بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

خطأ شائع ينتشر بين البعض من الناس من أن قشرة الرأس ناتجة عن نمو سريع في خلايا فروة الراس، إلا أن التفسير العلمي يشير الى أن سبب ظهور القشرة ضعف الدورة الدموية فى فروة الرأس كما أن طبيعة الشعر الدهنية تلعب دورا لا باس به اضافة الى الحالة النفسية والمناخ والاضطراب الهرموني والنظام الغذائي.. الخ.

إن فروة الرأس مثلها مثل بقية أجزاء الجلد تغير خلاياها بصفة دورية، وفي الحالة الطبيعية لفروة الرأس يتم تغيير الخلايا وتكوين خلايا جديدة طوال الوقت بدون ملاحظة. ويتم التعرف على مشكلة قشرة الرأس بتساقط القشرة على الملابس وتكون أكثر وضوحا إذا كانت الملابس سوداء اللون، ثم تتطور الى الحكة وملاحظة رائحة غير طبيعية من فروة الرأس، وفي هذه المرحلة تصبح القشرة محرجة للغاية اجتماعيا.

ولحسن الحظ أن هناك الكثير الذي يمكن القيام به لمكافحة وعلاج قشرة الرأس، منها: الحالات الخفيفة، تتحسن في كثير من الأحيان بالاستخدام الحكيم والحذر للشامبو من المنتجات المضادة لقشرة الرأس، والتي تحتوي على مواد محددة مثل حمض الصفصاف salicylic acid، قطران الفحم، الزنك، كبريتيد السيلنيوم أو الكبريت، وهي آمنة وفعالة لعلاج قشرة الرأس.

تدليك فروة الرأس بقوة خلال غسلها بالشامبو، فذلك يساعد على تخفيف رقائق القشور بحيث يمكن أن تشطف بعيدا.

للحصول على أفضل النتائج، ينصح بغسل الرأس بالشامبو يوميا، وترك رغوة الصابون لما لا يقل عن 10 دقيقة قبل الشطف.

عندما تتحسن الحالة، ينصح بالاستمرار على استخدام نفس الشامبو مرة أو مرتين في الأسبوع.

وللوقاية، ينصح بترك الشعر يجف طبيعيا بدلا من استخدام المجفف، وتمشيط الشعر بفرشاة طبيعية متوسطة القسوة.

كيفية التعامل مع الغثيان

* من الخطأ أن يهمل الشخص أي عرض مرضي يعتريه مهما كان بسيطا وخاصة الوالدان مع ما يتعرض له طفلهما بشكل متكرر من مشاكل صحية.

ويعتبر الغثيان من أكثر الأعراض التي يشعر بها الصغار والكبار ويُواجَه بالاهمال، وهو يصاحب العديد من الحالات المرضية. الغثيان هو شعور بالضيق والإنزعاج في المعدة مع تحفيز للتقيؤ، وقد يكون السبب نتيجة عرضية لتناول أحد الأدوية وخصوصاً المسكنات أو نتيجة لتناول الأطعمة السكرية بكميات كبيرة، وقد يكون مصاحبا للصداع الحاد، الصداع النصفي (الشقيقة)، اضطراب الاذن الداخلية، القرح المعوية (خاصة تلك التي تسببها بكتيريا هليكوباكتر)..الخ.

قد تمتد الحالة من مجرد الغثيان الى القيء الذي يؤدي في كثير من الحالات الى الجفاف خاصة عند الأطفال الذين يعتبرون معرضين بشكل خاص للإصابة بهذه المضاعفات ، ويستدعي الامر للذهاب الى الطبيب إن استمر القيء لأكثر من يومين أو ظهرت علامات الجفاف (عطش مفرط، جفاف الفم، قلة التبول أو إنعدامه، وهن شديد، ودُوار ودوخة) أو التقيؤ دماً .

وللمساعدة في التحكم في الغثيان والقيء، والحفاظ على السعرات الغذائية وسوائل الجسم وتجنب الجفاف، نقدم النصائح التالية:

التوقف عن تناول الطعام لعدة ساعات حتى تستقر المعدة.

