أجهزة التغذية المرتدة السمعية المتأخرة تشغل كلام المصاب بـ«التأتأة» مجددا

TT

في مجال علاج «التأتأة»، عرف لفترة طويلة أن الغناء وتقليد المتكلمين الآخرين والحديث بانسجام مع الآخرين - مثلا عبر إلقاء تعهد الولاء - أو حتى مجرد توجيه اهتمام للخلفية التي يتم الثرثرة فيها، ولنقل إنها حفلة «كوكتيل»، يمكن أن تعزز جميعا طلاقة الحديث.

وهذه المفاهيم هي أساس تقنية تعرف باسم «تأخر التغذية المرتدة السمعية» (delayed auditory feedback). وأجهزة التغذية المرتدة السمعية المتأخرة هي أدوات تشبه الوسائل المساعدة للسمع، تشغل كلام الشخص الذي يتلعثم، مرة أخرى له، وفي شكل متغير إلى حد بسيط أحيانا، بعد تأخير بمقدار جزء يسير من الثانية. وتتراوح تكلفة الأجهزة ما بين 4000 إلى 5000 دولار أميركي، وقد اكتسبت شعبية على مدار الخمسة عشر عاما الماضية.

ويقول جون هاسكيل، أخصائي علاج اضطرابات النطق في مدينة نيويورك، الذي يستخدم مجموعة مختلفة من أجهزة التغذية المرتدة السمعية المتأخرة، إنه في حين أن هذه الأجهزة لا تمثل قرصا سحريا، فإنها يمكن أن تكون فعالة إذا استخدمت كوسائل مساعدة لعلاج اضطرابات النطق الأكثر شيوعا مثل تمارين التنفس.

وقال إن «(التأتأة) هي مشكلة توقيت إلى حد كبير تكون فيها الإشارات من المخ إلى الأحبال الصوتية وآليات التنفس غائبة. ويتعين على هذه الإشارات أن تكون منسقة؛ لذا يجب على الشخص أن يبطئ من نشاط هذه الإشارات. وتؤدي أجهزة التغذية المرتدة السمعية المتأخرة هذه الوظيفة بالنسبة لك».

وعندما جربت الجهاز، كان من الصعب علي في البداية أن أتحدث. ووجدت أنني إذا لم أبطئ من معدل حديثي بشكل جذري - في انتظار أن يعيد الجهاز تشغيل آخر جملة قلتها قبل أن أبدأ في الجملة التالية - فسوف أتلعثم. وأخبرني هاسكال أن هذا الأمر طبيعي بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من «التأتأة» أو الذين يعانون من هذه الحالة بشكل محدود. وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تميل أجهزة التغذية المرتدة السمعية إلى أن تتسبب في حدوث تلعثم.

وفهمت كيف يمكن أن تعمل أجهزة التغذية المرتدة السمعية المتأخرة بالنسبة للكثير من المتلعثمين، وخصوصا الأشخاص الذين يعانون من حالات حادة، على الرغم من أنه كان من الغريب أن أستمع ليس فقط إلى الجمل الخاصة بي التي تشغل مرة أخرى، ولكن أيضا إلى جمل الأشخاص المحيطين بي.

وذكرتني هذه الأجهزة بالطريقة التي يتم تصوير الهستيريا بها في الأفلام، حيث إنها تكون أصواتا تتردد داخل الرأس. ولهذه الأسباب، ولأسباب أخرى أيضا، لا يتحسن كل فرد على جهاز التغذية المرتدة السمعية، بما في ذلك جين فريزر، رئيس مؤسسة «التأتأة»، الذي يدعي أن جهاز التغذية المرتدة السمعية المتأخرة ليس عمليا لاستخدام كل فرد.