العلاج المبكر لمشكلات الخصية.. قد ينقذ خصوبة الرجال

جراحة دوالي الصفن تحسن خصائص السائل المنوي الوظيفية

TT

غالبا ما يكون العقم آخر ما يفكر فيه المراهقون من الذكور، لكن دراسة حديثة في البرازيل أوضحت أن العلاج المبكر لمشكلات الخصية يحافظ على مستقبل أبوة بعض المراهقين.

وعلى سبيل المثال، فإن مرض دوالي الصفن (الخصية)، يتسبب في اتساع في أوردة كيس الصفن الذي يحتوي على الخصيتين. ولا تسبب هذه الحالة ضررا في أغلب الأحيان، إلا أنه قد ينتج عنها ألم وانكماش الخصية وقلة عدد وكفاءة الحيوانات المنوية بمرور الوقت.

تقدر نسبة الذكور الذين تتعدى أعمارهم 15 عاما المحتمل أن يصابوا بهذه الحالة التي تشبه مرض الدوالي، 15 في المائة، لكن تمتد الإصابة إلى أكثر من ثلث الذكور الذين تم تشخيص مرضهم بأنه عقم أولي، أي عدم القدرة على الإنجاب، وفي 80 في المائة من المصابين بعقم ثانوي، أي الذين تمكنوا من إنجاب طفل واحد فقط.

* دوالي الصفن

* رغم أن مرض دوالي الصفن قد لا يكون السبب الوحيد للعقم في كل الحالات السابقة، لكن العلاقة القوية بين العقم وازدياد الحالة سوءا بمرور الوقت تشير إلى الفوائد اللاحقة للتدخل الجراحي المبكر لعلاج عيوب الأوردة على حد قول القائمين بالدراسة.

وقالت باولا توني ديل غوديتشي، الباحثة بجامعة ساوباولو الفيدرالية في البرازيل للمراسلة الصحية في وكالة «رويترز» في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن «مرض دوالي الصفن متطور، لذا نريد أن نعرف متى يمكننا التدخل في أقرب وقت، خاصة أنه لا يسبب عقما لدى كل الرجال، كما أن التدخل الجراحي ليس مناسبا في كل الحالات».

درست باولا وزملاؤها من الباحثين حالة 21 صبيا تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما وأخذوا عينتين من السائل المنوي قبل إجراء الجراحة في دوالي الحبل المنوي وعينتين أخريين بعد ثلاثة أشهر من استئصال الدوالي.

ويقول الفريق البحثي في مجلة «العقم والخصوبة» إن هناك مؤشرين يؤكدان تحسن وظائف السائل المنوي، وهما اكتمال الحمض النووي للخلايا المنوية ونشاط مولدات الطاقة الداخلية التي تسمى ميتوكندريا بعد الجراحة.

تقول باولا: «التدخل الجراحي في حالة المراهقين الذين توضح المؤشرات إصابتهم بدوالي الصفن، يحسن خصائص السائل المنوي الوظيفية المرتبطة بالعقم لدى البالغين، مما يوضح الفائدة العظيمة لهذه العملية الجراحية». ويعتمد قرار الخضوع لجراحة استئصال دوالي الصفن على حجم الخصيتين أو مدى صغر حجم الخصية المصابة مقارنة بالأخرى، فضلا عن التحليل المعتاد لتحديد عدد وكفاءة الحيوانات المنوية.

يمكن لقياسات الدراسة الحديثة الإضافية الخاصة بتلف السائل النووي أن «تمثل اعتبارا من ضمن الاعتبارات الأخرى عند إسداء النصيحة للمرضى وآبائهم بشأن إجراء العملية أو عدم إجرائها»، بحسب تصريح دكتور إريك سيمان من «مجموعة طب المسالك البولية بنيو جيرسي» في مدينة ويست أورانج لوكالة «رويترز» (قسم الصحة).

* جراحة آمنة

* إضافة إلى ذلك، لا يتضمن إجراء الجراحة مخاطرة كبيرة باستثناء احتمال النزيف أو العدوى الذي من الوارد حدوثه خلال أي عملية جراحية، بحسب قول سيمان، مشيرا إلى احتمال ضئيل جدا لأن يعاني المريض احتباس البول حول الخصية بعد العملية الجراحية.

تبلغ تكلفة العملية الإجمالية، التي تشمل خدمات المستشفى والتخدير، بضعة آلاف دولار وتدخل ضمن نطاق تغطية التأمين الصحي. لكن سيمان لا يرى ضرورة دفع الأبناء لإجراء الجراحة من قبل الآباء، حيث يوضح قائلا: «لن يحدث شيء إذا تم تأجيل الجراحة شهرا، لكن تأجيلها لعام، هو أمر آخر».

وتضيف باولا: «نشعر بأنه ينبغي إحالة جميع الصبيان إلى طبيب مسالك بولية لإجراء فحص طبي شامل مثلما يتم إحالة الفتيات إلى طبيب أمراض نساء. لا يصاب جميع المراهقين بمرض دوالي الصفن، وليس كل من يعانيه سيحتاج للخضوع إلى عملية جراحية».