تناول الطعام بمعدل ست إلى ثماني وجبات صغيرة في اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة. اختيار الأطعمة بنكهة خفيفة، أي ليست حارة جدا ولا دهنية جدا وغير حلوة كثيرا، وتكون معتدلة الحرارة أي ليست ساخنة جدا ولا باردة. ما بين وجبات الطعام، تناول مشروبات باردة مثل عصائر الفاكهة، خاصة إذا تم فقد سوائل الجسم عن طريق التقيؤ، وننصح بأخذ مقدار 8 إلى 16 كوباً من السوائل يومياً على دفعات صغيرة في كل مرة.

تجنب شرب السوائل مع الوجبات. تجنب مشتقات الألبان والكافيين والنيكوتين والمأكولات الدهنية أو الحادة التي يضاف اليها الفلفل والبهارات.

الخبز المحمّص (التوست) الناشف، والبسكويت العادي والحبوب غالبا ما تكون سهلة لكبت الجوع وتساعد في تخفيف الغثيان.

الاسترخاء لمدة نصف ساعة بعد تناول الطعام، مع استخدام الوسائد لرفع الجزء العلوي من الجسم. الابتعاد عن روائح الطبخ أو حتى رؤية الأكل الخام النيء لأنه قد يسبب الغثيان. إستشارة الطبيب حول الأدوية المضادة للغثيان.

مرض نزف الدم (الهيموفيليا)

* قد تلاحظ الأسرة أن طفلها الذي بدأ في الحبو أو المشي يتعرض باستمرار لحدوث كدمات زرقاء متكررة في أجزاء مختلفة من جسمه، وقد تتورم مفاصله خاصة الركبتين. وقد تلاحظ أسرة أخرى أن ابنها الشاب يشكو من ضعف عضلي وتعب سريع بعد القيام بأي مجهود وأنه يتعرض للنزف لساعات طويلة بعد أي اصابة بسيطة أو إجراء طبي كإعطاء حقنة أو أخذ عينة من الدم أو خلع أحد الأسنان.

الصواب هنا أن يتم، فور اكتشاف هذه الملاحظات والدلائل التي تشير في معظم الأوقات على أن هناك اضطراب في عملية تخثر الدم لديه، التوجه الى الطبيب الذي يقوم بالسؤال عن التاريخ الوراثي للعائلة ويجري عددا من الفحوص للتأكد من التشخيص وتحديد السبب ووضع خطة العلاج التي تناسب مسبب المرض.

هذه الحالة تعرف بمرض «الهيموفيليا» وهو اضطراب في الدم يؤدي الى عدم التخثر بشكل صحيح، يصبح معه وقف النزيف أكثر صعوبة. المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذر من اهمال علاج مرض الهيموفيليا وتذكر أنه مرض له مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج مبكرا بطريقة صحيحة فقد يؤدي الى تورم في المفاصل مع ألم وضعف في العضلات، وأضرار بالغة في الأعضاء الداخلية إذا ما تعرضت للنزف، وإذا حصل النزف داخل المخ أو الرأس فقد يتسبب في تلف الدماغ، وإذا لم يتم السيطرة على النزيف بطريقة جيدة قد ينتهي الأمر بالوفاة.

وللوقاية ننصح بالآتي:

عدم زواج الأقارب بين العائلات التي ثبت إصابتها بالمرض، حيث أن العامل الوراثي في مرض الهيموفيليا قوي جدا.

الفحص الطبي قبل الزواج لاستبعاد حمل أحد الطرفين للجينات المورثة للمرض.

عند الاصابة بالنزف الخارجي، يجب سرعة إيقاف النزف بتطبيق الرباط الضاغط، وأكياس الثلج، وفي المستشفى يتم إعطاء إبرة تحتوي على العامل المساعد على التخثر.

بالنسبة لنزف أحد المفاصل نتيجة جرح أو رضة، فيجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة حتى لا يصاب المفصل بأي تآكل أو تلف.

توعية المريض وأسرته بماهية المرض وتقبل التعايش معه نفسيا واجتماعيا ومعرفة طرق الوقاية والاسعافات الأولية عند الاصابة.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]