نصائح أميركية جديدة.. حول خفض كمية الفلوريد في مياه الشرب

يقي من تسوس الأسنان إلا أن تراكمه يسبب تغيرات في طلاء المينا

TT

تبنت السلطات الصحية بالولايات المتحدة نصائح جديدة حول مستويات مادة الفلوريد Fluoride في المياه المستخدمة للشرب. ووفق ما تم إعلانه في يوم الجمعة 14 يناير (كانون الثاني). فإن المستويات الحالية تعتبر عالية، وتتسبب بآثار جانبية متعددة، خاصة على الأطفال. وبالتالي يجب خفض كمية مادة الفلوريد المضافة إلى مياه الشرب.

* الفلوريد والماء

* وتضاف مادة الفلوريد بشكل طوعي اختياري إلى مياه الشرب، في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم، كوسيلة لمنع الإصابة بتسوس الأسنان Tooth decay، ولتسهيل معالجته. وذلك وفق النصائح الطبية للرابطة الأميركية لأطباء الأسنان (ADA) والخدمات الصحية العامة بالولايات المتحدة (USPHS) والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

وتعتبر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية (CDC) أن تعزيز مياه الشرب بالفلوريد هو أحد أفضل إنجازات صحية في القرن العشرين الماضي. ولكن السلطات الصحية والبيئية بالولايات المتحدة قالت إن عموم الأميركيين يحصلون في الوقت الحالي على الفلوريد بكميات كافية من عدة مصادر، إضافة إلى مياه الشرب، مثل معاجين الأسنان ومحاليل غسول الفم. وهو ما يجعل من المنطقي خفض كمية مادة الفلوريد المضافة إلى المياه.

* نصائح جديدة

* وتتضمن النصائح الحالية ضبط نسبة الفلوريد في المياه ما بين 0.7 ملغم كحد أدنى، و1.2 ملغم كحد أعلى، لكل لتر من الماء. وقد خفضت النصائح الجديدة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية (HHSD) تلك النسبة إلى الحد الأدنى، أي جعل الحد الأعلى الجديد هو 0.7 ملغم من الفلوريد لكل لتر من الماء.

وأيدت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية في بيانها الخاص هذا القرار، وقالت: «ثمة عدة أسباب لهذا التغيير، منها أن الأميركيين ينالون اليوم الفلوريد من مصادر عدة، أكثر مما كان عليه الحال قبل البدء في إضافة الفلوريد إلى المياه بالولايات المتحدة». وأضافت: «ومنذ عام 1945 بدئ إضافة الفلوريد إلى المياه في الولايات المتحدة، وأكثر من 196 مليون أميركي يحصلون على مياه شرب معززة بالفلوريد. وهو ما أثبت الخبراء الطبيون أنه قلل نسبة إصابات تسوس الأسنان بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 60 في المائة. وعلى المستوى القومي، فإنه لكل دولار واحد يُنفق في إضافة الفلوريد إلى مياه الشرب، هناك توفير لـ38 دولارا من حجم تكلفة معالجة تسوس الأسنان».

وكانت وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة (EPA) قد ذكرت أنها قد راجعت قوانينها الخاصة بالفلوريد بعد إجرائها دراسة حول تقييم مخاطر تعريض الأطفال لكميات عالية منه. ووجدت أن نسبة الفلوريد مرتفعة في كثير من الأحيان، وتصل في مياه الشرب لبعض المناطق إلى حد 4 ملغم لكل لتر من الماء. وتوصلت الدراسة إلى أن بعض الأطفال ما دون سن الثامنة يتعرضون بشكل مفرط للفلوريد بسبب كثرة تناولهم مياه الشرب المحلية القادمة من الصنبور، بالنظر إلى صغر حجم أجسامهم. وأن تراكم الفلوريد في أجسامهم يمكنه أن يتسبب بتغيرات في طبقة طلاء المينا للأسنان، وهي حالة تسمى dental fluorosis. وفي 90 في المائة من هذه الحالات تظهر بقع بيضاء على أسنان الطفل ونقرات من الحفر الصغيرة فيها.

* الفلوريد والأسنان

* الفلوريد مادة توجد بشكل طبيعي في المياه من المصادر الطبيعية. وهي مادة مشتقة من عنصر الفلورين fluorine. وهو العنصر الثالث عشر من بين أكثر العناصر توفرا في طبقة القشرة الأرضية.

ومادة الفلوريد لها القدرة على منع تسوس الأسنان ومعالجتها. ويحصل تسوس الأسنان حينما تتكون لوحة «البلاك» الرقيقة plaque، وهي طبقة رقيقة من تجمعات البكتيريا على سطح السن. وتعمل هذه التجمعات البكتيرية على تكسير وهضم السكريات من الأطعمة التي تعلق بالأسنان وما حولها. وخلال عملية التكسير هذه تفرز البكتيريا مواد حمضية تعمل على إذابة طبقة طلاء المينا المغلفة للسن. وما لم يتم وقف هذه العلميات المتلفة لطلاء السن، أو إصلاحها بشكل سريع، تبدأ البكتريا بالتغلغل في داخل بنيان السن بعد نجاحها في إزالة طبقة طلاء الحماية. وهو ما يؤدي في النهاية إلى نشوء فجوات تسويس السن. وتتسبب الفجوات هذه بالشعور بالألم وضعف متانة بنية السن وتساقط الأسنان ونشوء التهابات ميكروبية في الأسنان واللثة الملاصقة لها.

* مادة واقية

* وتحارب مادة الفلوريد عملية تسوس الأسنان عبر طريقتين؛ الأولى، أنها تشارك بإيجابية في عملية نمو وبناء السن، أي أن الجسم يستخدمها كمادة معززة لقوة بناء السن، ولذا يسهم الفلوريد في إعادة إصلاح طلاء طبقة مينا السن remineralizing. والثانية، أن توفر مادة الفلوريد على سطح الأسنان يؤدي إلى منع التأثيرات المذيبة للأحماض التي تفرزها البكتريا عند تكسيرها للسكريات العالقة على الأسنان. أي أن الفلوريد يعطل عملية تحلل المعادن عن طبقة طلاء مينا السن demineralizing. ولكن تجدر معرفة أن الفلوريد لا يعالج ولا يصلح فجوات تسويس الأسنان التي تشكلت وتغلغلت في بنية السن، بل يمكنه منع تكوين تسوس جديد في الأسنان ويمكنه أيضا إصلاح الدرجات البسيطة من التسوس إذا تكونت في طلاء الأسنان.

وعلى الرغم من كل التطور في معالجة الأسنان في الدول المتقدمة، ومع جهود الإرشادات الصحية الخاصة بالعناية بالأسنان، فإن مشكلة تسوس الأسنان لا تزال على رأس قائمة المشكلات الصحية في فترة الطفولة، وذلك وفق نتائج الإحصائيات الحديثــــــــــة بالولايات المتحــــــدة.

احتياجات الأطفال للفلوريد.. إرشادات صحية بالعموم، فلا يحتاج الأطفال ما دون سن 6 أشهر إلى كميات إضافية من الفلوريد. وخلال زيارة الطفل للطبيب بعمر 6 أشهر، يمكن للأم مناقشة حاجة طفلها للفلوريد مع الطبيب إذا كانت تعيش في منطقة لا يضاف الفلوريد إلى المياه فيها. وهو ما يتوفر على هيئة قطرات دوائية أو حبوب أو ضمن «حلوى مجموعة الفيتامينات والمعادن». ووفق إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يتم إعطاؤها فقط بشكل يومي للأطفال ما بين سن 6 أشهر و16 سنة الذين يعيشون في مناطق لا تُعزز مياه الشرب فيها بالفلوريد أو الأطفال الذين يشربون فقط من عبوات المياه المعدنية التي لا يُضاف إليها الفلوريد. أي أن كمية الجرعة تعتمد على مدى توفر الفلوريد بشكل كاف في مياه الشرب التي يتناولها الطفل بشكل يومي.

ومياه الشرب المعززة بالفلوريد ليست هي المصدر الوحيد لهذه المادة للأطفال، بل هناك معجون الأسنان ومحاليل غسول الفم المحتوية عليها. وإرشادات الهيئات الطبية المعنية بصحة الأطفال تتضمن النقاط التالية:

* الأطفال ما دون سن سنتين عليهم عدم استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلوريد، ما لم تتم استشارة الطبيب حول ذلك.

* الأطفال الأكبر من سن سنتين بإمكانهم استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلوريد.

* كمية المعجون الموضوعة على الفرشاة لا يجب أن تتجاوز حجم حبة البازلاء.