المغنيسيوم.. يقوي عزيمة القلب

يمكن تناوله من الغذاء أو حبوب الفيتامينات المحتوية عليه

TT

نقص أو عوز المغنيسيوم يرتبط بقائمة طويلة من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، ومشكلات أخرى: ارتفاع ضغط الدم، اضطراب إيقاع القلب مثل الرجفان الأذيني، الشرايين التاجية المزدحمة بترسبات الكولسترول، التشنجات المؤلمة في الشرايين التاجية، السكتة القلبية المفاجئة، مرض السكري، هشاشة العظام، وغيرها الكثير.

إلا أنه لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت مخزونات المغنيسيوم القليلة هي المسؤولة عن هذه المشكلات، أو بالعكس أنها ليست سوى نتيجة لها.

مستويات المغنيسيوم وقد سلطت الأضواء على حالة اللاتعيين، أي الجانب غير المفهوم، للمغنيسيوم في مواضيع أعداد مجلة جمعية القلب الأميركية بتقارير متناقضة من دراستين بارزتين طويلتي المدى حول أمراض القلب والأوعية الدموية - الأولى « دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجموعات السكانية» Atherosclerosis Risk in Communities (ARIC) Study، والثانية «دراسة فرامنغهام للقلب» Framingham Heart Study.

في الدراسة الأولى التي استمرت 12 سنة، ظهر أن معدل الوفاة بالسكتة القلبية بين المشاركين الذين كانت لديهم مستويات أقل من المغنيسيوم في دمائهم (1.8 ملليغرام لكل ديسيلتر - ملغم/دل، وأقل) بلغ 2.41 لكل 1000 شخص سنويا، مقارنة بمعدل بلغ 0.98 لكل 1000 شخص سنويا من المشاركين الذين كانت مستويات المغنيسيوم لديهم عالية (2.1 ملغم/دل أو أكثر).

إلا أن النتائج لم تظهر وجود رابطة بين كميات المغنيسيوم في الغذاء وبين الوفاة المفاجئة بالسكتة القلبية (مجلة القلب الأميركية، سبتمبر/أيلول 2010).

أما في دراسة فرامنغهام للقلب، فلم يكن لمعدل المغنيسيوم في الدم أي تأثير على ظهور حالات ارتفاع ضغط الدم على مدى 8 سنوات، أو أي مرض في القلب أو الأوعية الدموية على مدى 20 سنة. وكانت معدلات ظهورها متساوية تقريبا لدى كل أفراد مجموعتي المستويات الواطئة أو العالية، من المغنيسيوم.

دور المغنيسيوم المغنيسيوم هو واحد من المعادن المتوفرة بغزارة في الجسم. ويختزن نصفه في العظام فيما تحتفظ فيه خلايا الجسم بكل نصفه الثاني تقريبا. ولا يوجد سوى 1% في المغنيسيوم في مجرى الدم. ويتراوح المستوى الطبيعي للمغنيسيوم في الدم بين 1.8 و2.3 ملغم/دل.

تعكس غزارة المغنيسيوم في الجسم أهميته. فهو يلعب دوره في مئات من التفاعلات الكيميائية، غالبيتها تؤدي إلى تحويل الغذاء إلى طاقة. وتحتاج العضلات إلى المغنيسيوم لكي تنقبض وتنبسط، كما تحتاج إليه الأعصاب لإرسال الإشارات. كما أنه يعزز جهاز المناعة ويحافظ على قوة العظام، ويساعد في تنظيم مستوى سكر الدم.

ويحتاج الرجل البالغ إلى تناول نحو 420 ملغم من المغنيسيوم يوميا، بينما تحتاج المرأة إلى 32 ملغم منه. ومن سوء الحظ فإن غالبية الأميركيين يعانون من نقص المغنيسيوم. وقد أظهر مسح لوزارة الزراعة الأميركية تحت عنوان: «ما الذي نأكله في أميركا؟» أن الرجال يتناولون مقادير تقل عن 350 ملغم يوميا والنساء 260 ملغم يوميا في المتوسط، من المغنيسيوم.

تناول المقادير المطلوبة وقد تكون كلتا الدراستين المذكورتين صحيحة. فمن المحتمل أن يكون المغنيسيوم أكثر أهمية للحفاظ على الخصائص الكهربائية للقلب وإدامتها (وهي الخصائص المؤثرة على الوفاة بالسكتة القلبية)، وأنه أقل أهمية لضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، التي تظهر بعد تضرر جدران الشرايين والتهابها.

ما الذي يعنيه كل ذلك لنا؟ لا توجد أي حاجة لتناول حبوب (مكملات) المغنيسيوم إلا إذا أوصى الطبيب بها. ولذلك فإن الغذاء الصحي سوية مع تناول حبوب الفيتامينات - المعادن القياسية، قد يكون الأفضل للحفاظ على مخزونات الجسم من المغنيسيوم.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».