يشهد عدد مدخني النرجيلة زيادة هائلة بمختلف أنحاء العالم.. وظهر أن نسبة كبيرة من مدخني الشيشة الجدد هم من صغار السن، ويعتقد كثيرون - خلافا للحقائق - أن تدخين النرجيلة أقل خطورة من تدخين السجائر. وهناك أبحاث جارية في جامعة أوبسالا حول السبب الذي يدفع الناس إلى البدء في تدخين النرجيلة.
يعتبر تدخين النرجيلة (المعروفة أيضا باسم «الحقة» و«الشيشة») في ازدياد، وفقا لعدد من الدراسات التي أُجريت في أوروبا وأميركا الشمالية. وتركز حملات مكافحة التدخين على تدخين السجائر، بل وحتى، بدرجة ما، على السعوط (النشوق)، لكنها نادرا ما تقدم معلومات كافية عن الآثار السلبية المرتبطة بتدخين النرجيلة.
يقول بنغت أرنيتز، أستاذ الطب الاجتماعي بجامعة أوبسالا وأستاذ الطب المهني والبيئي بكلية الطب بجامعة واين ستيت: «يعتقد كثير من المراهقين والبالغين أن تدخين الشيشة أقل خطورة من تدخين السجائر». وأضاف: «يعجز البعض عن فهم حقيقة أن تدخين الشيشة يشمل تدخين التبغ. وفي حقيقة الأمر، يزيد تدخين الشيشة بدرجة أكبر من احتمالية استنشاق غاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد الأخرى الخطيرة، المسببة للإصابة بالسرطان التي يشتمل عليها دخان التبغ، مما عليه الحال مع تدخين السجائر».
وقد أجرى أرنيتز، بالتعاون مع الكثير من زملائه، سلسلة من الدراسات التي تركز على تدخين الشيشة. وتضمنت إحدى هذه الدراسات، التي نُشرت في صحيفة «نيكوتين آند توباكو ريسرتش»، دراسة العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الاتجاه لتدخين الشيشة. ومنذ عدة سنوات، كانت تجرى دراسات حول تدخين التبغ، لكن كان عدد الدراسات المتعلقة بتدخين الشيشة قليلا.
وقد توصلت دراسة أجريت في ميتشغان إلى أن 26% من الطلاب المشاركين، البالغ عددهم 800 طالب، يدخنون الشيشة. وقد كشف الباحثون عن ازدياد احتمال اتجاه الشخص لتدخين الشيشة 8 مرات إذا كان والده يدخنها، و7 مرات إذا كانت والدته تدخنها، وبنسبة 20% إذا كان أحد أقربائه يدخنها. وبشكل أكثر عموما، يشكل الرجال والشباب أكثر مجموعتين معرضتين للخطر فيما يتعلق بتدخين الشيشة. وتنطبق عوامل الخطر بالمثل على الأفراد المدخنين للشيشة في الوقت الحالي والمدخنين السابقين الذين أقلعوا عنها.
ويجري أرنيتز وزملاؤه، الآن، دراسات مقارنة حول تدخين الشيشة في السويد والولايات المتحدة، علاوة على ذلك، فهم معنيون أيضا بالبحث في أسباب انتشار تدخين الشيشة بين المراهقين وآثار العوامل الاجتماعية الاقتصادية وعوامل الضغط على سلوكيات التدخين. وتشكل المعلومات مثار التساؤل أهمية من منظور الاستراتيجيات الوقائية المستقبلية الجاري وضعها.