استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الأسماك المعلبة

* هل تناول أسماك التونة أو الساردين أو السلمون المعلبة، طريقة آمنة لتزويد الجسم بحاجته الأسبوعية من الأسماك؟

عبد الله إبراهيم - المدينة المنورة.

- إن تعليب الأطعمة، أيا كان نوعها، يمكن أن يكون سببا في مشكلات صحية إذا احتوت عبوات الأطعمة تلك على مواد ضارة ممتزجة بالأطعمة الطبيعية التي تم تعليبها. وبالعموم، فإن مخاطر هذه المواد ليست كبيرة لدرجة تدفع الشخص أوتوماتيكيا للامتناع تماما عن تناول أي أنواع الأطعمة المُعلبة، بل المطلوب أن لا تصبح عادة المرء هي تناول الأطعمة من المعلبات عدة مرات في الأسبوع، ولفترات زمنية طويلة.

وتعليب الأطعمة بالأصل نشأ في فترات متأخرة كإحدى الوسائل التي تمكن من توفير أصناف عدة من المأكولات للناس الذين يتعذر عليهم الحصول على تلك الأنواع من الأطعمة بهيئة طازجة، أي أسوة بالوسائل القديمة، كالتجفيف أو التمليح أو تدخين اللحوم أو غيرها. كما أن هناك وسائل أخرى ظهرت بعد التعليب كالتبريد والتجميد وغيرها.

وفي التعليب، تكون الإشكالية أكبر في الأطعمة التي تكون إما في هيئة سائلة أو هي عالية الحموضة، مثل الطماطم أو صلصة الطماطم. وكذلك الممزوجة بالزيوت، كالسردين أو التونة، والتي يتم طهيها أكثر من مرة خلال عملية التعليب. وللتوضيح، فإن أسماك السردين أو التونة أو السلمون، يتم طهيها جزئيا قبل التعليب، ثم يتم تعليبها، ثم تطهى مرة ثانية بعد التعليب لغايات تتعلق بالتعقيم. وهنا ترتفع احتمالات أن تنتقل بعض المواد من مكونات العلبة المعدنية والبطانة البلاستيكية لها، إلى قطع سمك السردين أو التونة أو السلمون في وجود الزيوت.

والسؤال في حال الأسماك المُعلبة، كالسلمون أو التونة أو السردين، ليس هو: هل تلك المعلبات خالية تماما من أي مركبات كيميائية ضارة؟ لأن الإجابة ببساطة هي «لا». وليس هذا فحسب، بل كلنا يعلم أن هناك مواد كيميائية وميكروبية قد توجد في الأسماك وغيرها من الأطعمة البحرية الطازجة نتيجة لتلوث البيئات البحرية في مناطق مختلفة من العالم بالزئبق أو الفيروسات أو الطفيليات. ولكن السؤال: كم هو مقدار خطورة التأثيرات الصحية السلبية لتناول لحوم الأسماك المعلبة تلك؟. بمعنى، هل فوائد تناول الأسماك، التي ثبتت علميا، والتي تدفع الهيئات الطبية إلى نصيحة عموم الناس بتناول وجبتين أسبوعيا من الأسماك، تفوق تلك المخاطر المحتملة التي توجد في الأسماك المعلبة تلك؟

وبلا شك، فإن تناول الأسماك الطازجة، والتي يتم اصطيادها من مناطق بعيدة عن الشواطئ المتلوثة، هو الأفضل. ولكن هناك دراسات طبية قليلة بحثت في تحديد كمية المواد الناتجة عن تفاعل الحرارة والزيوت مع البطانة البلاستيكية لعلب الأسماك. وتحديدا حول نسبة مادة «بايفيسفينول». وهي مادة سبق الحديث عنها في مقال مستقل في مجلة «صحتك» بـ«الشرق الأوسط» قبل بضع سنوات عند الحديث عن المواد البلاستيكية بالعموم. وهذه الدراسات القليلة، التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة وأوروبا، كانت هي الأخرى متضاربة في نتائجها، بعضها ذكر أن الأسماك المعلبة تتلوث بها، والبعض الآخر لم يلحظ ذلك.

