عمليات جراحية دقيقة.. لعلاج الدوالي

تحل محل الجراحة السابقة لأوردة الساقين المتضررة

TT

يحسن علاج أوردة الأرجل المتوسعة من مظهرها، إضافة إلى تقليله من التورم والآلام والمشكلات الأخرى.

وتسعى النساء من المصابات بدوالي الساقين varicose veins - التي تظهر على شكل أوردة زرقاء غامقة أو بنفسجية منتفخة ظاهرة فوق سطح الجلد - إلى تغطية أرجلهن. وهذه ليست هي المشكلة الوحيدة لدوالي السيقان؛ إذ إن هذه الأوردة تتسبب في حدوث شعور بعدم الراحة، بل وأحيانا، وفي حالات نادرة، في ظهور تقرحات في الساقين تنزف الدم؛ لذا فإن علاج أوردة الساقين يمكن أن يخفف الانزعاج بسببها ويقلل من مضاعفاتها.

كان العلاج القديم، وهو علاج جراحي لدوالي الساقين يتمثل في «التجريد» (stripping) - أي إزالة أوردة الساقين بعد إحداث شق فيهما أثناء التخدير العام. إلا أن خيارات أخرى أقل تدخلا قد بدأت، على نطاق أكبر، تحل محل هذه الجراحة.

وتشمل الطرق غير التدخلية هذه استخدام الحقن، طاقة الليزر وطاقة موجات الراديو. ويوفر عدد كبير من مراكز علاج الأوردة في الولايات المتحدة هذه العلاجات للكثير من النساء. ويعتمد المنطلق الخاص بانتقاء أفضل علاج، على حجم ونوع ومواقع دوالي الساقين.

صمامات ضعيفة تنفذ أوردة الساقين مهمة قاسية؛ إذ إن عليها أن تدفع الدم الناضب من الأكسجين لإرجاعه إلى القلب، أي أنها تعمل ضد قوة الجاذبية، وضد ضغط وزن الجسم.

وتوجد في هذه الأوردة صمامات باتجاه واحد (أحادية الاتجاه) تمنع تدفق الدم إلى الوراء (انظر إطار «تشريح دوالي الساقين»). إلا أن الصمامات قد تصاب بالضعف وتتوقف عن تنفيذ عملها بشكل صحيح، خصوصا مع التقدم في العمر؛ لذا، ونتيجة لهذه التغيرات، فإن الدم يأخذ في التجمع في الأوردة تحت الجلد مباشرة، متسببا في جعل الأوردة متمددة وفي تقليل مرونتها.

أنواع الأوردة المتوسعة هناك عدة أنواع من الأوردة المتوسعة، وهي: الدوالي (توسع الأوردة)، والأوردة الشبكية، والأوردة العنكبوتية.

* في دوالي السيقان varicose يصل قطر الأوردة إلى عُشر البوصة (البوصة 2.5 سم تقريبا) على الأقل، وقد يزداد إلى 3 أرباع البوصة. ويوحي شكلها غالبا بشكل حبال ملتوية، وقد تمتد من أي موقع من أعلى الفخذ وحتى كاحل القدم. وتشعر المصابات بهذه الحالة بأعراض رئيسية - أوجاع، حرقة، ضغط، ثقل، أو ضعف في الساقين - وذلك بعد الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة. وفي الليل قد تظهر تقلصات مؤلمة في عضلات إربة الرجل. وقد تتورم القدمان والكاحلان، وقد يصبح الجلد المحيط بالأوردة المتضررة جافا وداعيا للحكة، أو يظهر عليه طفح جلدي أو تبقعات يميل لونها إلى اللون البني أو الأزرق. ولا يؤدي وجود أوردة أكبر بالضرورة إلى ظهور أعراض خطيرة؛ إذ يمكن أن تظهر الأعراض حتى قبل أن تصبح الأوردة ظاهرة.

* الأوردة الشبكية reticular veins، التي تعرف أيضا بالأوردة الزرقاء أو الأوردة المغذية. وهي أصغر من دوالي الساقين، إلا أنها قد تظهر بأشكال ملتوية. وهي تظهر في الغالب في الجانب الخلفي من الساق، وحول الركبة عادة. وقد تتفرع الأوردة الشبكية نحو (أو تغذي) الأوردة العنكبوتية.

