محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

السعال الديكي

* السعال الديكي Whooping Cough أحد الأمراض البكتيرية المعدية، الذي ينتج عن الإصابة بنوع من البكتيريا تسمى Bordetella pertussis، تتسبب في التهاب الأغشية المبطنة لمجاري الهواء في الجهاز التنفسي، وخاصة في البداية الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي، أي الحلق والحنجرة.

والبكتيريا المتسببة في المرض سريعة العدوى وسهلة الانتشار، وتنتقل عبر رذاذ هواء النفس الخارج من المريض المصاب بها، أي خلال التنفس الطبيعي أو العطس أو السعال أو الإفرازات المخاطية للأنف. وتؤكد الإصدارات الطبية لرابطة الطب الباطني الأميركية أن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة إذا ما لم تتم معالجته بطريقة سليمة.

ويصبح الأطفال الصغار، والرضع منهم على وجه الخصوص، أكثر عرضة لالتقاط العدوى حال القرب من الأشخاص المصابين بالمرض. وهم أيضا أكثر عرضة للمعاناة من المرض وتداعياته الصحية. وهذا لا يعني أن الأطفال الأكبر سنا أو المراهقين ليسوا عرضة لالتقاط العدوى والإصابة بالمرض.

والأعراض المبدئية تبدأ على المصاب خلال ما بين 3 إلى 14 يوما من حين دخول البكتيريا إلى جسمه. وتتمثل في احتقان الأنف وسدد مجراه بالتهاب الأغشية المبطنة له، وسيلان الأنف بالإفرازات المخاطية، والعطس، واحمرار العينين، وارتفاع في حرارة الجسم بمقدار طفيف. وقد تستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى أسبوعين. وفي أحيان كثيرة قد لا تشك الأم، ولا حتى الطبيب، بوجود التهاب بكتيريا السعال الديكي نظرا للتشابه الشديد في هذه الأعراض المبدئية مع نزلات البرد المعتادة والشائعة.

ثم بعد هذا، تبدأ مرحلة السعال الجاف، الذي تتطور نوباته إلى حد نوبات من السعال الجاف المتواصل، مع حصول انقباضات تشنجية في العضلات التي تحيط بأنابيب مجاري التنفس في الرئة، أي الشعب الهوائية. ومن شدة هذه النوبات، قد يصاب الطفل بحالة من تدلي اللسان إلى خارج الفم نتيجة للعمل على إخراج ما يعتقد الطفل أنه بلغم في الحلق، وأيضا احمرار وشخوص العينين وزيادة إفراز الدمع فيهما، مع تغير لون الوجه إلى اللون الوردي. وتتميز هذه النوبات بتخللها إصدار الطفل لصوت شهيق الهواء ودخوله إلى الرئة، والذي يسمع كصوت صياح الديك. ولكن هذا الصوت الشبيه بصياح الديك، ليس بالضرورة أن يظهر على الأطفال ما دون سن 3 أشهر خلال الشهيق في نوبات السعال الجاف تلك.

وتشمل المضاعفات التهابات الأذن ونوبات التشنج وانتقال الالتهاب الميكروبي إلى الأنسجة الداخلية في الرئة وحالات الاختناق.

والمعالجة السليمة تعتمد على التشخيص الصحيح والمبكر للإصابة بهذا المرض. وتناول المريض للمضاد الحيوي المناسب في وقت مبكر من بدء الإصابة. وكذا تناول الأفراد المحيطين بالمصاب للمضاد الحيوي، وذلك لوقايتهم من العدوى إن لم تكن أصابتهم بعد، أو لمعالجتهم إن كانت البكتيريا قد انتقلت إليهم بالفعل ولم تبدأ عليهم الأعراض بعد.

دوالي الأوردة في الساقين

* الدوالي هي مناطق تتمدد فيها الأوردة، وبالتالي يتجمع الدم فيها وتحتقن الأوردة به. والأوردة في الأطراف السفلية من الجسم، أي الساقين والفخذين، عرضة للإصابة بحالة دوالي الأوردة.

