استشارات

د. حسن صندقجي

TT

أضرار الأنسولين

* عمري 45 سنة، ولدي مرض السكري ووزني مرتفع، وتناولت حبوبا دوائية لعلاج السكري. ولكن الطبيب ينصحني بأخذ حقن الأنسولين لأن نسبة السكر في الدم غير منضبطة. وأنا أسمع أن للأنسولين أضرارا ولا أريده لعلاجي. بم تنصح؟

راجي عفو ربه - اليمن.

- هذا ملخص رسالتك. الأمر في شأن معالج اضطراب نسبة سكر الدم يخضع بالدرجة الأولى إلى تحقيق الانضباط في نسبة سكر الدم. والسبب أن هذا الانضباط هو الوسيلة المتوفرة والممكنة لمنع أي مضاعفات أو تداعيات لارتفاع نسبة السكر على المدى القصير والمتوسط والبعيد. وليست مشكلة مرض السكري في ارتفاع نسبة سكر الدم أو انخفاضه الآني الوقتي، بل إن هناك أعضاء مستهدفة بالضرر قد تتسبب بمشكلات صحية حال عدم القدرة على ضبط نسبة سكر الدم ضمن المستويات العلاجية المرجوة. وتلك تحديدا هي شرايين القلب وشرايين الدماغ وشرايين بقية الجسم وشبكية العين والأعصاب والكلى.

وعليه فإن جهد المُصاب بالسكري وجهد طبيبه يجب أن يقودا إلى تحقيق ضبط نسبة سكر الدم ومتابعة سلامة حالة الأعضاء المستهدفة بالضرر. وتشمل الوسائل العلاجية الحمية الغذائية لضبط سكر الدم وكولسترول والدهون الثلاثية في الدم ومقدار ضغط الدم، أي منظومة من التغذية الصحية للجسم كله. كما تشمل خفض وزن الجسم إلى المعدل الطبيعي، وممارسة الرياضة البدنية اليومية. وتشمل ثالثا الأدوية العلاجية التي تعمل على خفض وضبط نسبة سكر الدم. وهذه الأدوية منها ما يُتناول عبر الفم، ومنها الأنسولين بأنواعه الذي يُحقن بالغبرة تحت الجلد.

وطبيبك حاول معك للوصول إلى ضبط نسبة سكر الدم بالأدوية والحمية بلا شك، ولكن لم يتحقق معك المطلوب. ولذا توجه بالنصيحة إلى تلقي الأنسولين.

والأنسولين، كأي دواء، لا يخلو من آثار جانبية. ولذا أي دواء أو علاج لا يُعطى إلا لمن يحتاج إليه، وتكون المصلحة تغلب على المفسدة في تناوله العلاجي. وتتم متابعة تأثيراته عليك لضبط كمية الجرعة اللازمة لك.

وبالنسبة لسؤالك المحدد عن الآثار الجانبية للأنسولين، فإن أخذ كمية أعلى من اللازم من الأنسولين قد تتسبب بانخفاض نسبة سكر الدم. وحينها تظهر أعراض مثل الصداع والدوخة وزغللة الإبصار وصعوبة التركيز الذهني والوهن البدني وزيادة العرق في الوجه والإغماء والشعور بالوخز في الشفتين أو اليدين وغيرها من علامات انخفاض نسبة سكر الدم.

وعلى المدى البعيد، فإن تلقي الأنسولين قد يتسبب بزيادة الوزن، أو إنتاج الجسم لأجسام مضادة تُبطل عمل الأنسولين، أو بتورم في منطقة الجلد التي فيها الحقن.

وهنا يأتي دور المتابعة الطبية وضرورة الالتزام بالحمية الغذائية لتقليل كمية الأنسولين اللازم تلقيها يوميا.

شحوم في الكبد

* والدتي عمرها 62 سنة، ولديها مرض السكري. والطبيب يتابعها بانتظام لذلك، والنتائج بالعموم جيدة كما يقول الطبيب. وتتناول يوميا عقار ليبتيور لخفض الكولسترول بقوة 40 ملغم. ولاحظ الطبيب في فحوصاتها قبل شهرين أن لديها تراكم شحوم في الكبد. وقرأت في نشرة عقار الكولسترول أنه يجب عدم تناوله إذا كان هناك مرض في الكبد. وأنا لم أقدم لها هذا العقار لهذا السبب. بم تنصح ولم لديها الشحوم في الكبد؟

صيدلي خ. الغامدي - جدة.

- هذا ملخص رسالتك، وسؤالك مهم ولا يزال محل نقاش في الأوساط الطبية. بداية، تشحم الكبد هو كما تقول العبارة، أي إن الكبد يحتوي كميات عالية متراكمة من الشحوم. وبالتالي يكبر حجم الكبد.

