سوء التغذية والبدانة.. وجهان لنظام غذائي غير متوازن

نصائح غذائية للوقاية منهما

TT

يشير مصطلح سوء التغذية إلى الاستهلاك غير الكافي، أو الزائد، أو غير المتوازن من المواد أو المكونات الغذائية، التي تسفر عن ظهور اضطرابات التغذية المختلفة، اعتمادا على أي منها هو من يمثل عنصر الزيادة أو النقصان في الوجبة الغذائية.

ويزيد سوء التغذية من مخاطر التعرض للأمراض المختلفة سواء المعدية منها كمرض السل، أو المزمنة كالسمنة وداء السكري.

هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، طرأت تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي.

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن سوء التغذية يمثل أعظم تهديد يواجه الصحة العامة، ولا بد من تصحيح النمط الغذائي في المجتمع وتقديم المساعدة والعون لتحسين توازن التغذية بشكل جيد.

وبالنسبة للبدانة، فقد أوضح الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية بعيادات «أدفانس كلينيك» بجدة أن آخر الدراسات المحلية النوعية التي شملت عينات من جميع أنحاء السعودية قد أظهرت أن متوسط السمنة عند السعوديين بلغ 66 في المائة.

أما بالنسبة للأمراض المزمنة التي ترتبط بالتغذية، فأشار إلى أن هناك ستة من أصل عشرة أسباب (أمراض مزمنة) تؤدي إلى الوفاة ترتبط ارتباطا مباشرا بالتغذية، وهي: أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وداء السكري، والسكتة الدماغية، وتليف الكبد.

وعن الغذاء المتوازن، أشار الدكتور المدني إلى أن هناك مواصفات أساسية تنحصر في كونه مشتملا على عناصر رئيسية مهمة هي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء حتى يحقق الفائدة المتحصلة من تنويع مصادر الغذاء. ويمكن من خلال التعرف على الهرم الغذائي واتباع الحصص الغذائية حسب تقسيمها فيه، الوصول إلى المعادلة الغذائية الصحية المثلى.

ويرى الدكتور المدني أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

* توازن الغذاء

* كما أوضح الدكتور خالد علي المدني أن الغذاء الصحي المتوازن يلعب دورا مهما في الوقاية من أمراض سوء التغذية. كما أن الغذاء الصحي المتوازن خلال مرحلتي النمو السريع (مرحلة الإرضاع ومرحلة المراهقة) لا يفيد فقط في النمو الأمثل والصحة الجيدة خلال هذه المراحل فحسب، بل ويقي أيضا من الأمراض المزمنة في ما بعد. كما أن التغذية الجيدة تفيد الفتيات المراهقات في التحضير للحمل السليم.

وأكد على ضرورة تناول أغذية صحية متوازنة خلال جميع مراحل العمر المختلفة للمحافظة على الوزن المثالي، ويتم ذلك من خلال زيادة تناول الأطعمة العالية القيمة من الناحية الغذائية مثل الخضراوات والفاكهة، والحبوب، واللحم الأحمر، والحليب، والأسماك، والبقول، مع مراعاة الإقلال من تناول الدهون بحيث لا تزيد على 30% من السعرات الحرارية اليومية، وكذلك الإقلال من تناول الكولسترول بحيث لا يزيد على 100 مليغرام لكل 1000 سعر حراري من احتياجات الفرد اليومية وعلى أن لا يزيد المجموع على 300 مليغرام يوميا.

وأضاف أن اختيار تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات يصاحبه عادة زيادة تناول الألياف، التي تساعد في الوقاية من الإمساك، كما تحتوي النشويات المتوفرة في الحبوب الكاملة، والبقول، والفواكه، والخضراوات على كثير من الفيتامينات، والمعادن بالإضافة إلى الألياف.

كذلك يستحسن الإقلال من تناول ملح الطعام المعروف بكلوريد الصوديوم (حيث يتكون ملح الطعام من عنصري الصوديوم والكلور)، وكذلك الإقلال من تناول المخللات والأطعمة المحضرة بطريقة التمليح، حيث إن زيادة الصوديوم قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم.

