بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

الصداع النصفي

* يعاني عشرات الملايين من الأشخاص في العالم من الصداع النصفي أو «الشقيقة»، ويخطئ معظم هؤلاء المصابين في عدم التعرف على العوامل والظروف التي تسهم أو تكون سببا في إثارة نوبة الصداع النصفي لديهم مثل الارتفاعات الشاهقة أو الإرهاق أو الجوع أو التعرض لبعض الأزمات النفسية، حتى يتمكنوا من تجنبها وبالتالي تكون وقاية لهم من ألم الصداع النصفي.

الصداع النصفي هو صداع دوري يصيب نصف الرأس، وقد تأتي نوبة الصداع فجأة من دون إنذار، أو قد يسبقها حدوث علامات تنذر بقرب حصولها، وقد ترافق النوبة أعراض مثل الغثيان والتقيؤ. ويصيب الصداع النصفي مختلف الأعمار، ويعاني منه 25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم. والمرأة أكثر عرضة لنوباته لا سيما في «مرحلة الإياس» أو سن اليأس لتغير معدلات الهرمونات الأنثوية لديها.

أسباب الصداع النصفي ما زالت غير معروفة بدقة، وعليه؛ يجب على الشخص المصاب أن يحدد أنواع المأكولات والمشروبات التي يسبق تناولها ظهور نوبة الصداع، وكذلك من المهم أن يحدد الشخص نوع العمل الذي كان يقوم به قبل النوبة. إن معرفة العامل أو العوامل التي تثير نوبة الصداع النصفي سوف تساعد على إبقاء هذا الصداع المؤلم تحت السيطرة بدرجة كبيرة. وعليه؛ ينصح مريض الصداع النصفي بأن يتعود على تسجيل عدد من الملاحظات المرتبطة بنوبة الصداع، ومنها:

* التاريخ والوقت الذي يشعر فيه بالصداع النصفي، وكذلك المكان الذي بدأ فيه الوجع.

* النشاط الذي كان يمارسه قبل النوبة.

* قائمة بجميع الأطعمة والمشروبات المستهلكة في غضون 24 ساعة من لحظة بداية الصداع النصفي.

* وبالنسبة للمرأة، عليها أن تحدد مدة الطمث وأي اضطرابات تحدث خلالها.

وبذلك يتمكن مريض الصداع النصفي من الابتعاد عن كل ما يثير نوبة الشقيقة، ومنها كذلك المشروبات المنبهة. أما المعالجة فتقوم على تناول عقاقير مسكنة، وأحيانا قد يجد المصاب فائدة من وضع كمادات من الثلج على الرأس، والجلوس في غرفة مظلمة.

آلام الكعبين

* من الأخطاء الشائعة أن يقف الشخص، الذي يتطلب عمله الوقوف لفترات طويلة، من دون تحريك أطرافه السفلية من وقت لآخر أو أن يمشي قليلا في نفس مكانه، وخصوصا إذا كان من ذوي الأوزان الزائدة، أو كان لديه قصر أو قلة مرونة في عضلات الساق الخلفية، أو يعاني من زيادة تسطح (تفلطح) القدم، مما يؤدي إلى شعوره بألم في أسفل القدمين وبالذات في منطقة الكعبين. ومما يزيد هذا الألم استعمال أحذية غير مريحة أو عالية الكعب.

إن آلام الكعبين حالة شائعة الحدوث وهناك تقريبا 9 من كل 10 أشخاص يشكون من آلام القدمين، وتشير بعض الدراسات إلى أن 85% من آلام القدم سببها الاستخدام السيئ للأحذية.

وعادة ما ينتج ألم الكعبين عن طريق الأنشطة التي تؤثر باستمرار على الكعب، وتؤدي إلى الإصابة بالتهاب أوتار العرقوب (Achilles tendonitis) والتهاب اللفافة الأخمصية (plantar fasciitis).