* الأوردة العنكبوتية spider veins، ويطلق عليها أحيانا اسم telangiectasias. وتكون عادة أصغر من الأوردة الشبكية، وهي لا تنتفخ ولا تسبب الإزعاج. وتبدو هذه الأوردة مثل نسيج العنكبوت ذي لون أحمر أو أزرق على السطح، وقد تظهر على الوجه أو على الساقين.

أسباب الإصابات

* العمر هو عامل الخطر الأكثر شيوعا؛ إذ إن أكثر من 40% من النساء اللاتي تزيد أعمارهن على 50 سنة، و75% من الأخريات اللاتي تزيد أعمارهن على 70 سنة، مصابات بدوالي الساقين. ولا تصاب الأوعية الدموية وحدها مع تقدم العمر، بل تصاب بالضعف أيضا عضلات إربة الساق التي تساعد عادة على عصر الأوردة وتقلصها، لكي ترسل الدم نحو القلب أثناء المشي.

أما عوامل الخطر الأخرى التي تزيد من استعداد المرأة للإصابة بدوالي الساقين، فتشمل:

* الجنس: فالنساء يكنَّ أكثر تقبلا بقليل للإصابة بدوالي الساقين من الرجال. وقد يكون الحمل واحدا من أسباب ذلك؛ إذ إن ازدياد حجم الدم، الوزن الزائد، والضغط الكبير في وسط الجسم، يؤدي إلى تعريض أوردة الساقين للإجهاد والتلف. وكلما ازدادت مرات الحمل ازداد احتمال الإصابة بالحالة. كما قد تتسبب الهرمونات أيضا في توسيع الأوردة، وتوجد بعض الدلائل على أن تناول حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني يزيد في احتمال الإصابة بدوالي السيقان.

* الوراثة: تنتشر حالة دوالي الساقين بين العائلات، ربما بسبب توارث الضعف في جدران الأوردة أو في وظائف الصمامات.

* نوع العمل: وجدت دراسة دنماركية واسعة أن النساء اللاتي قضين أكثر من 75% من أوقات عملهن وهن واقفات أو ماشيات، كن معرضات للعلاج أكثر بمرتين من دوالي الساقين مقارنة بالأخريات اللاتي قضين أوقاتا أقل وهن واقفات أو ماشيات.

* الوزن: الوزن الزائد، خصوصا في وسط الجسم، يضيف ضغطا إضافيا على أوردة الساق. والنساء البدينات باعتدال يصبن على الأكثر بدوالي السيقان، أكثر من الأخريات الرشيقات، بينما يزداد احتمال الإصابة 3 مرات لدى النساء السمينات.

تدخل جراحي ضئيل إن حاولت تنفيذ الخطوات الخاصة بالعناية الذاتية بدوالي السيقان المذكورة من دون أي نجاح، فقد ترغبين في التفكير في اللجوء إلى واحدة من عمليات التدخل الجراحي الضئيل.

إن كانت احتياجاتك لأغراض تجميلية صرفة، فعليك دفع تكلفة العمليات بنفسك. ولا تعتبر الجراحة ضرورية من الناحية الطبية إلا عندما تؤدي أعراض الإصابة إلى إعاقة النشاطات اليومية، أو عندما تتفتق الأوردة، أو تؤدي إلى حدوث تقرحات يصعب علاجها.

ويمكن لعدد متنوع من الاختصاصيين تنفيذ العمليات على الأوردة، ومن ضمنهم: أطباء الأمراض الجلدية، أطباء الأشعة الجراحية، أطباء جراحة الدوالي، أطباء الجراحة التجميلية، الموجودون في المستشفيات والمراكز الطبية.

ومن المهم التأكد من خبرة ومؤهلات الطبيب المعالج، حسبما تقول الدكتورة إيميلي جيه. فيشر، رئيسة قسم علاج الأمراض الجلدية بالليزر والأغراض التجميلية في عيادة لاهي في ليكسنغتون بولاية ماساتشوستس. وهي تشير إلى احتمال حاجة المصابين إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية لاختبار المشكلات المحتملة في الأوردة العميقة في الساقين. كما توصي بضرورة التأكد من قدرة الطبيب المشرف على عملية الأوردة على مواجهة المضاعفات أو الحالات الطارئة الناجمة عن العملية، أو مقدرته على توجيه المصابين فورا إلى شخص آخر للاهتمام بتلك الحالات.