وتشحم الكبد من أمراض الكبد الشائعة. وفي بعض المجتمعات، كالولايات المتحدة، يوجد لدى 30% من الناس. والسبب غالبا هو السمنة، لأن كميات طاقة الأغذية التي يتناولها المرء ولا يتم حرقها، تتحول إلى شحوم، ويتم اختزانها في الكبد. وكذا الحال مع تناول المشروبات الكحولية التي تعرقل تعامل الجسم بطريق صحيح مع الدهون. وأحيانا، يساهم مرض السكري في زيادة تراكم الشحوم بالكبد لدى من لديهم بالأصل سمنة أو زيادة في الوزن.

وتبعات حصول تراكم الشحوم في الكبد تتفاوت بين المُصابين. وقد يتعرض البعض جراء ذلك إلى حصول التهابات في الكبد، نتيجة تأثير تلك الشحوم على خلايا الكبد والتسبب بموتها. وبالتالي ترتفع أنزيمات الكبد، وتتضرر قدرات الكبد على العمل بوظائفه. ومن ثم قد تحصل لدى قلة منهم حالة تشمع الكبد وتليفه. ولذا تتراوح الحالات بين حالة تشحم الكبد دون أي التهابات فيه، وحالة تشحم الكبد مع حصول التهابات الكبد. وأفضل وسيلة علاجية متوفرة لمعالجة تراكم الشحوم في الكبد هي العمل على خفض وزن الجسم.

وتحتوي المعلومات المرفقة بعقار «ليبتيور»، وغيره من أدوية مجموعة أدوية ستاتين التي تعمل على خفض الكولسترول، النصيحة بعدم تناولها إذا كان لدى المرء مرض في الكبد. وهناك من الأطباء من يعتقد أن احتمالات تسبب هذه الأدوية بتلف الكبد هي احتمالات ضئيلة، ولكن شركات الأدوية تحمي نفسها بذكر هذا الاحتمال حتى لو كان ضئيلا. ولذا يرى بعض الأطباء أن وجود تشحم الكبد مع عدم وجود التهابات شديدة في الكبد، أيا كان سببها، لا يمنع من تناول عقار ليبتيور. وربما يكون مفيدا للذين لديهم تشحم في الكبد، وخاصة أن وجود مرض السكري مع ارتفاع الكولسترول، يرفع من احتمالات الإصابة بمرض شرايين القلب وتبعات ذلك الضارة. وهذه الحالة تتطلب المعالجة بأدوية خفض الكولسترول.

وفي مثل هذه الحالات، أتبنى أنا في معالجة المرضى المتابعة عن كثب. وهي ما تتضمن العمل الجاد على خفض وزن الجسم، والحرص بشكل جاد أيضا على إتباع حمية غذائية لخفض الدهون والكولسترول في الجسم، والحرص على عدم تناول أي أدوية قد تؤذي الكبد، مثل إفراط البعض في تناول عقار بانادول أو تاينيلول دونما داع. وأيضا تناول أقل كمية ممكنة من أحد أدوية ستاتين الخافضة للكولسترول، بما يُقلل من نسبة الكولسترول في الدم وبما لا يكون مُضرا بالكبد. وبالإضافة إلى هذا كله، الحرص على إجراء تحاليل الدم لفحص نسبة الكولسترول وأنزيمات الكبد بشكل دوري، أي في فترة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. وإذا ما تمت ملاحظة ارتفاع في أنزيمات الكبد بشكل متوسط أو شديد، يوقف تناول دواء ستاتين، وإذا ارتفعت الأنزيمات بشكل طفيف أو بسيط، تراقب الأنزيمات بتحليل آخر في فترة أقصر، لأن حالة تشحم الكبد بذاتها، ودون أي أدوية، قد تتسبب بارتفاع وانخفاض في أنزيمات الكبد من آن لأخر.

ولذا بالنسبة لحالة الوالدة، يجب عرض الحالة ومناقشتها مع طبيب متخصص في الكبد، ومراجعة نتائج تحاليل أنزيمات الكبد ومدى الارتفاع فيها ومدى الحاجة إلى تناول عقار ليبتيور بعد العمل على خفض الوزن وإتباع الحمية، وتقرير أقل مقدار من الجرعة الدوائية عند الحاجة، ومتابعة التحاليل الدورية لها.

تناول السردين

* هل الفائدة في تناول السردين مع العظم؟

أحمد - السعودية.

- هذا ملخص تعليقك على مقال سابق حول فائدة تناول كمية من أسماك السردين، بما يُوازي ما يتوفر في علبة السردين. والمقصود بالأرقام حول محتواها الغذائي من البروتينات والمعادن ودهون أوميغا - 3 وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة هو دون تناول العظم. وتناول تلك الكمية البسيطة من العظم لا ضرر صحيا منه، بل ربما فيه فائدة.