بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

تخلص من الخوف وقت الاختبارات

* من الخطأ أن يستسلم الشخص لأي عرض مرضي ينتابه في وقت ما من حياته، ومثال ذلك ما يتعرض له الطلبة والطالبات في هذه الأيام من القلق والخوف من الاختبارات التي تبدأ هذه الأيام. فالاستسلام للخوف قد ينتج عنه الكثير من المشكلات التي تؤثر على سلوكيات الطالب وتضعف من قدرته على التعامل مع واقع الحال يوم الاختبار بشكل سليم وطبيعي.

ولم ينجُ شخص خاض تجربة الاختبار، من أي نوع كان، من التعرض للقلق والخوف عند دخول الاختبار. ولحسن الحظ فإن الغالبية يتعرضون للنوع الحميد من الخوف الذي تكون له إيجابيات في تحقيق الهدف والنتيجة المطلوبة ويصنف على أنه قلق الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات وهو قلق محفز ومطلوب.

وعلى النقيض، فهناك القلق والخوف المرفوض الذي يؤثر على الثقة بالنفس ويثبط الهمة ويقلل من مستوى النتيجة النهائية المطلوبة على الرغم من السهر والتعب والمجهود.

وهذه «وصفة» تتضمن نصائح بسيطة للتعامل السليم مع الاختبارات:

* حذار من الإفراط في السهر من أجل المذاكرة، فأخذ الكفاية من النوم والراحة يساعد على تثبيت المعلومات واسترجاعها بطريقة جيدة ودقيقة، ويكون الطالب هادئ الأعصاب قوي التركيز أثناء أدائه الاختبار

* حذار من المنشطات الكاذبة التي تمنح متعاطيها سهرا متواصلا ليوم أو أكثر دون نوم، يليه فترة طويلة من النوم، إلا إذا كان التعاطي متتاليا ويوميا عندها يكون السهر متواصلا لعدة أيام، فهذا التأثير مخادع، إذ يترافق تعاطي الحبوب المنشطة بمزيد من القلق ونقص الشهية للأكل ويؤدي للغثيان والقيء مما ينتهي بنقص الوزن والهزال. كما يترافق بزيادة النشاط النفسي الحركي وسهولة التهيج وعدم التركيز.

* تجنب الإكثار من شرب المنبهات كالقهوة والشاي، فالزيادة منهما غير مطلوبة وقد تزيد حدة القلق، ويكفي كوب واحد من أي منهما للاستفادة من تأثيرهما المنبه للجهاز العصبي.

* العناية بالتغذية الجيدة، فهي تمنحك مزيدا من الطاقة والحيوية وتمكنك من التركيز والاستيعاب بطريقة أفضل. ويجب أن تكون وجبة الفطور خفيفة وعالية الكربوهيدرات حتى تزود المخ بالطاقة اللازمة للتفكير، وألا تحتوي على عناصر دسمة حتى تكون مريحة للمعدة التي تصاب في هذا الوقت عند البعض بالقلق (القولون العصبي).

* وحتى في أيام الامتحانات فما زالت النصيحة قائمة حول ممارسة الحركة والتمارين الرياضية ولو في حديقة المنزل، فقد ثبت أنها تخفض من حدة التوتر والقلق.

* وفي حالة التعرض للقلق في قاعة الاختبار ننصح بعمل تمرين الاسترخاء وذلك بإغماض العينين للحظات مع أخذ نفس عميق إلى الداخل ثم إخراجه ببطء فذلك يساعد على الاسترخاء والتركيز.

الوقاية من دوار الحركة

* من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين عدم إيلاء ما يتعلق بصحتهم اهتماما يماثل ما يولونه عادة للأمور الأخرى وذلك عند تخطيطهم للسفر في رحلة قصيرة كانت أم طويلة يستخدمون فيها السيارة أو الطائرة أو الباخرة، ومثال ذلك الحالة المرضية التي يعاني منها البعض وتعتبر طارئة وتحتاج إلى التدخل بالإسعافات الأولية عند حدوثها وهي دوار الحركة Motion Sickness.

إن إصابة شخص ما بحالة «دوار الحركة» يمكن أن تفسد عليه، بكل بساطة، الإجازة السنوية أو العطلة التي طالما خطط لها وانتظر حلولها والاستمتاع بها أو حتى عند القيام برحلة عمل. إن هذا المرض الطارئ الذي يصيب جهاز التوازن في الأذن الداخلية يؤثر على التوازن والاتزان لدى الشخص المصاب، مما قد يؤدي إلى الغثيان والقيء.

أطباء الأذن والمتخصصون في مجال السمعيات يتفقون مع ما نشره المركز الطبي في كليفلاند كلينيك من مقترحات ونصائح من شأنها أن تقاوم حدوث حالة دوار الحركة، نذكر منها ما يلي:

* إذا كنت متعودا في السابق على الإصابة بدوار الحركة أو أن لديك أسبابا تجعلك عرضة لدوار الحركة، فيجب عليك أخذ كافة الاحتياطات الوقائية مبكرا أي قبل الشروع في السفر.

* حاول أن تأخذ قسطا وافيا من النوم قبل موعد السفر.

* تجنب تناول الأطعمة الحمضية أو الدهنية التي من شأنها إثارة هذه الحالة.

* اشرب الكثير من الماء طوال اليوم، ولكن امتنع عن شرب المشروبات الكحولية.

* تجنب التدخين أو حتى استنشاق دخان التبغ غير المباشر.

* اسند رأسك على مخدة الرأس الملحقة بمقعدك.

* لا تقرأ في المركبة أثناء تحركها.

* إذا كنت أنت من يقود المركبة (أي السائق)، فمن البديهي أنك تركز عينيك دائما على الطريق، فننصحك أن تحول عينيك قليلا يمنة ويسرة بحيث لا تركز دائما على نقطة واحدة في الطريق. أما إذا كنت من ركاب السيارة، فانظر إلى أي منظر أو مشهد من على البعد.

- استشر طبيبك قبل السفر

* المبالغة في استخدام وسائل التخسيس

* من الأخطاء الشائعة لدى الكثيرين وخاصة من النساء الإقبال على استخدام وسائل التخسيس لإنقاص الوزن بطريقة غير صحيحة ومن دون استشارة طبيب الأسرة. ويركز معظم الفتيات والنساء في متوسط العمر كثيرا على أن يكون لهن قوام نحيل وجذاب، فيقمن بأداء تمارين رياضية قاسية ويمارسن كثيرا من الضغوط في حياتهن العامة ويتبعن نظاما غذائيا شديدا إلى أقصى الحدود، ويلجأ البعض منهن لاستعمال أدوية معينة لمنع الشهية للطعام خاصة تلك التي ثبت أن لها تأثيرات ضارة على القلب والجهاز العصبي، وتسبب لهن مشكلات صحية على المدى البعيد فينتهي الأمر بنتائج سلبية على عكس ما يرغبن ويتمنين.

كيف للمرأة الراغبة في النحافة الشديدة أن تتعرف ما إذا كانت تطبق وسائل تخسيس صحيحة وسليمة من حيث النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية التي تستخدمها لهذا الغرض؟

إن معظم الدراسات في هذا الخصوص تشير إلى أن المرأة أو الفتاة سوف تلاحظ، نتيجة استخدام وسائل التخسيس العشوائية، بعض التغيرات مثل حدوث اضطراب في كمية ومدة وموعد الدورة الشهرية لديها أو أنها قد تغيب ولا تأتي في بعض الشهور، كما تشير إلى أن بعض النساء يتعرضن لكسر في أحد العظام الطويلة من جسمهن، وقد تظهر لدى البعض منهن أعراض سوء التغذية. عندها يجب استشارة الطبيب ومناقشته في العوامل التالية بوضوح وصراحة:

* طريقة ممارسة الرياضة كما وتكرارا، وكذلك النظام الغذائي المتبع خلال الفترة الأخيرة.

* العمر الذي بدأ الحيض فيه، وعما إذا كانت الدورة منتظمة أم لا.

* نبذة عن النشاط الجنسي، وما إذا كانت قد استخدمت وسائل منع الحمل، وما إذا سبق لها الحمل في أي وقت مضى.

* ما إذا تعرضت لكسر في أي وقت مضى.

* التاريخ الزمني لكسب أو فقدان الوزن.

* التاريخ العائلي لأي مرض مزمن.

* مراجعة جميع الأدوية التي تأخذها.

* مناقشة أي أعراض تعاني منها وقد تشير إلى مشكلات طبية أخرى.

سيقوم طبيب الأسرة بتقييم هذه العوامل ووضع أفضل الحلول والوسائل الصحية لتخفيف الوزن إلى الحد المناسب صحيا.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة