بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

اللحمية المتضخمة

* من الخطأ أن يهمل الوالدان أمر طفلهما الذين يعاني «لحمية متضخمة»، التي تتسبب، في بعض الحالات المتقدمة، في اختناق الطفل أثناء النوم، مما يسبب له آثارا سلبية كبيرة على صحته بالتأثير على أهم أجهزة الجسم الحيوية وهما القلب والرئتان، إضافة إلى كون هذه اللحمية بؤرة صديدية تسبب الكثير من الالتهابات ومنها التهاب الأذن الوسطى وتجمع السوائل فيها. اللحمية هي واحدة من الأنسجة اللمفاوية، وتشبه اللوزتين، وتقع في مجرى الهواء بين الأنف والجزء الخلفي من الحلق (البلعوم الأنفي)، وفي الحالات الطبيعية (أي بحجمها الطبيعي) تكون وظيفتها المشاركة في جهاز المناعة.

وتتميز اللحمية بالميل إلى التضخم سريعا، وخصوصا عند الأطفال الصغار. وتقول الموسوعة الطبية إن من أهم الأعراض وأكثرها شيوعا لتشخيص اللحمية المتضخمة ما يلي:

* جفاف الفم.

* تشقق الشفاه.

* رائحة الفم الكريهة.

* التنفس أثناء النهار مع فتح الفم.

* التنفس عن طريق الفم، وخصوصا في الليل، مما يؤدي إلى عدم اتساع الجيوب الأنفية بشكل كاف، وهذا قد يؤثر على المظهر العام للوجه.

* الأرق أثناء محاولة النوم وكثرة الحركة.

* انسداد مزمن بالأنف أو سيلان الأنف.

إن تضخم اللحمية حالة تستدعي التدخل الجراحي لاستئصالها قبل حدوث أي من المضاعفات المذكورة.

مشكلات الطقس البارد

* تتعرض في هذه الأيام الكثير من دول العالم لموجة برد قارس وشديد، مما يستوجب لبس الملابس الثقيلة عند الخروج، إلا أن المشكلة تكمن عند العودة إلى الأماكن الداخلية المدفأة، حيث يفاجأ الجسم بتغير فجائي في درجة الحرارة وتبدأ الشعيرات الدموية بالاحتقان في أماكن كثيرة من الجسم، وخاصة الأنف والحلق، وتضعف مقاومة الجسم للأمراض فيصاب بأمراض الشتاء.

المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تقترح التزام الجميع، ممن يعيشون هذه الأجواء الباردة من ثلوج وصقيع ورياح شديدة، ببعض الأساليب المهمة في حياتهم من أجل السلامة من أمراض الشتاء والطقس البارد وتقدم النصائح التالية:

* ارتداء عدة طبقات من الملابس الخفيفة، بما في ذلك الوشاح، القفازات، وقبعة الرأس وحذاء طويل.

* يجب الحذر من السقوط والتزحلق.

* وفي المنزل يمكن ارتداء جوارب وقفازات، أثناء النوم في الشتاء خاصة للذين يعانون ازرقاق الأطراف كأصابع اليدين والقدمين مع ألم بهما.

* عند السفر، ينصح بالاحتفاظ بحقيبة الإسعافات الأولية واقتناء العدة الخاصة بحالات الطوارئ الشتوية.

* وبالنسبة للعاملين في المأكولات المثلجة، عليهم ارتداء قفازات خاصة عند وضع أو إخراج المأكولات من الفريزر (المجمدة).

* أخذ التطعيمات الوقائية ضد الإنفلونزا.

* الإكثار من أخذ فيتامين «سي» لمزيد من الحماية.

* غسل اليدين باستمرار، فهو الوسيلة الفعالة في حماية الجسم من فيروس الأنفلونزا الذي ينتقل عن طريق ملامسة الأشياء مثل مقبض الباب أو سماعة الهاتف..إلخ.

* ممارسة الرياضة الخفيفة كالجري وركوب الدراجة الهوائية والمشي، فهي من أفضل سبل تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.

* مقاومة جفاف الأغشية المخاطية للأنف بفتح النافذة من آن لآخر لدخول الهواء ومعادلة نسبة الرطوبة.

الجلطة العابرة.. نذير خطير

* قد يتعرض الشخص لأعراض مرضية غريبة ولا يعيرها الانتباه اللازم، حيث تكون عابرة ومؤقتة، لا تلبث أن تأتي حتى تختفي في دقيقة أو اثنتين أو ساعة من الزمن أو اثنتين وقد تدوم ليوم واحد. ومن تلك الأعراض أن يرتبك الشخص على غير عادته أثناء الكلام أو أن يتلعثم، ألا يستطيع التحكم في جانب واحد من وجهه أو في إحدى ذراعيه أو قدميه، أو أن يشعر بنوع من الغشاوة الفجائية في البصر، أو أن يختل توازنه أثناء المشي.

من الخطأ أن تمر هذه الأعراض وتنتهي من دون الذهاب إلى الطبيب لأخذ مشورته وعمل فحوصات شاملة وأخذ الاحتياطات اللازمة من أجل عدم تكرارها أو تفاقمها.

هناك ما يسمى بالجلطات الصغيرة التي تؤدي دورا مهما في تحذير الشخص من احتمال حدوث «سكتة دماغية» مستقبلا، ويطلق عليها «الجلطة المؤقتة أو العابرة».

والواجب في مثل هذه الحالة اتخاذ عدد من الخطوات الجادة التي قد تدرأ السكتة الدماغية، ومنها:

* عند الشعور بتلك الأعراض المنذرة بالجلطة أو بعضها يجب الذهاب إلى الطبيب فورا.

* اتخاذ تدابير للسيطرة على المشكلات الصحية التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية مثل: أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض الدم الأخرى.

* بعد تقييم الحالة من قبل الطبيب، قد يرى ضرورة الخضوع لعقاقير منع تجلط الدم، مسيلات خفيفة مثل الأسبرين أو مسيلات قوية مثل الكومادين (ورفارين) حسب ما يصف الطبيب، مع المتابعة المنتظمة مستقبلا.

* وقد يكتشف الطبيب المعالج أن هناك نوعا «عابرا» من الانسداد في شريان الرقبة الرئيسي وهو الذي وراء تلك الأعراض وحدوثها بشكل عشوائي من وقت لآخر، (TIA) Transient Ischemic Attack وهي حالة قد تحتاج لإجراء عملية جراحية، ونتائجها جيدة. تغيير نمط المعيشة، وذلك باتباع نظام غذائي صحي، يقوم على الاعتدال في الغذاء والتقليل من الدهون المشبعة والأملاح، مع التركيز على الفواكه والخضار وزيت الزيتون.

* معالجة الأمراض المزمنة التي قد يكون الشخص إحدى ضحاياها مثل السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب.

* خفض الوزن الزائد. الإقلاع عن التدخين. كثرة الحركة والرياضة وفي أقل الأحوال ينصح المريض بأن يمشي مشيا سريعا لمدة 45 دقيقه ثلاث مرات أسبوعيا.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]