ويجب المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة للطول حتى لا يصاب الفرد بالبدانة أو الهزال، وهذا يتم بمعادلة الطاقة المتناولة مع الطاقة المنصرفة. ولتقليل كمية الطاقة المتناولة ينصح بتحديد الأطعمة المحتوية على مقادير كبيرة من الدهون، حيث إن تجمع الدهون في منطقة البطن يمثل عامل خطورة أيضا لأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض أخرى مزمنة.

* عادات سيئة ومفيدة

* ومن العادات التي يجب الامتناع عنها: التدخين، وتناول المشروبات الكحولية؛ إذ يضعف التدخين حاستي التذوق والشم ويقلل من مستوى فيتامين «سي» C في الدم. كما يتلف التدخين الأوعية الدموية، والرئة، مما يزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وسرطان الجهاز التنفسي.

أما المشروبات الكحولية، فهي بكل أنواعها مضرة بالصحة، وترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، وأهمها أمراض القلب وتليف الكبد، بالإضافة إلى أنها تعوق امتصاص العديد من الفيتامينات والعناصر المعدنية، لذا يجب تجنبها.

ومن العادات التي يجب التمسك بها: ممارسة الرياضة بانتظام؛ إذ إنها تحسن صحة الفرد؛ فبرنامج نشاط رياضي متوسط يشمل من 20 - 30 دقيقة من الأنشطة الهوائية مثل المشي والهرولة خلال معظم أيام الأسبوع، يحسن من مقدرة الجسم على الاستفادة من الغلوكوز، كما يساعد في تخفيض الوزن، ويحسن الدورة الدموية، وينشط العضلات، ويعطي الإحساس بالحيوية، ويرفع من الحالة المعنوية، كما يرفع من نسبة البروتينات الشحمية عالية الكثافة (الكولسترول الحميد) في الدم، وقد يخفض من نسبة كل من البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار)، والغليسريدات الثلاثية.

ويمكن أن يمارس العديد من الأفراد النشاطات البدنية من خلال الحياة المعيشية اليومية، دون الحاجة إلى المشاركة في برامج رياضية منهجية، أو الاشتراك في الألعاب الرياضية المنظمة، أو شراء أجهزة رياضية غالية الثمن، حيث يمكن زيادة النشاط البدني من خلال النشاطات اليومية مثل العمل، والتسوق، والطهو، والتنظيف.. إلخ.

ومن العادات المفيدة أيضا قراءة بطاقة المعلومات الغذائية الموجودة على عبوات الأطعمة لمعرفة نسبة السعرات الحرارية، والكربوهيدرات، والدهون، والمواد الغذائية الأخرى، ومحاولة الاستفادة منها في تنظيم وتخطيط الوجبات الغذائية. وأخيرا من المهم إجراء الفحص الطبي الشامل، بالكشف الطبي وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية بصورة دورية ومنتظمة.

ا* لتوتر والتغذية

* يؤثر التوتر والقلق على معدل التمثيل الغذائي للدهون في الجسم، وقد يدفع بالفرد إلى تناول مزيد من الطعام للتخلص من الضغط العصبي. لذلك يجب التخفيف من حدة التوتر، والحفاظ على التوازن النفسي، حيث إن الزيادة في كمية الطعام تختزن في الجسم على هيئة دهون مما يؤدي إلى البدانة.

ويمكن التخفيف من حدة التوتر والحفاظ على التوازن النفسي من خلال الاهتمام بالحياة الاجتماعية وممارسة الرياضة البدنية المنتظمة والمتوسطة الشدة للتقليل من حدة التوتر، والاسترخاء مع أخذ حمام دافئ، ومشاركة من هم أهل للثقة كالأصدقاء في أي مشكلة، للحصول على المشورة أو المساعدة، وإن لم يكن، فإن مجرد مناقشة المشكلة غالبا ما تقلل من التوتر.