استشارات

د. حسن صندقجي

TT

«أروماثيرابي» طب الروائح

* هل طب «أروماثيرابي» مفيد في علاج أمراض المفاصل والروماتيزم؟

غابي مارون - لبنان - «أروماثيرابي» هو ما يُعرف بطب الروائح، الذي يتم فيه استخدام الزيوت العطرية النباتية إما عبر الاستنشاق أو عبر الدهن المباشر على الجلد. وهو إحدى وسائل «الطب التكميلي والاختياري» الذي يُسمى خطأً بالطب البديل. وبالمراجعة للمصادر الطبية، يتوفر القليل من البحوث الطبية التي حاولت إثبات حقيقة الاستفادة من تلك الوسيلة العلاجية المفترضة، وآليات الحصول ذلك.

وهناك بعض الدراسات التي أظهرت أن أوروماثيرابي ربما يُفيد في تخفيف توتر القلق النفسي والاكتئاب، وأيضا ربما في تحسين نوعية الحياة اليومية والمستوى النفسي لدى أولئك الأشخاص الذين يُعانون من مشكلات صحية متعددة ومزمنة. وغالبية أنواع الزيوت النباتية العطرية المستخدمة في هذا النوع من الوسائل العلاجية المحتملة الفائدة، هي بالأصل مستخلصة من نباتات معروفة وتتم تنقيتها. ويقول المعالجون بهذه الوسيلة إن لتلك الروائح تأثيرات مباشرة على الجهاز العصبي، عبر الشبكة العصبية في بطانة الأنف أو شبكة الأعصاب المنتشرة على سطح الجلد. وبالتالي، ترسل هذه الأطراف العصبية رسائل إلى الدماغ في مناطق مختلفة ومحددة فيه، ومن ثم تحصل التفاعلات العصبية في الدماغ التي لها تأثيرات مختلفة على أعضاء الجسم والحالة النفسية. ولاحظت بعض الدراسات أن شم رائحة الفانيليا أو التفاح الأخضر أو الخيار مثلا، يُقلل من الشعور بالخوف، أما شم رائحة القرفة أو شم رائحة البخور الياباني مثلا، فيرفع من مستوى الثقة بالنفس والمزاج العام للإنسان.

ولكن كل هذا لا علاقة له بافتراض أن لتلك الوسيلة العلاجية المحتملة الفائدة، فائدة ثابتة في معالجة أمراض عضوية معينة. وإذا كان الأمر متعلقا بالحالات النفسية، ولا يعتمد على علاجها فقط بتلك الروائح العطرية، فإن للمرء أن يُجرب مدى استفادته منها والمهم هو أن لا يكون لدى الإنسان حساسية في الأنف أو الجلد لتلك الزيوت العطرية.

كلور المسابح المغلقة والأطفال

* هل صحيح أن الأطفال الصغار مُعرضون للإصابة بالربو إذا سبحوا في المسابح المغلقة في المنزل؟

أم رائد - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. هناك ثلاثة جوانب للموضوع الذي تضمنته رسالتك، الأول يتعلق باستخدام الكلور في تعقيم مياه المسابح والتأثيرات الصحية له. والثاني يتعلق بالتأثيرات الصحية للكلور حينما يُوضع في مياه المسابح بكمية فوق المسموح بها عالميا. والثالث يتعلق بالمسابح الداخلية المغلقة في المنازل أو النوادي أو غيرها.

وبداية هناك وسيلتان متوفرتان عالميا لتعقيم المسابح وتنقيتها من الميكروبات، وهي إما التعقيم بالكلور أو التعقيم بالأزون. والشائع جدا في كافة أرجاء العالم هو التعقيم بالكلور، نظرا لانخفاض التكلفة المادية لاستخدامه في المسابح.

ومما لا شك طبيا فيه أن الأطفال والمراهقين، وحتى البالغين، يكونون عُرضة للإصابة بعدد من الأضرار الصحية إذا سبحوا في المسابح التي تحتوي مياهها على كميات عالية من الكلور، إما بطريق الخطأ أو الإهمال من قبل متعهدي تنظيف المسابح وتعقيمها، وأهمها التهابات أنسجة الرئة والتهابات أنسجة الأنف والحلق والربو والحساسية الجلدية. ومن المهم أيضا التنبه إلى أن وضع الكلور بالكمية المضبوطة لا يكفي لضمان عمل الكلور على تعقيم مياه المسبح، بل أيضا من المهم أن تُضاف المواد الأخرى التي تضبط درجة حموضة الماء. ذلك أنه لو كان وسط ماء المسبح قلويا، فإن الكلور لا يعمل بكفاءة على قتل الميكروبات وشل نشاطها.