وأيا كان السبب، فإن المريض يحتاج إلى ما يخفف عنه هذه الآلام التي تكون في بعض الحالات آلاما مبرحة تزداد معاناتها أثناء الارتكاز على الكعبين أو المشي، ومن النصائح التي نوجهها في هذه الحالة:

* إراحة القدمين لمدة أسبوع على الأقل بعد الشعور بالألم الحاد.

* وضع الثلج على مكان الألم في الكعب، مرتين في اليوم على الأقل ولمدة 10 أو 15 دقيقة في المرة الواحدة.

* يمكن تناول الأدوية المتوفرة من دون وصفة طبية، مثل ايبوبروفين، لتخفيف الالتهاب والألم.

* ارتداء الأحذية التي تناسب القدمين بشكل صحيح.

* وضع حشوة أو بطانة في كعب الحذاء.

* إذا استمر الألم نوصي باستشارة أخصائي العلاج الطبيعي لطلب المساعدة الطبية منه.

التثاؤب المفرط.. ليس دوما حميدا

* من الخطأ أن يربط الناس «التثاؤب» بالرغبة في النوم فقط، حيث أثبت الطب الحديث علاقة التثاؤب المفرط ببعض الأمراض.

ومن أكثر التفسيرات شيوعا أن التثاؤب يحدث عندما يكون مستوى الأكسجين منخفضا في الجسم، مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون، فيأخذ الشخص نفسا عميقا وطويلا يملأ من خلاله رئتيه بالأكسجين فيشعر بالارتياح. وهناك من العلماء من يرى أن الهدف من التثاؤب هو زيادة مستوى الوعي والتركيز عند الخمول. ومنهم من يرى أن التثاؤب دليل على حاجة الإنسان إلى النشاط والحركة.

ورغم ذلك فإن التثاؤب لا يزال مجهول الأسباب، وهو موضوع لم يأخذ حقه من الدراسة بعد، ولا يزال يثير الكثير من الجدل العلمي، والاختلاف في التفسير أيضا.

الجميع يتثاءب، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم، وليس مقصورا على الجنس البشري فقط، بل إن الحيوانات أيضا تتثاءب. ولكن التثاؤب المفرط له أهمية طبية ويمكن أن يكون مؤشرا لحالة مرضية معينة.

ولمساعدة الطبيب على تحديد ما إذا كان التثاؤب المفرط حميدا أم أنه علامة على مرض ما، أوصى المركز الطبي بجامعة مريلاند بالإجابة عن عدد من الأسئلة، وهي:

* متى لاحظت أنك بدأت تتثاءب بشكل ملحوظ لأول مرة، وما هو معدل تثاؤبك؟

* ما هو الوقت من اليوم الذي تتثاءب فيه كثيرا، بما في ذلك التثاؤب بعد قيامك بأنشطة معينة (مثل تناول الطعام أو ممارسة الرياضة)؟

* ما هي الأماكن التي يبدو أنها تثير حالة التثاؤب لديك؟

* ما الذي يبدو أنه يتسبب في زيادة التثاؤب لديك؟ مثل عدم كفاية النوم، التغييرات في نشاطك اليومي، وتعرضك للضجر.

* هل تناولت أي أدوية حديثا؟ فبعض الأدوية قد تزيد من التثاؤب مثل بعض مضادات الاكتئاب وهرمون الأستروجين.

* هل لديك أي أعراض أخرى مصاحبة للتثاؤب؟ فالحمى في حد ذاتها قد تزيد من التثاؤب، وكذلك التهاب السحايا الحاد والفشل الكلوي وفشل الكبد ونقص نشاط الغدة الدرقية وتقرحات المعدة وغيرها.

* هل تعاني من أمراض معينة؟ حيث إن هناك أمراضا كثيرة تزيد من التثاؤب مثل الأمراض العصبية التنكسية المزمنة كمرض الرعاش والجلطات الدماغية والصرع وغيرها.

* وأخيرا، ما الذي يساعد على تقليل التثاؤب لديك؟

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]