لم لا تلحق أدوية الستاتين الأذى بعضلة القلب؟

رغم الأضرار التي تسببها للعضلات الأخرى

TT

س: لقد سمعت أن بمقدور أدوية الستاتين التسبب في إحداث أضرار في العضلات. وبما أن القلب هو عضلة، فلماذا إذن لا تتسبب هذه الأدوية في إلحاق الأضرار بها؟

ج: سؤال مهم فعلا. فأدوية الستاتين statins التي يتناولها الناس لخفض مستوى الكولسترول، تؤدي في بعض الأحيان إلى إلحاق الضرر بعضلات الهيكل العظمي للإنسان التي تحرك الأطراف، والأجزاء الأخرى من الجسم. ولا يعرف - على وجه التحديد - كيف يتم إلحاق الضرر هذا.

وإنك محق في القول إن القلب عضلة. ومع هذا، فإن عضلة القلب (والمصطلح الطبي اللاتيني لها هو: myocardium) تتشكل وتتكون بشكل يختلف عن تشكل وتكوُّن عضلات الهيكل العظمي.

اختلاف العضلات وإن حدث لك ودققت النظر إلى جزء مقتطع من عضلة القلب تحت المجهر (وخصوصا تحت المجهر الإلكتروني)، فإنك ستجد فروقا دقيقة بين ذلك الجزء وجزء آخر اقتطع من عضلة أخرى مثل عضلة الذراع.

وهذه النتيجة معقولة، لأن هذين النوعين المختلفين من العضلات يمتلكان مهمات مختلفة تتطلب التنفيذ. فعضلات الهيكل العظمي تحتاج إلى تنفيذ الأعمال مرة في بعض الأوقات، إلا أنه يمكنها الاستراحة في أوقات أخرى. ومقابل ذلك، فإن عضلة القلب (مثلها مثل العضلات التي تساعد الإنسان على التنفس)، تحتاج إلى القيام بأعمالها في كل لحظة من لحظات الحياة - من دون أي إخفاق! لقد قمت بإجراء بحث إلكتروني حول المقالات الطبية المنشورة منذ عام 2000 ولم أعثر على أي تقرير حول التأثيرات السيئة لأدوية الستاتين على عضلة القلب. وفي الحقيقة، فقد ظهر العكس: فقد عثرت على عدة دراسات تفترض أن أدوية الستاتين ربما تفيد الذين يعانون أمراضا في عضلة القلب، مثل اعتلال عضلة القلب cardiomyopathy وعجز القلب heart failure.

ولذلك، وحتى إن كانت أدوية الستاتين تلحق الضرر بعضلات الهيكل العظمي، فعليك ألا تتوقف عن تناولها، لأن قلبك هو عضلة! إذ إن هذه الأدوية تبدو مفيدة لتلك العضلة الحيوية فائقة الأهمية.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»