استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الاختبار المنزلي للحمل

* هل يمكن الاعتماد على الفحص المنزلي للحمل؟

غادة خ. - القاهرة.

- رسالتك تضمنت عدة أسئلة حول الاختبار المنزلي للحمل الذي يباع في الصيدليات ويستخدم فيه البول كعينة للكشف عن وجود الحمل من عدمه. وهذا الفحص المنزلي يعتمد على محاولة الكشف عن وجود أحد أنواع الهرمونات التي ترتفع نسبتها في جسم المرأة عند الحمل، ويعمل على تسهيل نمو الجنين. ويسمى اختصارا «إتش سي جي».

وإذا ما تم إجراء الاختبار المنزلي لعينة البول، وكانت النتيجة إيجابية لوجود حمل، فإن النتيجة هذه دقيقة إلى حد كبير لتأكيد وجود الحمل. ولكن إذا ظهرت النتيجة سلبية لعدم وجود حمل، فإنه لا يمكن الجزم بشكل تام على عدم وجود حمل. والسبب وراء هذا الكلام أن دقة نتيجة الفحص المنزلي هذا تعتمد بشكل كبير على وقت إجراء هذا الفحص.

وما يحصل أن هذا الهرمون يبدأ في التكون، والتواجد في دم المرأة الحامل في وقت مبكر جدا من الحمل. وتحديدا فيما بعد الأسبوع الأول من حصول تلقيح البويضة بالحيوان المنوي وتغلغلهما في بطانة الرحم. وعليك تذكر أن الوقت فيما بين حصول تلقيح البويضة بالحيوان المنوي وبين انغمادها وتغلغلها في بطانة الرحم يتراوح ما بين 6 أيام إلى 12 يوما.

ولذا، لا يمكن الجزم بصحة النتيجة السلبية إلا عند إجراء الفحص للبول بعد انقضاء أسبوع على الموعد المتوقع لحصول حيض الدورة الشهرية المعتادة والمنتظمة. وتحديدا في نحو 10% من الحالات يكون هناك حمل ولا يتمكن الفحص المنزلي من تأكيد صحة وجوده إذا ما تم إجراء الفحص المنزلي قبل انقضاء أسبوع على موعد الدورة الشهرية الجديدة.

والأدق من الفحص المنزلي للبول، وفي الوقت المبكر جدا للحمل بعد تغلغل البويضة الملقحة في بطانة الرحم، هو فحص الدم للتأكد من نسبة هذه الهرمون الحملي.

* علاج تليف الرئة

* عمري 47 سنة. ومنذ نحو سنة تم تشخيص إصابتي بتليف في الرئة، وخاصة في الأجزاء السفلية منها، وذلك في مستشفيين بالكويت والولايات المتحدة. عملي مكتبي طوال حياتي، وقد نصحني الأطباء بالأكسجين الذي يوفر الراحة لي. وأستطيع ممارسة الأعمال البسيطة دون الحاجة للأكسجين ولكن عند بذل مجهود بدني في المشي لمدة ربع ساعة أو أكثر أبدأ بالشعور بالتعب وضيق التنفس. هل من وسائل علاجية جديدة تستطيع تحسين حالة الرئة لدي؟

أحمد - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. ومن التقارير التي أرسلتها، فإن الأطباء شخصوا حالتك بأنها تليف في الرئة من النوع الذي ليس له سبب واضح. وهذا النوع بالذات من أنواع تليف الرئة هو للأسف ليس واضحا بشكل علمي كاف للطب حتى اليوم. ومعلوم أنه في بداية المرض تحصل عملية التهابات في أنسجة الرئة. ويتبعها تكون أنسجة ليفية، نتيجة لهذه الالتهابات، تحل محل حويصلات الرئة التي مهمتها تسهيل تبادل الغازات فيما بين الدم والهواء الخارجي. وبالتالي تتدنى قدرات الرئة على استخلاص الأكسجين من الهواء وإدخاله إلى الدم كي يتم تزويد أنسجة الجسم المختلفة به.

وهناك من الأطباء من يعتقد أن عمليات الالتهابات في أنسجة الرئة ليست هي السبب في حصول تراكم الأنسجة الليفية في الرئة. ويدللون على ذلك بأن الأدوية المضادة للالتهابات، حتى الأنواع القوية والفاعلة منها، ربما لا تتمكن من منع تراكم الأنسجة الليفية في الرئة.