ولذا فمن الصعب الجزم بأضرار تناول المعلبات تلك، ويظل الأفضل هو الحرص على تناول الأسماك الطازجة بعد طهيها بطريقة صحية. أي مشوية أو مسلوقة، وبالذات غير مقلية في الزيوت النباتية المهدرجة. ولكن إذا كان الشخص لا يتناول تلك الأسماك، أو يعيش في مناطق لا تتوفر له الأسماك طازجة، فإن الأفضل هو عدم الانقطاع التام عن تناولها، بل تناولها مرتين في الأسبوع حتى لو كانت معلبة.

قشرة فروة الرأس

* عمري 24 سنة، أعاني من القشرة في الرأس، جربت عدة شامبوهات دون فائدة. بم تنصح؟

آلاء - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. وعليك ملاحظة أن القشرة في فروة الرأس تتكون من تراكمات دهنية للخلايا القرنية الميتة لطبقة الجلد الخارجية. وعند غالبية الناس في الحالات الطبيعية، تكون تلك القشور على هيئة قطع صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، نظرا لبطء وتيرة إزالة الطبقة الجلدية الخارجية، أي مرة كل نحو شهر. ولكن لدى من عندهم مشكلة القشرة، تكون وتيرة ذلك سريعة، ويتم تغيير نفس الطبقة الجلدية الخارجية الميتة مرة كل ما بين يومين إلى سبعة أيام. ولذا تحصل زيادة في كمية قشور طبقات الخلايا الجلدية الميتة التي تتخلل شعر فروة الرأس لديهم. ويكون حجم القشور تلك كبيرا لدرجة يُمكن للعين المجردة أن تراها واضحة بلونها الأبيض. ولا تتوفر لديهم فرصة زمنية كافية لتجفيف القشور من كميات الدهون الطبيعية الموجودة في الطبقة الخارجية للجلد، وبالتالي تتراكم تلك القشور على بعضها بفعل وجود المواد الدهنية فيها بكميات وافرة.

ويُساهم في زيادة المشكلة وجود بشرة دهنية، ووجود بعض أنواع الفطريات على طبقة الجلد الخارجية في فروة الرأس، ووجود جفاف في الجلد. وحصول تهييج في الجلد الدهني، وعدم تنظيف الشعر بالشامبو كما يجب وبشكل كاف وواف. وأسباب أخرى.

ومعالجة مشكلة القشرة تتطلب اتباع استراتيجيات للتغلب عليها. وضمن خطوات مرحلية، هناك وسائل ذات آليات عمل محددة. والمهم إدراك أن مشكلة القشرة يُمكن ضبطها وتخفيف مظاهرها، وأن الأمر يتطلب صبرا وهدوءا واستمرارا في العمل لتحقيق ذلك. والخطوة العملية المهمة هي العمل اليومي على تنظيف الشعر وجلد فروة الرس بنوع لطيف وناعم من أنواع الشامبو، أي النوع الذي يُصنف بأنه مخصص للاستخدام اليومي، لتقليل كمية الدهون الموجودة على بشرة جلد فروة الرأس، وإزالة تراكم قشور طبقات الخلايا الميتة.

ويتم اللجوء إلى استخدام أحد أنواع المستحضرات الدوائية لشامبو تنظيف الشعر من «القشرة»، حينما لا يُفلح التنظيف اليومي الكافي. وهذه الشامبوهات الخاصة للقشرة متوفرة في الصيدلية، ولكنها أنواع مختلفة يعمل كل نوع منها على مكان معين في آليات نشوء القشرة.

جفاف الأنف

* هل الفازلين مرطب جيد للأنف؟

عفاف أحمد - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. والفازلين أحد مشتقات البترول الخاملة، واستخدامه على الطبقة الخارجية للجلد في المناطق المختلفة للجسم، أي للساقين أو اليدين أو غيرها، هو أمر آمن. ولكن إدخاله إلى داخل الأنف، ودهن بطانة الأنف به، هو شيء لا ينصح به طبيا. والإشكالية سببها هو أن الفازلين قد يتسرب إلى الجهاز التنفسي، ويصل إلى الرئة عبر القصبات الهوائية. وفي الرئة قد يُثير التهابات في الأنسجة الداخلية للرئة.

والأولى من ذلك، معالجة سبب مشكلة الجفاف، واللجوء إلى المواد المُرطبة الطبيعية المكونة من الماء السائل أو مشتقاته الهلامية، جلي. أي غير المحتوية على مواد دهنية بأي شكل كانت.