محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

اضطرابات الوجدان الموسمية

* اضطرابات الوجدان الموسمية Seasonal affective disorder SAD هي نوع من أنواع الاكتئاب depression الذي يحصل في نفس الفترة من كل عام. ويصف أطباء الامراض النفسية في مايو كلينك بالولايات المتحدة هذه الحالة بأنها دورية cyclic وموسمية seasonal. وهو ما يعني أن العلامات والأعراض تظهر وتختفي في نفس الأوقات تقريباً من كل عام. ويظهر لدى غالبية المُصابين نوع الشتاء Fall and winter seasonal affective disorder ، وفيه يشعر المصابون بالحزن والاكتئاب والإرهاق الذي يعتريهم مع أواخر فصل الخريف، ويزداد شدة ويستمر خلال معظم أيام فصل الشتاء، وتزول معظم الأعراض تلك مع بدء فصل الربيع. وهناك البعض الأخر الذي يُعاني من نوع الربيع أو الصيف، ويبدأ لديه الاكتئاب مع بدء دخول فصل الربيع أو الصيف.

ويشير الأطباء النفسيون بكلية الطب في جامعة هارفارد إلى أن السبب الرئيسي في إصابة البعض بهذه الحالة غير معلوم على وجه الدقة، ولكن المصادر الطبية تتبنى الرأي بأن السبب الأكثر احتمالاً هو تأثر أجسامهم ونفوسهم بنقص ضوء الشمس بفعل الغيوم، وخاصة في المناطق الشمالية والجنوبية من العالم خلال فترة فصل الشتاء وما قبله. والذي يحصل مع تناقص التعرض للضوء خلال نهار أيام الشتاء في تلك المناطق هو تراكم وغزارة كميات هرمون ميلاتونين melatonin في الجسم. وبالتالي يضطرب عمل الساعة البيولوجية في الدماغ biological clock ، ما يُؤثر على المزاج ويُؤدي إلى ظهور اضطرابات الوجدان. وهناك بعض الباحثين الطبيبين الذين يرون أن السبب لا علاقة له بهرمون ميلاتونين، بل بخلل في ناقلين عصبيين هما مادة سيروتونين ومادة دوبامين . ومعلوم أن النواقل العصبية هي مواد كيميائية تعمل على ضبط وتنشيط التواصل والعمل ما بين الخلايا العصبية، وأن حالات الاكتئاب يُمكن معالجتها بنجاح باستخدام عقاقير تعمل على ضبط توفر ونشاط هذه النواقل العصبية. وأياً كان السبب، فإن اضطرابات الوجدان الموسمية هي من الحالات الشائعة نسبياً، ذلك أنه وفق الإحصائيات النفسية بالولايات المتحدة، يُعاني من هذه الحالة الموسمية أكثر من 10 ملايين شخص، وخاصة بين النساء، حيث تبلغ النسبة فيما بين الجنسين أربعة نساء لكل رجل واحد. وغالباً ما تبدأ الأعراض في سن العشرينيات، ومن الممكن أن يُصاب الأطفال به كذلك.

ويُقدم الباحثون من مايو كلينك قائمة بالأعراض المحتملة لنوع الشتاء من اضطرابات الوجدان الموسمية، وهي ما تشمل:

* الاكتئاب:

الشعور بفقد الأمل والخيبة.

توتر القلق.

الشعور بفقد الطاقة.

الانسحاب الاجتماعي.

* كثرة النوم عدم المبالاة بممارسة الأنشطة الحياتية المعتادة التي كانت ممتعة التي منح عادة السعادة للمرء.

اضطرابات الشهية، وأهمها إفراط الإقبال على تناول السكريات والنشويات.

* زيادة الوزن: صعوبات في تحقيق التركيز الذهني وتحليل المعلومات.

كما يُقدمون بالمقابل الأعراض المحتملة في نوع الربيع أو الصيف لاضطرابات الوجدان الموسمية. وهي ما تشمل:

توتر القلق.

صعوبة النوم والأرق.

سرعة الغضب.

تدني شهية الأكل.

* نقص الوزن.

ارتفاع الرغبة الجنسية.

ويُضيف الباحثون من مايو كلينك أن المضاعفات تشمل ورود أفكار حول الانتحار، والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، وخلل الأداء الوظيفي، واضطرابات في السلوك الدراسي وربما اللجوء إلى الإدمان على الأدوية أو المشروبات الكحولية أو غيرهما من المواد.

* المحاذير الصحية لوشم التاتو

* استخدام وشم التاتو tattoo للتجميل هو وسيلة قديمة جداً. ولا يُعرف على وجه الدقة نسبة الإقبال على تلقي وشم التاتو في مجتمعات العالم المختلفة. ولكن وفق ما يقوله الباحثون في شأن التجميل بمايو كلينك بالولايات المتحدة، فإن الإقبال على وشم التاتو هو الأعلى على الإطلاق في التاريخ. ويُضيفون انه يجب عدم أخذ الأمر بالاستهانة، بل تجدر معرفة المخاطر والمضاعفات المحتملة جراء الخضوع لإجراء هذا السلوك التجميلي.

ووشم التاتو هو علامات أو رسومات دائمة، يتم تثبيتها على الجلد عبر إدخال مواد صبغات ملونة في مناطق عميقة داخل طبقات الجلد. ويستخدم فني رسم وشم التاتو آلات بسيطة أو ماكنة صغيرة، تحمل إبرة لاختراق عمق معين من طبقة الجلد. ويتم تكرار نقر اختراق الجلد بتلك الإبرة على حدود الرسومات. وفي كل نقرة، يتم إدخال كمية قليلة من صبغة المادة الملونة، لتستقر داخل طبقات الجلد. وقد تستغرق العملية بضع دقائق، أو عدة ساعات، وذلك حسب حجم الرسم المُراد وشم الجلد به. وتتسبب العملية، التي تُجرى دونما تخدير بالعادة، بألم وخز الإبرة مع كل نقرة، وبنزيف القليل من الدم غالباً.

ويُقدم أطباء مايو كلينك قائمة بالمخاطر المحتملة نتيجة لوضع رسم وشم التاتو. ومنها:

تفاعلات الحساسية، وخاصة ضد أنواع حبر الصبغة المتعددة الألوان. وغالباً ما تظهر الحساسية في وقت مبكر من القيام بوضع الوشم، وقد تتأخر لتظهر بعد بضع سنوات.

التهابات ميكروبية في الجلد. وتظهر بالتالي علامات الإحمرار والتورم والألم وتكون الصديد نتيجة دخول البكتيريا إلى تلك الجروح العميقة في طبقات الجلد.

تكون بؤر من التورم للأنسجة حول بقع حبر الصبغة الملونة داخل طبقات الجلد. وخاصة عند استخدام الحبر ذا اللون الأحمر. كما يُمكن أن تتكون ندبات كبيرة بارزة فوق سطح الجلد ومكونة من أنسجة ليفية keloids.

الإصابة بأمراض ميكروبية تنتقل عادة بواسطة الدم، وذلك عند استخدام أدوات وإبر لم يتم تعقيمها وتبقى ملوثة بدم أشخاص سابقين مُصابون بتلك الأمراض. مثل فيروس التهاب الكبد من نوع “بي” ونوع “سي” وفيروس نقص المناعة المكتسبة.

تهيجات جلدية موضعية في منطقة الوشم، وذلك عند إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغنطيسيMRI .

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]