ومع هذا، عادة ما يصف الأطباء تناول أدوية مشتقات الكورتيزون ذات القدرة على خفض مستوى تفاعلات الالتهابات، كوسيلة لتقليل فرص تراكم الأنسجة الليفية في الرئة. والواقع أنه لا غنى عن الاستعانة والعلاج بها، والأمل أن تتمكن من المساعدة في الحالة، وخاصة إذا أضيف إليها تناول بعض أنواع الأدوية ذات القدرة العالية على خفض الالتهابات ومستوى نشاط مناعة الجسم، وتحديدا عقار «أزاثايوبرين». ولم يتضح لي من تقاريرك هل تم معالجتك بها أم لا.

وبالنسبة للجديد في العلاج لمثل هذه الحالات في الرئة، فإن هناك ربما عقارا أو عقارين يتم في الأوساط الطبية الحديث عنهما. الأول ربما يكون ذا تأثير فعال في منع تكوين الأنسجة الليفية ويسمى «بيرفينيدون». وهو موجود في بعض الدول الأوروبية، ويتم استخدامه في مثل هذه الحالات، والنتائج مشجعة لدى بعض المرضى. ولكنه لا يزال لم يحصل على تصريح بالاستخدام العلاجي في الولايات المتحدة.

والعقار الآخر هو بالفعل في طور الاختبارات والتجارب، وربما يستغرق وقتا حتى يتوفر للعلاج، ويدعى «بوسينتان».

والمهم في الوقت الحالي لحالتك هو المتابعة لدى طبيب متخصص بشكل متقدم في أمراض الرئة، والعمل على حماية الرئة من الالتهابات الميكروبية، وخاصة في فصل الشتاء ومواسم الإنفلونزا ونزلات البرد، والحرص على حماية رئتك من الأدخنة وغيرها من المواد الكيميائية التي قد تؤذيها، والحرص على بذل المجهود البدني وفق المقدار الذي ينصحك به طبيبك، إضافة إلى التغذية الصحية والحفاظ على وزن طبيعي للجسم.

انقطاع في تخطيط القلب

* عمري 39 سنة، ولا أشكو من أي أعراض في القلب. وكان من المفترض إجراء عملية المرارة لي بالمنظار. وتم إلغاؤها لأن طبيب التخدير لاحظ أن تخطيط القلب لدي فيه انقطاع في توصيل الجهة اليسرى من القلب، فبم تنصح؟

أسماء - جدة.

- هذا ملخص رسالتك، وراجعت صورة تخطيط القلب والتقارير التي أرسلتها. وبداية، عليك ملاحظة أن رسم تخطيط القلب هو رصد لسير الكهرباء داخل حجرات القلب. والكهرباء تسري في القلب ضمن شبكات من خطوط التوصيل كي يتم تحفيز القلب على الانقباض وضخ الدم للجسم. والواضح في تخطيط القلب لديك أن هناك صورة انقطاع في سريان الكهرباء في الحزمة اليسرى التي تمر عبر البطين الأيسر للقلب. وهذه الصورة التي رصدها رسم تخطيط القلب قد تكون لوجود انقطاع حقيقي لسريان الكهرباء في الحزمة اليسرى أو قد تظهر مع عدم وجود مشكلة انقطاع تام في تلك الحزمة، بل ربما تأخير في سرعة سريان الكهرباء من خلال تلك الحزمة اليسرى.

وهذا قد يكون علامة على وجود مشكلة في شرايين القلب مثلا إذا ما كانت ثمة أعراض مصاحبة، كألم في الصدر أو ضيق في التنفس مع بذل المجهود البدني أو غيرها من الأعراض القلبية. وبالمقابل قد لا تكون ثمة أي أعراض ولا يشكو المرء من أي شيء غير طبيعي.

ولاعتبارات تقنية علمية تتعلق بكهرباء القلب وعلاقتها بأمراض شرايين القلب، كان الطبيب على صواب تام في عدم تعريضك للعملية الجراحية قبل الاطمئنان على مدى سلامة شرايين القلب لديك.

والذي أراه أفضل، أن يتم إجراء اختبار جهد القلب بالأشعة النووية لك قبل التفكير في خضوعك لهذه العملية الجراحية. وبناء على النتائج يكون القرار الطبي. أي إذا كانت النتيجة إيجابية، يكون إجراء قسطرة لتصوير شرايين القلب قبل العملية الجراحية. أو إذا كانت نتيجة اختبار الجهد النووي سلبية، يكون إجراء عملية المرارة مباشرة.