محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

وسائل معالجة الحساسية الحساسية (allergy) هي تفاعل فيما بين عناصر عدة في جهاز مناعة جسم بعض الناس، مع مادة في «شيء» لا يتسبب عادة بأي تفاعلات مع ذلك الجهاز لدى غالبية الناس. والأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة أحد الأشياء، غالبا ما يكتشفون لاحقا أن لديهم حساسية من عدة مواد لأشياء أخرى.

وتشمل المواد التي قد تتسبب في الحساسية:

- لقاح الزهور (Pollen).

- فضلات حشرة العثة الملتصقة بالغبار المنزلي (Dust mites).

- حويصلات العفن المنزلي (Mold spores).

- القشور المتساقطة من جلد الحيوانات المنزلية الأليفة (Pet dander).

- مواد بروتينية متعددة في أنواع شتى من الأطعمة.

- مواد تدخل الجلد مع قرص الحشرات (Insect stings).

أنواع مختلفة من الأدوية.

ويشير الباحثون في «المؤسسة القومية للحساسية والأمراض المعدية» National Institute of Allergy and Infectious Diseases بالولايات المتحدة، إلى أن العلماء يعتقدون أن حالة الحساسية تنشأ لدى الشخص نتيجة لوجود أمرين. وهما: الأول، توفر الاستعداد الوراثي، أي وجود عوامل وراثية لدى المرء تجعله أكثر قابلية للإصابة بالحساسية، مقارنة ببقية الناس.

أما الأمر الثاني، فهو التعرض لعوامل بيئية معينة، بطريقة تثير عناصر جهاز مناعة الجسم للتفاعل معها على اعتبار أنها مواد غريبة يجب حماية الجسم منها والقضاء عليها. ولذا فإن غالبية تفاعلات الحساسية هي «إنذار كاذب» يخدع جهاز مناعة الجسم ويجبره على التصرف بطريقة تفاعلات لا داعي لها.

وثمة مظاهر متعددة لحصول تفاعلات الحساسية، ومن أهمها:

- سيلان الأنف بسائل مخاطي شفاف.

- العطس.

- الحكة الجلدية.

- طفح الاحمرار الجلدي.

- تورم وانتفاخ مناطق مختلفة في الجسم، كالجلد أو الشفتين أو الحلق أو جفون العينين أو غيرها.

- نوبات الربو للشعب الهوائية في الرئة.

- حالة العوار (فرط الحساسية) anaphylaxis، المهددة لسلامة حياة الإنسان.

ويتم التعامل الطبي مع حالات الحساسية ضمن منظومة متكاملة تشمل الوقاية والمعالجة المباشرة. وتتضمن الوقاية لمنع حصول تفاعلات الحساسية: محاولة معرفة المادة، أو المواد، التي تتسبب في إثارة تفاعلات الحساسية، تحاشي التعرض لتلك المادة، أو المواد، بأنواع مختلفة من الوسائل واستخدام البدائل، إنشاء حالة من «تعطيل الحساسية» عبر عدة وسائل علاجية طبية بعد تحديد المادة، أو المواد، المتسببة في الحساسية.

وتتطلب معالجة تفاعلات الحساسية حال حصولها، استخدام أنواع مختلفة من الأدوية، التي يتم استخدامها عبر عدة طرق، مثل الحبوب الدوائية التي يتم تناولها بالفم، أو مستحضرات المراهم أو كريم البلسم التي توضع على الجلد، أو قطرات الأدوية التي توضع في الأنف أو العين، أو بخاخات الأدوية التي تعطي للأنف عبر فتحتي الأنف، أو للرئتين عبر الاستنشاق بالفم، أو غيرها.

ويقول الباحثون في «مايو كلينك» ما مفاده: تنقسم أنواع أدوية معالجة تفاعلات الحساسية إلى أربعة أصناف رئيسية وهي:

1 - مشتقات الكورتيزون (Corticosteroids). وتعمل هذه الأدوية على أمرين، الأول منع حصول تفاعلات الحساسية، والثاني، معالجة وتخفيف مظاهر تفاعلات الحساسية حال حصولها.

2 - مضادات مادة هيستامين (Antihistamines). وهي تعمل على تعطيل عمل مادة هيستامين (histamine) التي يفرزها جهاز المناعة حال حصول تفاعلات الحساسية، والتي يتسبب ظهورها في بعض مظاهر تفاعلات الحساسية.

