار، فإنه أثناء النوم يقوم بذلك لا شعوريا. كما أن تلك المنطقة عادة رطبة بسبب العرق والإفرازات الطبيعيــــــــة، كما أنها عرضـــــة للاحتكاك بفعل حركة المشي، مما يثير الرغبة في الحكة.

وأولى وأهم خطوات المعالجة هو عدم الاستجابة لهذا الشعور وإعطاء فرصة للأنسجة الرقيقـــــــــة والحساسة جدا في تلك المنطقة كي تلتئم وتهدأ وتتعافى. والمحافظة على تلك المنطقة جافة ونظيفة، وتجفيفهـــــــــا برفق بعد الإخراج والغسل بالماء، وارتداء ملابس داخلية قطنية.

أما مستحضرات المراهم أو الكريمات المحتوية على مضادات حيوية للبكتيريا أو الفطريات، فإنها عادة لا تفيد في علاج هذه المشكلة، بل ربما تزيدها تعقيدا لأسباب عدة لا مجال للاستطراد فيها. وفي نطاق ضيق، ولفترة محددة جدا، قد يصف الطبيب أحد أنواع الكريم المحتوية على مشتقات الكورتيزون، فقط لتهدئة تهيج الأنسجة.

وإذا مـــــــا فحص الطبيب تلك المنطقــــــــة، وتبين له عدم وجود بواسير أو ناسور أو شرخ شرجي أو غيرها من الأسباب العضويــــــــة، فإن عليك ملاحظـــــة أن الحكة الشرجيـــة قد تنشأ نتيجة لتعرض تلك المنطقـــــة لمواد كيميائية أو عطـــــرية تتسبب بالحساسية أو تهييج طبقة الجلد. وخاصة بعض المواد الموجـــــــودة في الأطعمة، كتناول بعض أنواع التوابل، أو تناول الفلفل الحار دون إزالة البذور، وسواء كانت البذور مطحونة أو غير مطحونة فإنها تهيج الحكة الشرجية. وكذلك فإنها تتهيج عند عدم الحرص على تنظيف تلك المنطقة بشكل جيد بعد الإخراج.