اختبارات حديثة.. للتنبؤ بالأزمات القلبية

تحليل الشعر وقياس الأحماض الدهنية في الدم

TT

أمراض القلب والأوعية الدموية والأزمات القلبية هي حالة مركبة، تسهم في حدوثها الكثير من عوامل الخطورة المتعلقة بالسن والجنس والوراثة والتاريخ المرضي العائلي، بالإضافة إلى التدخين بكل أشكاله، والإصابة ببعض الأمراض مثل السمنة وتراكم الدهون في منطقة البطن، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع دهون الدم، خاصة الكولسترول الضار في الدم.

* أكدت الإحصاءات العالمية المتوالية ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ففي عام 1990 كان مجموع الوفيات من أمراض القلب والأوعية الدموية نحو 13 مليون حالة، ويتوقع العلماء ارتفاع هذا الرقم إلى نحو 24 مليون حالة سنويا بحلول عام 2020.

وقد برز في السنوات الأخيرة الكثير من التقنيات والقياسات العلمية للكشف عن المزيد من عوامل الخطورة الخاصة بالإصابة بالأزمات القلبية والتنبؤ بحدوث هذه الكوارث الصحية تحقيقا لمبدأ «الوقاية خير من العلاج».

* تحليل الشعر

* تحليل الشعر يؤكد العلاقة بين التوتر والأزمات القلبية: إن التوتر جزء من الحياة لا يمكن تجنبه، ومصادره جسدية أو نفسية، وقد يكون حادا أو مزمنا. ويمثل التوتر أرضا خصبة للكثير من الأمراض، مثل الصداع والإجهاد وتغيرات الشهية وضعف الذاكرة وارتفاع ضغط الدم والتهاب الأعصاب وانخفاض الطاقة الجنسية وضعف المناعة واضطراب عمل الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بالجسم والسرطان، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية.. كما أن التوتر هو النذير العام للصعوبات النفسية، مثل القلق الانفعالي والاكتئاب.

ويقود التوتر إلى زيادة إفراز هرمونات الأدرينالين (Adrenaline) والهرمون الكظري (ACTH)، المسؤول عن تنشيط إفراز هرمونات الكورتيزول (Cortisol)، لذلك يطلق على مجموع هذه الهرمونات اسم «هرمونات التوتر» (Stress hormones)، التي يؤدي ارتفاع مستوياتها بالجسم إلى الكثير من المشكلات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب وزيادة توتر العضلات وتباطؤ عمليات الهضم وإطلاق الدهون والسكريات المختزنة بالجسم، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون بالدم، وزيادة معدلات الإصابة بتجلطات الدم وضعف الاستجابة المناعية ومقاومة الأمراض.

وأكدت دراسة نشرت خلال شهر سبتمبر (أيلول) عام 2010 الماضي في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض القلب، أجراها باحثون من جامعة غرب أونتاريو الكندية، ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول عند القيام بتحليل الشعر (Hair analysis) للمرضى المصابين بأزمات قلبية، مقارنة بالأشخاص غير المصابين بأزمات قلبية.

وأكد الباحثون أن هرمون الإجهاد النفسي «كورتيزول» يختزن في الشعر مثل باقي المواد الكيميائية التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته، وبما أن معدل نمو الشعر يبلغ نحو سنتيمتر واحد خلال الشهر، لذلك فإن قياس مستوى هرمون «كورتيزول» في شعرة من جسم الإنسان، يبلغ طولها مثلا 3 سنتيمترات يمثل مستوى الهرمون على مدار الأشهر الثلاثة السابقة على إجراء التحليل.. وبالتالي يمكن قياس حالة التوتر التي تعرض لها الشخص خلال تلك الفترة.

الجدير بالذكر أن هرمون «كورتيزول» يتم قياسه بالطرق التقليدية في الدم والبول واللعاب. وتعبر هذه القياسات عن مستوى الهرمون بالجسم خلال الساعات أو الأيام القليلة التي يجرى خلالها القياس. لذلك اقترح الباحثون أهمية اللجوء إلى تحليل الشعر لقياس هرمون الكورتيزول كمقياس محدد يشير إلى مقدار التوتر المزمن والتنبؤ بالأزمات القلبية.

* قياس الأحماض الدهنية

* قياس الأحماض الدهنية «أوميغا - 3» بالدم: أشارت الدراسات العلمية إلى الفوائد الصحية لتناول السمك وزيت السمك وأهمية تناول الأحماض الدهنية «أوميغا – 3» (Omega – 3) للإقلال من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية، كما أشارت الدراسات أيضا إلى التفاوت الكبير بين الأفراد في قدراتهم على التمثيل الغذائي لتلك الأحماض الدهنية، فقد يتناول الفرد الأسماك ويحرص على تناول مكملات زيت السمك بصفة منتظمة، لكنه لا يستطيع الحصول على النسبة الكافية للوقاية الصحية المطلوبة.

ولذلك يؤكد الباحثون على أهمية قياس الأحماض الدهنية «أوميغا - 3» بالدم، لمعرفة ما إذا كان الفرد يحصل على الجرعات الوقائية والعلاجية الكافية من تلك الأحماض، واعتبار هذا القياس إحدى الدلالات المهمة للتنبؤ بحدوث الأزمات القلبية. كما اعتبر الباحثون هذا القياس أكثر حساسية من الدلالات التقليدية، مثل قياس الكولسترول الضار «LDL» والكولسترول الحميد «HDL».

ولذا حرصت الشركات العالمية على توفير اختبار جديد لقياس مستوى الأحماض الدهنية «أوميغا – 3»، يعتمد على قياس النسبة المئوية لتلك الأحماض بالنسبة للأحماض الدهنية الكلية بالدم. ويؤكد الباحثون أن ارتفاع النسبة المئوية أكثر من 8 في المائة يشير إلى انخفاض خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والأمراض الالتهابية الأخرى، بينما يشير انخفاض النسبة لأقل من 4 في المائة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية.