الكافيين.. هل هو مسؤول عن الرجفان الأذيني في القلب؟

تناوله بشكل معتدل يؤثر قليلا على ظهور هذه المشكلـــــة الصحية

TT

ظلت أصابع الاتهام توجه، ولفترة طويلة، إلى الكافيين بوصفه المحفز على ظهور الرجفان الأذيني - وهو مشكلة شائعة تؤدي إلى تحويل إيقاع النبض المنتظم لحجيرتي القلب العلوية (أي الأذينين) إلى إيقاع سريع وغير منتظم.

وبينما يكون من المحتمل أن يؤدي تناول 8 أقداح من قهوة الإسبريسو بعد الظهيرة إلى قدح شرارة الرجفان الأذيني، فإن تناول الكافيين بشكل معتدل له تأثير قليل على ظهور هذه المشكلة الصحية، وفقا لدراسة موسعة من جامعة هارفارد.

الكافيين والقلب وقد تابع الباحثون حالات أكثر من 33 ألفا من المشاركات في «دراسة صحة النساء» لمدة 14 سنة. وخلال فترة الدراسة، تعرض عدد مقارب من المشاركات إلى حالة الرجفان الأذيني في مجموعتين مختلفتين، الأولى من نساء كن من أقل متناولات الكافيين بمعدل قدح واحد من القهوة أسبوعيا، والمجموعة الثانية من نساء كن من أعلى متناولات الكافيين بنحو 6 أقداح يوميا (المجلة الأميركية للتغذية السريرية، سبتمبر «أيلول» 2010 American Journal of Clinical Nutrition, September 2010). ولم يؤثر مصدر الكافيين - سواء كان من القهوة والشاي ومشروبات الكولا أو الشوكولاته - على النتائج.

وتأتي نتائج هذه الدراسة متطابقة مع نتائج دراسات أخرى أظهرت وجود تأثير قليل أو متوسط للجرعات اليومية من الكافيين على ظهور حالة الرجفان الأذيني. بل وعلى العكس من ذلك، افترضت بعض الدراسات المختبرية أن تناول الكافيين باعتدال ربما يساعد في وقاية القلب من اضطراب إيقاع نبضاته.

إلا أن علينا أن نتذكر هنا أمرين، وهما: مصطلح «الاعتدال» moderate ومصطلح «الشخص» individual. إذ إن الكميات الكبيرة من الكافيين - وهنا قد يختلف تعريف «الكبيرة» - ربما تؤدي إلى تحفيز الرجفان الأذيني وحدوث مشكلات أخطر في إيقاع القلب. كما أن استجابة الشخص للكافيين تعتمد على كيفية تعامل جسمه معه وإمكانيات تقبله له.

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»