بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

«إنفلونزا المعدة»

* يتعرض الكبار والصغار لحالة من الالتهاب المعدي المعوي الذي يتمثل في الشعور بالغثيان والتقيؤ ثم الإسهال المائي الشديد، الذي قد ينتهي بالجفاف إذا لم يتم تداركه بطريقة جيدة وحكيمة بالتعويض للسوائل المفقودة أولا بأول، ثم بالنظافة الجيدة، خاصة غسل اليدين حتى لا تنتقل العدوى إلى الآخرين.

وهنا يأتي الخطأ الشائع بين الناس، وهو الإسراع في إعطاء مانعات الإسهال، بينما الصواب أن لا يتم اللجوء إلى هذه الخطوة كخط أول في العلاج الذي يجب أن يوصف بمعرفة الطبيب.

الالتهاب المعدي المعوي الفيروسي، غالبا ما يشار إليه باسم «إنفلونزا المعدة»، وهو من الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى ألم في المعدة وتقيؤ متكرر وارتفاع شديد في الحرارة، ثم يتبع ذلك إسهال مائي شديد خلال 24 ساعة.

وتكمن خطورة المرض في اختلال التوازن الملحي الذي يتعرض له المريض مسببا الجفاف الذي قد ينتهي بالوفاة إذا أهملت الحالة. وتورد «موسوعة آدمز» الطبية الشهيرة Encyclopedia adams مجموعة من الوسائل التي تساعد على تخفيف حالة الالتهاب المعدي المعوي الفيروسي وكيفية السيطرة عليها، وتمكين المريض من الشعور بالراحة والشفاء سريعا وعدم نقل العدوى إلى الآخرين، نذكر منها:

* سرعة تعويض السوائل المفقودة بشرب السوائل عن طريق الفم بالنسبة للكبار، أما الأطفال الصغار فيمكن أن يشربوا محاليل تعويض فقدان السوائل، التي عادة يتم تحضيرها بالمنزل أو شراؤها جاهزة من الصيدلية.

* لا داعي لشرب السوائل دفعة واحدة وفي آن واحد، بل ينصح بأخذ رشفات منها على فترات متقاربة.

* تجنب عصير الفواكه والمشروبات الغازية، فهي منتجات مليئة بالسكر، ومن شأنها أن تفاقم حدة الإسهال.

* إذا كان المريض طفلا من المواليد والرضع فينصح بالاستمرار في إعطائه حليب الأم أو صيغة الحليب التي ينصح بها الطبيب.

* وبالنسبة للكبار، ينبغي لهم محاولة أكل كميات صغيرة من المواد الغذائية الخفيفة.

* عدم أخذ أي من الأدوية المضادة للإسهال ما لم يوص بذلك الطبيب المعالج.

* غسل الأيدي جيدا بعد الانتهاء من الحمام أو بعد تغيير حفاظات الطفل.

وسائل للتحكم في إكزيما الأطفال

* يتعرض بعض من الأطفال من وقت لآخر لحالة من الطفح الجلدي، وتظل الأم في حيرة من أمرها، وكثيرا ما تخطئ في تعاملها مع هذه الحالة البسيطة سواء بعدم تقديرها لشدة الحالة وما إذا كان علاجها يتم ضمن الوسائل المتاحة لديها بالمنزل أم إنها تستوجب الذهاب إلى الطبيب. قد يكون أحيانا تغيير نوع الملابس أو الابتعاد عن أطعمة بعينها أو حتى اختيار نوع الصابون أو الشامبو كافيا لإنهاء الحالة أو حتى التخفيف منها.

وظهور الطفح أو التقشر أو الحكة على جلد الطفل، سواء كان على الوجه أو المرفقين أو على ظهر الركبتين، هو في الغالب نوع من أنواع «الإكزيما» ويسمى الالتهاب الجلدي السطحي atopic dermatitis.

الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تقدم مجموعة من المقترحات لمساعدة الأمهات في السيطرة على حالة الإكزيما أو الحفاظ عليها في حالة «تحت السيطرة»، ومن ذلك:

* يتم تحميم الطفل باستعمال صابون معتدل ولطيف جدا، وبمعدل لا يتجاوز ثلاث مرات في الأسبوع.

* استخدام منظفات الغسل الخفيفة.

* التأكد من أن جميع ملابس الطفل ناعمة وأنها بالتأكيد أيضا لينة ولن تحدث تهيجا في جلد الطفل. تجنب الأقمشة الخام، مثل الصوف.

* تجنب أي أطعمة يشك في أنها تسبب الإكزيما.

* إعطاء الطفل الأطعمة التي أوصى بها طبيب أطفال.

* استخدام أحد المستحضرات الدوائية على شكل «لوشن» بعد استشارة الطبيب الذي يقوم بكتابة الوصفة الطبية، ويشرح للأم طريقة الاستعمال.

متلازمة النظر في الكومبيوتر

* يفضل كثير من الناس الجلوس أمام شاشات الكومبيوتر لساعات طويلة من دون أي حركة تذكر، إلا من أجل قضاء حوائجهم الضرورية. وعليه، فقد بدأ كثير من هؤلاء يشكون آلاما في الرقبة وفي أسفل الظهر، إضافة إلى الشعور بحرقة في العين.

والتحديق في شاشة الكومبيوتر لساعات طويلة يمكن أن يؤدي إلى عدة مشكلات خلافا للتأثير على العمود الفقري، مثل حدوث جفاف في العين، وشعور بالتعب، وصعوبة في الرؤية والتحديق في الأشياء، وأخيرا عدم وضوح الرؤية، والصداع.

وقد أعطيت هذه المجموعة من الأعراض اسم «متلازمة النظر في الكومبيوتر» أو «متلازمة الرؤية» computer vision syndrome» (CVS)، ولا يعتقد خبراء واستشاريو طب العيون أن هذه الحالة ظاهرة جديدة.

ويفسر أطباء العيون حدوث هذه المشكلات بأن الشخص عندما يجلس أمام شاشة الكومبيوتر، فإنه يميل إلى التحديق بعينه ولا يغمز أو يرمش بجفنيه كالمعتاد، وهذا يؤدي إلى تكوين بقع جافة، وتعريض سطح جلد العين للهواء، فتتهيج العين، كما يتسبب في الإحساس بما يشبه وجود حبات رمل تحت الجفن.

ومن النصائح التي يقدمها أطباء العيون في هذا المجال، أن يتم تطبيق القاعدة الوقائية لحفظ وسلامة العينين وهي: «فكر وارمش»! كما ينصحون بأن ينهض الشخص من على الكرسي، من وقت لآخر، لكي يمشي حول المكتب ثم ينظر من نافذة الغرفة من بعيد إلى جسم يقع على مسافة بعيدة أو أن ينظر إلى ما لا نهاية.

إن هذه الاستراحة القصيرة والبسيطة سوف تكون لها نتائج إيجابية كبيرة على الصحة بشكل عام وعلى سلامة العينين بشكل خاص.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]