استشارات

د. حسن صندقجي

TT

قلة ممارسة الجنس وضعف الانتصاب

* عمري 47 سنة، وأتناول عقار «وارفرين» لزيادة سيولة الدم، لأن لدي ارتجافا أذينيا في اضطراب نبضات القلب. هل يتعارض هذا العلاج مع تناول حبوب «فياغرا»؟ وهل الإقلال من ممارسة العملية الجنسية سبب في نشوء حالة ضعف الانتصاب لدى الرجل.

س. سامي - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة من مراجعة رسالتك. وبالنسبة للإجابة عن الشق الأول، لم يتضح لي منها سبب حصول الارتجاف الأذيني لاضطراب إيقاع نبضات القلب. أي تحديدا هل هناك أمراض أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم في الرئة أو تضيقات في أحد صمامات القلب أو أي تضيقات في شرايين القلب، أو هل تتناول أدوية لخفض الكولسترول، أو لأي غايات أخرى. والسبب أن الارتجاف الأذيني قد يكون ناجما عن أو مصحوبا ببعض الاضطرابات القلبية تلك.

وعلى فرض أن سؤالك محدد عن مدى احتمال وجود تعارض مباشر بين تناول العقارين معا، عقار زيادة سيولة الدم وعقار تنشيط الانتصاب، فإنه لا يوجد تعارض مباشر بينهما. ولا يوجد تعارض بين تناول عقار «وارفرين» لزيادة سيولة الدم مع أي من أنواع الأدوية الأخرى لتنشيط الانتصاب، أي لا تعارض له مع تناول «فياغرا» أو«ليفيترا» أو«سيالس».

ولكن عليك أخذ الحذر في الأمر، لأن بعض المصابين بالارتجاف الأذيني عرضة لانخفاض ضغط الدم مع تسارع وزيادة نبضات البطينين للقلب. وعقار «فياغرا» هو الآخر قد يزيد من انخفاض ضغط الدم خلال تزايد عدد النبضات أثناء أداء المجهود البدني والعاطفي حال ممارسة العملية الجنسية.

وبالعموم، فان النصيحة دائما هي بتناول أقل جرعة مفيدة من عقار «فياغرا». وهو يتوافر بقوة 25 ملغم، و50 ملغم، و100 ملغم، أي إن أقل قوة للعقار تحقق القدر الكافي من الانتصاب لإتمام العملية الجنسية.

والأمر الذي يفرض استشارة طبيبك المعالج لحالة الارتجاف الأذيني لديك، هو التأكد من عدم وجود حالة ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة. والسبب أن ثمة ملاحظات علمية مفادها أن احتمالات حصول النزيف عند تناول هذين العقارين معا في وجود ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة، إضافة إلى التأكد من عدم وجود تضيقات في الصمامات أو الشرايين، مما قد يتعارض مع تناول «فياغرا» أو يتعارض مع أدوية أخرى توصف لمعالجة بعض أعراض تلك الحالات المرضية.

أما بالنسبة للإجابة عن الشق الثاني من أسئلتك، فإن الانتظام في ممارسة العملية الجنسية شيء مفيد من نواح صحية متعددة، وتحديدا لضغط الدم ونبض القلب وتخفيف التوتر النفسي وصحة البروستاتا وغيرها من الجوانب.

أما في شأن ضعف الانتصاب، فإن هناك مؤشرات علمية تدعم وجود علاقة بين ضعف الانتصاب وتدني ممارسة العملية الجنسية. وهذا أوضح ما يكون لدى الرجال ما بين سن الخمسين والسبعين، إذا لم تكن هناك أسباب مباشرة لنشوء ضعف الانتصاب، مثل أمراض الشرايين ومرض السكري وغيرها. وكانت إحدى الدراسات الطبية قد نشرت حول هذا الأمر في المجلة الطبية الأميركية عام 2008. وأظهرت أن الرجال الذين تتدنى ممارستهم للعملية الجنسية، أي أقل من مرة في الأسبوع، هم عرضة بنسبة ستة أضعاف للمعاناة من ضعف الانتصاب. ولكن، عليك ملاحظة أن اضطرابات النوم والتوتر النفسي من العوامل الأخرى المتسببة في ضعف الانتصاب. ولعلنا سنتعرض في فرصة لاحقة ضمن ملحق «صحتك» لـ«الشرق الأوسط»، للأسباب غير المرضية لنشوء حالة ضعف الانتصاب لدى الرجال.

ارتفاع الدهون الثلاثية

* عمري 39 سنة، وأجريت تحليل الكولسترول ضمن فحوصات السمنة لدي. ولاحظت النتائج أن لدي ارتفاعا في نسبة الدهون الثلاثية، بينما كانت بقية نتائج التحليل طبيعية. وقد نصحني الطبيب بالعمل على تخفيف الوزن، كما نصحني بتناول الفواكه الطازجة. وسؤالي، هل يتسبب الإكثار من تناول سكريات الفواكه في ارتفاع الدهون الثلاثية؟

الطيب م. - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية، علينا ملاحظة أن الدهون الثلاثية تختلف في التركيب عن الكولسترول، ولكن تحليل الكولسترول يشملها إضافة إلى تحديد نسبة الكولسترول الكلي في الدم والكولسترول الخفيف والكولسترول الثقيل. وأن نسبة الدهون الثلاثية في الدم تختلف طوال اليوم تبعا لتناول وجبات الطعام. وبعد تناول وجبة الطعام ترتفع نسبة الدهون الثلاثية، ولذا يجب أن يتم سحب الدم لتحليل الكولسترول بعد 12 ساعة من الصوم على أقل تقدير. والصوم المقصود هو الامتناع عن تناول أي شيء عبر الفم، ما عدا الماء الصافي أو الأدوية التي توصف طبيا لعلاج أي مشكلات صحية يعانيها الشخص. وإذا ما أجري التحليل دون صيام تلك الفترة، ربما أظهرت النتيجة ارتفاعا غير حقيقي في نسبة الدهون الثلاثية بالدم.

أما السكريات في العموم، فهي نوعان: نوع بسيط يسهل على الأمعاء امتصاصه بسرعة، وبالتالي يتسبب تناولها في ارتفاع سريع في نسبة السكر بالدم. والنوع الآخر من السكريات، معقد التركيب، وتبطئ الأمعاء في امتصاصها، ولا ترتفع نسبة سكر الدم بسرعة تبعا لتناولها.

وقد يتسبب تناول السكريات البسيطة في ارتفاع طفيف في نسبة الدهون الثلاثية بالدم، ولكن الأهم هو تسببها في ارتفاع سريع في نسبة سكر الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن مع الوقت، وإلى إنهاك البنكرياس في إنتاج كميات متزايدة من هرمون الأنسولين. وهذا على المدى المتوسط أو البعيد، قد يؤدي إلى نشوء مرض السكري، وبالتالي ارتفاع احتمالات حصول ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية.

ولخفض نسبة الدهون الثلاثية، هناك عدة سلوكيات غذائية مفيدة بإمكانك اتباعها لتجنب حصول تداعيات ارتفاع الدهون الثلاثية على أجزاء مهمة بالجسم، كالشرايين وغيرها. وأهمها تناول السكريات بهيئة معقدة، وهي ما تتوافر في الحبوب الكاملة غير المقشرة، مثل الخبز الأسمر المصنوع من دقيق حبوب القمح الكاملة. أي تحاشي معجنات الدقيق الأبيض. وكذلك الحرص على تقليل تناول الشحوم الحيوانية، والحرص على تناول الأسماك المشوية أو التي تم طهيها في الفرن، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. أي دون تلك المقلية في الزيوت النباتية المهدرجة، والحفاظ على وزن طبيعي للجسم، والعمل الجاد على تحقيق ذلك. وممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي منتظم، والتي أقلها المشي اليومي. ومن المهم جدا بالعموم، التنبيه على ضرورة تحاشي المشروبات الكحولية.

عقار «زومغ» والحمل

* أتناول عقار «زومغ» لعلاج نوبات الصداع النصفي. هل يؤثر على الحمل؟

ف. أشقر - لبنان.

- هذا ملخص سؤالك. وعقار «زومغ» هو أحد أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج نوبات الشــــــــقيقة أو الصداع النصفي. ويحتوي على مادة «زولميتريبتان». وحسب معلومات الشركة المنتجة، فإن من النادر أن يتسبب تناول هذا العقار في أضرار على الحمل، وتحديــــــدا من النادر أن يتسبب في الإجهاض. ولكن، لا تزال ثمة شــــــــــكوك طبيــــــة حول مدى تسببه في أضرار على نمو واكتمال أعضاء الجنين. وعلى الرغم من عدم ثبوت حصولها على البشر، فإن كثيرا من المصـــــــادر الطبية تنصح بالاقتصار على تناوله خلال فترة الحمل عند الضرورة. وكذلك خلال فترة الرضاعة.