والطبيعي أن تعمل الأوردة في الساقين والفخذين على نقل الدم من الأطراف السفلية إلى الأوردة الكبيرة في البطن، ومن ثم نقلها إلى الجزء الأيمن من القلب، كي يتم ضخ هذا الدم إلى الرئتين لتزويده بالأوكسجين ولتنقيته من ثاني أكسيد الكربون. وإحدى أهم آليات تسهيل تجمع الدم في أوردة الأطراف السفلى ونقله إلى أعلى هي وجود نظام من الصمامات الصغيرة في داخل تلك الأوردة. وبالتالي فإن من أهم أسباب حصول دوالي الأوردة هو عدم عمل هذه الصمامات بشكل سليم. وهذا الخلل في الصمامات إما نقص في عدد الصمامات تلك على طول مجرى الأوردة، أو عدم عملها بكفاءة لحفظ الدم من الرجوع إلى أسفل الجسم.

وللوراثة دور رئيسي ومهم في حصول خلل نظام صمامات الأوردة. وبالإضافة إلى هذا، هناك عوامل أخرى ترفع من احتمالات الإصابة بدوالي أوردة الأطراف السفلى. وهي ما تشمل:

* الحمل، في أثناء فترة الحمل تحصل عدة تغيرات في جسم المرأة، تعمل مجتمعة على تسهيل الإصابة بدوالي الساقين والفخذين. منها زيادة حجم كمية الدم داخل جسم المرأة. وكذلك زيادة حجم الرحم ومقدار ضغطه على الأوردة الكبيرة في البطن، ما يعوق جريان الدم فيها بسهولة، خاصة إذا استلقت المرأة الحامل على ظهرها. ولذا تنصح الحامل بالاستلقاء والنوم على أحد جانبيها. وتعمل الزيادة في هرمون إستروجين وهرمون بروجيسترون على ضعف عمل الأوردة في نقل الدم، وبالتالي تجمع الدم فيها.

* الوقوف لفترات طويلة، وحين الوقوف لفترات طويلة دون تحريك عضلات الساقين أو الفخذين، ودون الجلوس وأخذ قسط من الراحة، فإن الدم يتجمع في الأوردة وبالتالي يتوسع مجراها، وتنشأ الدوالي.

* السمنة وزيادة حجم محتويات البطن من الشحوم.

* زيادة مقدار الضغط على ما بداخل البطن، مثلا في حالات الإمساك المزمن أو تضخم البروستاتا أو السعال المزمن.

* التقدم في العمر.

* الإناث أكثر عرضة للإصابة بالدوالي من الرجال، لأسباب فسيولوجية وبنيوية متعددة.

* حصول إصابات حوادث سابقة في الساقين أو الفخذين، أثرت بشكل سلبي على الأوردة.

وهناك عدة وسائل للوقاية من الإصابة بدوالي الساقين. ومن أهمها:

- الحرص على أداء التمارين الرياضية بانتظام، لتقوية عضلات الساقين والفخذين، وللإسهام في تحريك الدم داخل الأوردة. ومن أفضلها المشي السريع والهرولة.

- الحرص على حفظ الوزن ضمن المعدلات الطبيعية، والحرص على التخلص من زيادة حجم البطن.

- عند الجلوس لفترات قصيرة، الحرص على عدم وضع ساق على ساق، ورفع القدمين ولو بمقدار بسيط عن الأرض.

- عند الجلوس لفترات طويلة، الحرص على رفع القدمين، والمشي من آن لآخر لتحريك عضلات الساقين والفخذين.

- تجنب الوقوف لفترات طويلة. وإن كان لا بد، فالحرص على تحريك الساقين والفخذين، والتناوب في الاعتماد على أحد الجانبين، الأيمن والأيسر.

- تحاشي ارتداء الملابس الضيقة التي تشد وتضغط على منطقة البطن أو الفخذين.

- الحرص على ارتداء جوارب جيدة كي تضغط بشكل معتدل على كامل الساقين، خاصة عند الوقوف الطويل.

- معالجة حالات الإمساك أو تضخم البروستاتا أو السعال المزمن، لمنع تكرار ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن.

- الاهتمام بصحة الساقين والفخذين خلال فترة الحمل، واتباع نصائح أطباء الحمل حولهما.

- استشارة الطبيب قبل تناول المرأة لحبوب منع الحمل لو كانت لديها علامات دوالي الساقين أو الفخذين.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]