3 - مضادات الاحتقان (Decongestants). وهي مواد تعمل بسرعة وبشكل مؤقت في تخفيف أعراض الاحتقان والتورم في الأنسجة التي تظهر عليها مظاهر تفاعلات الحساسية، مثل أنسجة بطانة الأنف وجفون العينين.

4 - أنواع أخرى من الأدوية. مثل حبوب عقار «سينغولار» (Singulair) التي يعطل عمل بعض أنواع المواد التي تفرزها خلايا الدم البيضاء في تفاعلات الحساسية، وتسمى «ليوكوترينز» (leukotrienes). ومثل مستحضرات مشتقات عقار «صوديوم كرومولين» (Cromolyn sodium) الذي يمنع إفراز مادة هيستامين.

* الحوامل ولقاح الإنفلونزا

* يحتوي لقاح الإنفلونزا لهذا الموسم، أي عام 2010 - 2011، على لقاح كل من الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا «إتش - 1 إن - 1 (H1N1)» أو ما يعرف بإنفلونزا الخنازير swine flu.

وتنص إرشادات الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، الصادرة عن «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية» CDC بالولايات المتحدة، على ضرورة تلقي الحوامل للقاح الإنفلونزا، ما لم تكن لديهن حساسية مفرطة من البيض أو سبق لهن حصول تفاعل حساسية مع لقاح الإنفلونزا. وتؤيدها بشدة في هذا، الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد American College of Obstetricians and Gynecologists. وذلك بغية حماية صحة الحوامل وأجنتهن من تداعيات الإصابة بالإنفلونزا.

ويشير الدكتور روجر هارمز، من «مايو كلينك»، إلى أن الحمل يضع أعباء مرهقة على جسم الحامل، وخاصة القلب والرئتين وجهاز المناعة. وهذا لا يجعل الحوامل فقط أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا، بل يجعلهن أيضا أكثر عرضة للتأثر الصحي السلبي حال إصابتهن بالإنفلونزا، وأكثر عرضة للإصابة بمضاعفاتها على الجنين والحمل، والتي من أهمها الإجهاض والولادة قبل اكتمال نمو الجنين.

ويتوفر لقاح الإنفلونزا على هيئة حقنة تعطى بالإبرة، وعلى هيئة قطرات توضع في الأنف. واللقاح الآمن للحوامل هو الذي يعطى بالإبرة، لأنه يحتوي على فيروسات تم تعطيلها. وبالتالي هو آمن للحوامل في أي فترة من مراحل شهور الحمل. بخلاف اللقاح الذي يعطى كقطرات في الأنف، والذي يحتوي على فيروسات حية وضعيفة.

ويشير الأطباء في «الشبكة القومية لمعلومات التلقيح» National Network for Immunization Information، إلى أن الحوامل اللاتي يصبن بالإنفلونزا، أكثر عرضة للحاجة إلى الدخول للمستشفى للمعالجة من الإنفلونزا وتداعياتها، وأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية خطرة.

وتلقي لقاح الإنفلونزا خلال فترة الحمل هو وسيلة فاعلة للوقاية من الإصابة بهذه العدوى، لكل من الأم الحامل، وأيضا لجنينها عند ولادته، ذلك أن الأجسام المضادة (antibodies) التي يكونها اللقاح في جسم الأم، تنتقل عبر المشيمة إلى الجنين. وهو ما يجعله قادرا على مقاومة عدوى الإصابة بالإنفلونزا لمدة ستة أشهر، على أقل تقدير، بعد ولادته.

ويضيفون بالقول: «الأطفال في سن ما دون ستة أشهر، هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا عند تعرضهم لهذا المرض المعدي، وللأسف لا يستفيدون من تلقي لقاح الإنفلونزا في هذه المرحلة المبكرة من العمر لأن أجسامهم لا تتفاعل بالشكل المطلوب عند تلقي اللقاح. ولذا فإن الأم التي تتلقى اللقاح خلال فترة الحمل، تقدم لمولودها وسيلة فاعلة للوقاية من الإنفلونزا، بخلاف الحوامل اللاتي لا يتلقون هذا اللقاح».

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]