* علاجات دقيقة

* وتشمل خيارات التدخلات الجراحية الضئيلة العمليات التالية:

* العلاج بالحقن sclerotherapy: وهي عملية تعتبر الخيار الأول لعلاج الأوردة العنكبوتية، والأوردة الشبكية، ودوالي الساقين الصغيرة. ويقوم خلالها الطبيب بحقن مادة كيميائية مهيجة - إما سائلة وإما على شكل رغوة - نحو الوريد، مما يؤدي به إلى التضخم، والالتصاق بنفسه، والانغلاق تماما.

ولا تتأثر الدورة الدموية بهذا الانغلاق؛ لأن الأوردة الدموية السليمة المجاورة يمكنها أن تعوض خسارة الوريد المسدود. وحتى الآن استخدم أغلب الأطباء مركبا يسمى «تتراديسيل سلفات الصوديوم» sodium tetradecyl sulfate في هذه العملية. لكن وكالة الغذاء والدواء الأميركية أجازت، عام 2010، مادة جديدة تسمى «بوليدوكانول» polidocanol (أسكليرا Asclera) لاستخدامها في علاج الأوردة العنكبوتية ودوالي الساقين الصغيرة جدا. ويعمل كلا المركبان بشكل جيد، وهما مؤلمان قليلا، وقد يتسببان بتورم أو كدمات مؤقتة. وهناك خطر ضئيل جدا في حدوث رد فعل تحسسي، يمكن أن تظهر في أكثر الأحوال لدى النساء المعانيات حساسية شديدة أو الربو؛ لذا فعلى المصابات تعريف الطبيب بحساسيتهن، إن كانت موجودة.

وتجرى عملية الحقن عادة بواسطة طبيب الأمراض الجلدية، وتتطلب عموما أكثر من جلسة واحدة ما دامت هناك حاجة لحقن كل وريد بمفرده من مرة واحدة إلى 3 مرات. وتستمر الجلسة لفترة تمتد من 15 دقيقة إلى ساعة ولا تتطلب التخدير. وبعد كل جلسة توضع لفائف وجوارب ضاغطة لمدة أسبوع أو أسبوعين. وما إن يتوقف تدفق الدم في الوريد حتى تأخذ في الظهور أنسجة من الندوب، ليختفي الوريد نفسه. وقد تظهر خطوط بنية اللون على موقع العلاج، إلا أنها تختفي في العادة أيضا.

* العلاج السطحي (الليزر) surface therapy: يمكن علاج الأوردة العنكبوتية ودوالي الساقين الصغيرة بالليزر الذي توجه أشعته إلى سطح الجلد. ويوجه الليزر شعاعا بموجة ذات تردد محدد يؤدي إلى تسخين موقع الوريد وإلحاق الضرر به من دون الإضرار بالأنسجة المجاورة. ويجب على المصابات ارتداء نظارات واقية ضد أشعة الليزر التي يحتمل أن تحيد عرضا عن اتجاهها. وتفضل بعض النساء العلاج بالليزر بدلا من الحقن لتفادي استخدام الإبرة، إلا أن ذلك لا يعني أن العلاج بالليزر خال من الألم؛ إذ تشعر المصابة بإحساس بقرصة قوية عند تعرض الجلد لأشعة الليزر. ويمكن للكريمات المخدرة أن تخفف من الإحساس بالقرص.

ويستمر هذا العلاج بين 15 و20 دقيقة، ولا يتطلب وضع أي لفائف طبية على الجلد. وقد تتعرض المصابة إلى كدمات، الشعور بالحكة، أو التورم، كما تلاحظ بعض النساء تغيرا في لون الجلد (الذي يتحول إما إلى لون غامق وإما إلى لون فاتح) في موقع العلاج. ويجب ارتداء جوارب ضاغطة لعدة أيام. ويمكن لأعراض الحالة أن تتحسن في غضون أسبوع أو أسبوعين بعد العلاج بالليزر. ويمكن للعلاج السطحي بالليزر أن يؤدي مهمته بشكل أفضل من العلاج بالحقن لتلك الأوردة الضيقة التي لا يمكن النجاح في حقنها، مثل الأوردة العنكبوتية، كما أنه يوظف في علاج النساء المصابات بالحساسية أو الخائفات من الإبر.