وهناك عدد من الدراسات الطبية الصادرة عن أطباء في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي لاحظت أن ثمة علاقة بين سباحة الأطفال الصغار جدا في السن بالمسابح، المغلقة وغير المغلقة، المعقمة باستخدام الكلور، وبين الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الداخلي، أي أنسجة الرئة نفسها، والربو كذلك. ولكن الأوساط الطبية المعنية بطب الأطفال لا تزال لا تراها أدلة كافية للوصول إلى ضرورة تبني نصيحة طبية بمنع سباحة هؤلاء الأطفال في تلك النوعية من المسابح. وهناك من أطباء الأطفال في مايوكلينك وغيرها بالولايات المتحدة، الذين يرون أن ثمة ما يكفي من الأدلة العلمية للتحذير من سباحة أولئك الأطفال الصغار في المسابح المغلقة والمعقمة بالكلور.

والتفسير العلمي هنا أن الكلور يتفاعل مع مواد توجد في العرق الطبيعي للإنسان وفي البول، وبالتالي تتكون مواد كيميائية ذات تأثيرات سلبية على الرئة. وهذه المواد هي أعلى ما تكون في مياه وهواء المسابح المغلقة. ومشكلة التبول خلال السباحة ليست غير شائعة، بل إن إحدى الدراسات الطبية الأميركية التي تم إجراؤها في صيف العام الماضي لاحظت أن واحدا من كل خمسة بالغين اعترف بتبوله خلال السباحة في المسابح. وتوقع أولئك الباحثون أن النسبة أعلى بين الأطفال.

وإذا كانت الأم قلقة بشأن احتمالات الإصابة بالربو، خاصة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالربو، أو عند سباحة الطفل في أماكن منزلية أو غير منزلية مغلقة ولا يتم تهويتها بشكل جيد، أو مسابح مغلقة مزدحمة، فإن الأفضل لها أن تختار أماكن للسباحة غير مغلقة أو أماكن يتم الاهتمام بتهويتها بشكل جيد، أو أماكن يهتم السباحون فيها بالاستحمام قبل السباحة وعدم التبول في الماء.

«أوميغا - 6» والقلب

* هل تناول دهون أوميغا - 6 صحي للقلب؟ وهل نقص فيتامين «دي» سبب في ارتفاع ضغط الدم؟

ابتسام - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. وأولا فإن ما ورد في رسالتك حول الفوائد الصحية لدهون أوميغا - 3 المعروفة المتوفرة في زيت السمك ولحوم الأسماك الدهنية، صحيح. وتتبنى النصيحة الطبية إرشاد جميع الناس إلى ضرورة تناول وجبتين في الأسبوع من الأسماك أو الحيوانات البحرية الأخرى، وذلك للحصول على كمية كافية من دهون أوميغا - 3. وهناك إرشادات واضحة أيضا حول تناول كبسولات أوميغا - 3 بكمية يومية لا تتجاوز 1000 ملغم للبالغين، وسبق لي الكتابة عنها في مجلة «صحتك» بـ«الشرق الأوسط».

أما بالنسبة للسؤال الأول في رسالتك، ، فإن دهون أوميغا - 6 من أنواع الدهون غير المشبعة، والمتوفرة في الزيوت النباتية المستخلصة من المكسرات أو البذور. وعند تناولها بكميات يومية معتدلة، مع تقليل تناول الدهون الحيوانية المشبعة، فإنها تكون وسيلة لإعطاء القلب والدماغ وشرايينهما مزيدا من الصحة ووقاية أفضل من الأمراض. وتؤكد نصائح رابطة طب القلب الأميركية أن دهون أوميغا - 6 صحية ولا تضر شرايين القلب، بل إنها مفيدة جدا.

أما بالنسبة لنقص فيتامين «دي»، فإن من الواضح جدا طبيا أنه سبب في ضعف بنية العظم وارتفاع احتمالات سهولة حصول كسور العظام. أما بالنسبة للآثار القلبية لنقص هذا الفيتامين، فإن الأمور لا تزال غير واضحة جدا حول تأثيرات نقص فيتامين «دي» في زيادة الإصابات بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الإصابات بأمراض الشرايين القلبية التاجية. وعلى الرغم من توفر دراسات طبية لاحظت أن هناك علاقة بين نقص فيتامين «دي» وتلك الإصابات القلبية المتقدمة الذكر، فإن من المبكر الجزم طبيا بوجود علاقة السبب والنتيجة بينهما. والنصيحة الطبية تتبنى ضرورة الاهتمام بمعرفة مقدار نسبة فيتامين «دي» في الدم، والحرص على معالجة أي نقص فيه. وكذلك الحرص على الوقاية من الإصابة بنقص فيتامين «دي» عبر تناول الأطعمة الغنية به، والتي من أكثرها توفرا هو الحليب ومشتقات الألبان.