س) أنا امرأة عمري 79 سنة، وقد أصبت في طفولتي بالجديري المائي. هل يتوجب علي التطعيم بلقاح مضاد للقوباء المنطقية؟ ما أخطار هذا المرض؟
ج) توصي اللجنة الاستشارية لإجراءات التطعيم باللقاحات ACIP بالتطعيم بلقاح القوباء المنطقية (الحزام الناري) shingles لغالبية الأشخاص في عمر 60 سنة فأكثر، بغض النظر عن كونهم يتذكرون إصابتهم بالجديري المائي chickenpox أم لا. وتظهر الدراسات أن 99 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 سنة أصيبوا بجديري الماء.
الحزام الناري
* القوباء المنطقية، أو الحزام الناري، التي يطلق عليها أيضا اسم «الهربس زوستر» herpes zoster أو «زوستر»، تظهر على شكل طفح متقرح مؤلم يسببه الفيروس نفسه الذي يسبب حدوث الجديري المائي؛ وهو «فيروس فاريسيلا زوستر» (الهربس العصبي) varicella zoster virus VZV).
ويتراجع هذه الفيروس بعد الشفاء من الجديري المائي، ليختبئ في الخلايا العصبية القريبة من العمود الفقري، ثم يخلد في فترة سبات ليعود إلى الحياة مجددا على شكل مرض القوباء المنطقية.
وتظهر القوباء المنطقية لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص خلال فترة حياتهم. وهي تظهر غالبا لدى الأشخاص الأكبر سنا والأشخاص الذين ضعف لديهم جهاز المناعة نتيجة العدوى المزمنة، والسرطان، أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة، مثل الستيرويدات والأدوية الكيميائية.
وعندما ينشط الفيروس مجددا فإنه يتحرك بعيدا عن العمود الفقري على طول خطوط الأعصاب التي تكون على شكل محاور تنطلق شعاعيا من العمود الفقري. وتقع هذه الأعصاب تقع ضمن شبكة الأحاسيس لخلايا المقاطع الجلدية dermatomes.
طفح مؤلم
* ويظهر طفح القوباء المنطقية على شكل قرح ممتلئة بسائل، يشبه طفح الجديري المائي. وهو يظهر على طول خطوط تلك الخلايا المذكورة على جهة واحدة من الوجه أو الجسم. ويتراوح الطفح بين نوع يسبب حكة بسيطة، ونوع غير مريح، أو آخر مؤلم جدا، وقد يصاحب بظهور حمى، وصداع، وغثيان.
ويجف الطفح ويتيبس بعد مرور 7 إلى 10 أيام، ويزول نهائيا في العادة بعد أسبوعين من ظهوره. إلا أن الألم يتواصل في 20 بالمائة من الحالات حتى بعد زوال الطفح. وتسمى هذه الحالة المزعجة «الألم العصبي ما بعد العلاج» postherpetic neuralgia.
لقاح القوباء المنطقية
* وتقدر مراكز مراقبة الأمراض والوقاية «CDC» عدد الذين يصابون بالقوباء المنطقية بأكثر من مليون شخص سنويا.
وقد أجازت وكالة الدواء والغذاء لقاح القوباء المنطقية (المسمى «زوستافاكس» Zostavax) عام 2006 وذلك بعد إجراء تجارب عليه لفترة ثلاث سنوات شملت 38546 من البالغين من عمر 60 فأكثر، تلقى نصفهم اللقاح، بينما تلقى النصف الآخر الحبوب الوهمية. وخلال السنوات الثلاث تلك، خفض اللقاح من خطر الإصابة بالقوباء المنطقية بنسبة 51 في المائة.
وظهر أن الذين تلقوا اللقاح ثم أصيبوا في ما بعد بالقوباء المنطقية قل لديهم خطر استمرار الألم العصبي بعد العلاج، بنسبة 67 في المائة. أما الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا لهذا اللقاح فهي احمرار الجلد، والألم، وتورمه في منطقة الحقنة.
ولا تزال شركة «ميرك» المنتجة للقاح تجمع البيانات حول سلامته وفاعليته، إلا أن النتائج لم تتغير حتى الآن. والنتائج الجديدة الوحيدة هي أن فاعلية «زوستافاكس» تنخفض إذا تم إعطاؤه في الوقت نفسه لإعطاء لقاح ذات الرئة.
ورغم أن عقار «زوستافاكس» لم يختبر على البالغين الذين أصيبوا فعلا بالقوباء المنطقية، فإن اللجنة الاستشارية لإجراءات التطعيم باللقاحات توصي بإعطائه لهم.
وتعزز الإصابة بالقوباء المنطقية مناعة الجسم تجاه هذا المرض، إلا أننا لا نزال نجهل طول الفترة الزمنية لهذه المناعة؛ في الوقت الذي نعرف فيه أن المناعة تتدهور مع التقدم في العمر.
وهناك مجموعات من الأشخاص الذين ينبغي عليهم تجنب تناول اللقاح (انظر الإطار)، ولذا فمن المفضل استشارة الطبيب حول فوائد اللقاح لكل حالة خاصة.
* محاذير لقاح القوباء المنطقية
* يوجه لقاح القوباء المنطقية للأشخاص من عمر 60 سنة فأكثر، لكنه لا يعطى للأشخاص من الحالات التالية:
- المصابون حاليا بالقوباء المنطقية أو بالألم العصبي ما بعد العلاج.
- المصابون بحمى، الذين تبلغ درجة حرارتهم 101 درجة فهرنهايت (38.33 درجة مئوية)، أو أكثر.
- الأشخاص الذين لديهم حساسية لواحد من مركبات اللقاح، ومنها «نيومايسين»، والجيلاتين.
- المصابون باللوكيميا (ابيضاض الدم)، أو بسرطان يؤثر على النخاع العظمي أو الجهاز اللمفاوي.
- المصابون بمرض من أمراض نقص المناعة، ومنها الإيدز أو فيروس «إتش آي في».
- المرضى الذين يخضعون لعلاجات مثبطة للمناعة مثل الأدوية الكيمائية، الستيرويدات، أو الإشعاع.
* طبيبة، رئيسة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».