* العلاج الداخلي (الليزر أو موجات الراديو) Internal therapy (laser or radiofrequency): وهو العلاج الذي يعرف أيضا بـ«تقنيات أعماق الأوردة» endovenous techniques وهي عمليات تستخدم في علاج دوالي الساقين العميقة. وبعد أن يرصد الوريد المتضرر، بعد الفحص بالموجات فوق الصوتية، يتم إدخال قسطرة نحو الوريد.

وترسل هذه القسطرة إما طاقة من أشعة الليزر وإما من موجات الراديو تؤدي إلى تقلص الوريد ثم إغلاقه. وكما هو حال أنواع العلاج الأخرى، فإن هذه الطريقة لا تلحق الضرر بالأوردة السليمة المجاورة. ويمكن حدوث تورم أو ألم بعد العملية، كما يجب على المصابة ارتداء جوارب ضاغطة لمدة أسبوعين على الأقل. وتضمحل الأوردة الموجودة على السطح التي تتصل بالوريد المعالج عادة بعد علاج ذلك الوريد. وإن لم يحدث ذلك فيمكن علاجها بالحقن.

ويتمتع كلا العلاجين بالليزر أو موجات الراديو بنفس القدر من النجاح على المدى البعيد (إذ لا تعود المشكلة مرة أخرى إلا بنسبة 10% تقريبا)؛ لذا فإن الاختيار بين هذين العلاجين يعتمد بالأساس على مدى خبرة الطبيب بأي منهما.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة» - خدمات «تريبيون ميديا» منطلقات العناية الذاتية بدوالي السيقان لا يوجد أي سبب يدفعك إلى علاج دوالي السيقان، ما لم تظهر أي أعراض للإصابة بها. وإن ظهرت الأعراض فإن الخطوات التالية قد تكون كافية لتخفيف الإزعاج الناجم عنها وكذلك لتجنب، أو تأخير، اللجوء إلى أي خطوات قوية أخرى.

* ارفعي رجليك إلى الأعلى: تمتعي براحة لمدة 15 دقيقة عدة مرات في اليوم، رافعة رجليك إلى الأعلى فوق مستوى القلب بحيث لا تضطر الأوردة لتنفيذ مهمة ضخ الدم ضد قوة الجاذبية.

* غيري نشاط الساقين: تجنبي، قدر الإمكان، الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. وإن جلست أو وقفت فترة طويلة، حاولي التمتع بفترات قصيرة من المشي السريع. لا تجلسي وساقاك متقاطعتان.

* مارسي النشاط: مارسي الرياضة بانتظام، مثل المشي السريع، لتحسين الدورة الدموية وتمرين عضلات الساق، اللذين يساعدان في تدفق الدم في الأوردة.

* تناولي مسكنات الآلام: «أسيتامينوفين»، أو «الأسبرين»، أو «أيبوبروفين» يمكنها تسكين الأوجاع الخفيفة لدوالي الساقين.

* ارتدي جوارب ضاغطة: الجوارب المرنة توجه ضغطا على أوردة الساق وتمنع الدم من العودة إلى الوراء. وإن كانت الأعراض خفيفة إلى معتدلة فيمكن شراء هذه الجوارب من دون وصفة طبية. أما إن كانت الأعراض شديدة فإن الطبيب قد يصف نوعا من الجوارب التي توجه ضغطا يتناقص مقداره من الكاحل إلى الفخذ. ويجب ارتداء الجوارب قبل النهوض من الفراش صباحا.

* تحرري من الثياب الضيقة: لا ترتدي الملابس الضيقة حول الخصر أو الساقين.

تشريح دوالي الساقين في الحالة الطبيعية يتحرك الدم في الساق إلى الأعلى نحو القلب عبر الصمامات أحادية الاتجاه التي تمنع الدم من العودة إلى الوراء (A). أما عند الإصابة بدوالي الساقين (B) فإن الصمامات تتشوه ولا تنغلق بشكل مناسب؛ لذلك فإن الدم يعود إلى الوراء، ويتجمع، مؤديا إلى توسع الأوردة.

علاج الأوردة الداخلية بعد رصد الوريد المتضرر في حالة دوالي الساقين بالفحص بالموجات فوق الصوتية، تدخل قسطرة في الوريد (A) عبر شق صغير في الجلد. وترسل القسطرة إما طاقة شعاع ليزر وإما موجات الراديو نحو جدران الوريد، مؤدية إلى انهيارها. وينغلق الوريد بعد سحب القسطرة (B).