فصد الدم.. هل يؤثر على مستوى الحديد في الجسم؟

عملية علاجية شائعة للمصابين بتراكمه

TT

س: قيل لأخي إن لديه مستويات عالية من الحديد في الجسم. لقد سمعت أن العلاج يتمثل في تكرار إخراج (فصد) الدم بين فترة وأخرى، إلا أن الطبيب المعالج له يقول إن ذلك سيؤدي فقط إلى ازدياد الحديد في الدم. هل هذا صحيح؟

ج: إن السبب الأكثر شيوعا لوجود مستويات عالية من الحديد في الجسم هو الإصابة بحالة جينية وراثية تسمى داء الصباغ الدموي «hereditary hemochromatosis. وكل شخص مصاب بهذه الحالة لديه جهاز هضمي يمتص كميات أكثر من الحديد. وبينما يختزن الحديد في العادة في خلايا الدم الحمراء بالدرجة الرئيسية، فإن الفائض منه - في حالة امتصاص الجسم لكميات كبيرة من الحديد - يختزن داخل الدم، ولذا فإنه يتراكم في الأعضاء الأخرى من الجسم، وخصوصا في الكبد والقلب والبنكرياس. وإن استمرت عملية تراكم الحديد الشاذة هذه لفترة طويلة جدا فإنها ستؤدي إلى مشكلات مرضية.

إنك محقّ في أن أكثر الوسائل الشائعة فاعلية التي تستخدم لعلاج فائض الحديد هي فصد الدم العلاجي «therapeutic phlebotomy». وهذا يشمل إخراج الدم بانتظام - عادة مرة أو مرتين في الأسبوع - على امتداد سنة أو أكثر. وتؤدي إزالة كل وحدة من الدم المفصود إلى إبعاد نحو 250 مليغراما من الحديد. ومع إزالة الحديد مع الدم فإن أعضاء الجسم تأخذ في فقدان الفائض المتراكم لديها منه.

ويؤدي الشروع في العلاج مبكرا إلى درء حدوث مشكلات مرضية في تلك الأعضاء التي تراكم فيها الحديد، ويجب إخراج الدم، وبالتالي الحديد، بشكل متكرر، ولكن بحيث لا يتحول الشخص إلى مصاب بفقر الدم.

وإني محتار فعلا في قولك إن أخاك قد قيل له إن فصد الدم سيزيد من مستويات الحديد في دمه. والأمر هنا هو: إما أن الأمور التبست على أخيك ولم يفهم جيدا ما قاله الطبيب، وإما أن الطبيب كان مخطئا. وقد يكون من الأفضل استشارة أحد الإخصائيين في الدم.

وإن كان أخوك مصابا بداء الصباغ الدموي فإن عليه وعليك أيضا وكذلك على كل أقربائه من الدرجة الأولى (وهم الإخوة والوالدان والأبناء) الخضوع لفحوص للتأكد من هذه الحالة الوراثية. ولن يحتاج الفحص إلا إلى عينة من الدم.

* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا».