حقنة مطورة.. لعظام جديدة

مادة صناعية تشبه العظام يمكن أن تقلص فترة النقاهة

TT

في الوقت الحالي، يعني أي كسر في مفصل الورك في أغلب الأحيان الحاجة إلى جراحة وعملية إعادة تأهيل مكثفة. ولكن كيف سيكون الحال لو كان ذلك يعني مجرد حقن مادة في منطقته، وفترة نقاهة أقصر؟ هذا هو التصور الذي يمكن استلهامه من أعمال توماس ويبستر، الأستاذ المساعد في الهندسة في جامعة براون الأميركية.

مادة «عظمية»

* قام ويبستر بتطوير مادة متناهية الصغر سرعان ما تتحول إلى الحالة الصلبة في درجة حرارة الجسم لتصبح مادة أشبه بالعظام. وقد أعلنت جامعة براون نهاية الشهر الماضي عن اتفاقها مع شركة الأجهزة الطبية «أوداكس ميديكال» في ليتلتون بولاية ماساتشوستس بهدف تطوير المادة والبدء في تجربتها على الحيوانات.

وتحتوي المادة على نفس الحمض النووي مثل «دي إن إيه»، حسب ما يقوله ويبستر. وكل جزيء له رابطتان تساهميتان وروابط مع جزئيات أخرى من أجل تشكيل أنبوبة، ومن ثم يُطلق عليها «رابط ثنائي القاعدة». (وستقوم «أوداكس» بتصنيع المادة التي ستحمل اسم «أركيس»).

ويقول ويبستر: «إنها مادة تكيف نفسها في مكانها تلقائيا لتصبح هيكلا متناهي الصغر وتضاهي الأنسجة الطبيعية وتتحول إلى الحالة الصلبة سريعا وفي درجة حرارة الجسم، ويمكن أن تتوافق مع الخصائص الميكانيكية للنسيج الذي تضعه فيها».

ويقول مهندس الأنسجة كيفين شاكشيف، من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، إن ذلك يبدو أمرا رائعا ولكن يجب على هذه المادة أيضا أن تتحمل الوزن مثلما تفعل العظام. وقد قام مع زملائه بتطوير مادة مختلفة من أجل تحقيق نفس الغرض. ويضيف في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «إذا ضغطت على مادتنا لأسفل تجدها قوية مثل العظام، ولكن أذا قضمتها فهي لا تشبه قوة العظام بأي درجة من الدرجات».

ويقول ويبستر إنه واثق من أن مادته، التي لم تجرب سوى داخل المختبرات حتى الآن، ستكون قادرة على تحمل الوزن مثل العظام، إذ «ستكون لديها هذه القوة بعد أن تتحول إلى الحالة الصلبة داخل الجسم بعد ثانيتين» فقط.

ويقول علي خادم حسيني، أستاذ الطب المساعد في مستشفى بريغهام والنسائية وفي كلية هارفارد للطب داخل بوسطن، إن مادة ويبستر تبدو مثيرة للاهتمام، مشيرا إلى أن هناك مساحة كبيرة للابتكار في مجال المواد التي تشبه العظام.

مواد متكاملة

* وفي الوقت الحالي تُركب غالبا شرائح معدنية من أجل توفير القوة والدعم بينما تدخل العظام في مرحلة نقاهة بطيئة، كما هو الحال في مفاصل الورك. ولكن المعدن يتحلل بمرور الوقت، ولا سيما في المرضى الأصغر سنا، وقد يتعين في النهاية استبدالها.

ويقول علي إن مهندسي الأنسجة يبحثون عن مواد تتكامل مع الجسد بصورة أفضل وتستمر لمدة أطول، وإذا نجح ويبستر في تطوير مثل هذه المادة كي تكون محل المادة المعدنية بالكامل فإن ذلك سيحدث تحولا داخل القطاع، بحسب ما يقوله.

ويقول رئيس «أوداكس» والمسؤول التنفيذي مارك جوهانسون بها إن الشركة سوف تختبر المادة «أركيس» في مفاصل الورك والكاحل. ويأمل جوهانسون أن يكون المنتج الأول متاحا في الأسواق بحلول 2013. وقد جمعت الشركة مؤخرا مليون دولار وتخطط من أجل تجميع المزيد من رأس المال قريبا، حسب ما يقوله جونسون. وإذا تم حقن «أركيس» في العيادات الخارجية فإن حجم المبيعات سيكون كبيرا والأسعار ستكون منخفضة نسبيا، وفق توقعات جوهانسون، الذي يضيف قائلا: «يمكن معالجة المادة وتصنيعها بتكلفة غير كبيرة نسبيا، وهو ما يجعلها في وضع جيد بالنسبة لشريحة معنية من السوق».