استشارات

د. حسن صندقجي

TT

البروستاتا والتغذية

* هل هناك أنواع من الأطعمة التي يفيد تناولها في صحة البروستاتا، وعدم تضخمها؟

وافي - الإمارات.

- إن أمراض البروستاتا متنوعة، منها الالتهابات الميكروبية، والالتهابات غير الميكروبية، وتضخم البروستاتا الحميد، وأورام البروستاتا، وغيرها. وتضخم البروستاتا أحد الاضطرابات الشائعة نسبيا بين الرجال، وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن احتمالات إصابة الرجل بتضخم البروستاتا ترتفع بنسبة 4 في المائة لكل سنة من بعد بلوغ سن 55 سنة. وعليه، فإن نحو نصف الرجال الذين تجاوزوا سن 60 سنة لديهم تضخم حميد في البروستاتا، وترتفع النسبة أكثر لتبلغ نحو 95 في المائة بعد تجاوز سن 85 سنة.

وتشير المصادر الطبية بالولايات المتحدة حول التضخم الحميد في البروستاتة تحديدا إلى أن للتغذية ولسلوكيات الحياة دورا وعلاقة في الأمر، وهناك الكثير من الدراسات الطبية التي لاحظت صحة هذه العلاقة التي ذكرت أيضا تفصيلات حولها. ومن تلك التفصيلات المفيدة أن احتمالات حصول تضخم حميد في البروستاتا، تنخفض لدى الرجال المحافظين على أوزان طبيعية لأجسامهم، ولدى الذين يكون محيط البطن لديهم ضمن الطول الطبيعي، أي الذين ليس لديهم زيادة في شحوم البطن أو ما يُسمى بـ«الكرش». وكذلك تنخفض احتمالات الإصابة لدى الذين يتناولون كميات قليلة من الدهون والشحوم الحيوانية، وتنخفض أيضا لدى الذين يحرصون على تناول الخضراوات والفواكه الطبيعية بوفرة.

كما لاحظت تلك الدراسات أن هناك دورا إيجابيا لعدد من العناصر الغذائية على وجه الخصوص، ومن تلك العناصر الغذائية فيتامين «سي» الذي يحصل عليه الرجل من تناوله للمنتجات الغذائية الطبيعية كالخضراوات والفواكه. وبالمقارنة، لم تلاحظ تلك الدراسات تأثيرات إيجابية مباشرة لتناول حبوب فيتامين «سي» الدوائية الصناعية وغير الطبيعية! ومن تلك العناصر الغذائية أيضا معدن الزنك الموجود في المنتجات الغذائية الغنية به، وذلك مثل المحّار البحري وحيوان السرطان البحري، أو ما يُسمى أيضا بالكابوريا أو السلطعون. ويُعتبر لحم البط ولحم الضأن أحد المصادر الغذائية الجيدة للزنك.

إلا أن الأمر الذي لم تثبت فائدته علميا هو كثرة تناول البروتينات أو تناول الحبوب الدوائية المحتوية على أعشاب أو مضادات للأكسدة أو غيرها من المواد، والتي تُباع ككبسولات أو أقراص، وتوصف بأنها تقي أو تعالج تضخم البروستاتا.

أما بالنسبة لمعالجة التضخم الحميد للبروستاتا، فإن هناك عدة أدوية يصفها الطبيب ويتابع تأثيرات تناولها لدى المريض. ولذا فإن المعالجة يجب أن تتم لدى الطبيب في العيادة، ولا يمكن وصف أدوية عبر الاستشارة الطبية الصحافية.

كمية الدهون في الأطعمة

* كيف أعرف كمية الدهون في الأطعمة والكمية التي يمكن تناولها؟

مها خ. - الدمام.

- هذا ملخص رسالتك التي ضمت أسئلة مهمة لكل إنسان. من الواضح أن طبيبك لديه مبررات قوية لنصحك بخفض تناول الدهون والشحوم، نظرا لزيادة الوزن لديك، التي هي بالفعل سمنة، وفق التعريف الطبي، ونظرا أيضا لما ذكرت من عدم مقدرتك على تطبيق تلك النصيحة.

وبداية، هناك ثلاث وسائل لتحديد الكمية المعتدلة من الدهون التي يمكن أن يتناولها الإنسان في كل يوم. والوسائل هي إما بعدد غرامات الدهون، أو عدد السعرات الحرارية، أو كالوري، للدهون، أو نسبة الدهون. وأسهل تلك الوسائل هي عدد الغرامات.

وتابعي معي ملاحظة النقاط المتسلسلة التالية:

- النقطة الأولى: إن الإرشادات الطبية للتغذية الصحية تنصح أن تشكل الدهون نسبة ما بين 20 إلى 35 في المائة من مجمل طاقة السعرات الحرارية للوجبات التي يتناولها المرء في كل يوم، ونسبة 20 في المائة هي للأشخاص الذين لديهم اضطرابات في الكولسترول والدهون بالدم، والذين لديهم مرض السكري أو أمراض شرايين القلب أو لديهم سمنة أو غيرها. ونسبة 35 في المائة هي لعموم الأصحاء المتوسطي العمر.

- النقطة الثانية: تفصل الإرشادات الطبية للتغذية الصحية في أنواع الدهون الغذائية، وتنصح أن تشكل الدهون الحيوانية المشبعة نسبة لا تتجاوز ما بين 7 إلى 10 في المائة على أكبر تقدير، والباقي يكون من الدهون غير المشبعة. والدهون غير المشبعة تتوفر في الزيوت النباتية الطبيعية غير المهدرجة والمستخلصة من المنتجات النباتية الطبيعية، كما تتوفر في لحوم الحيوانات البحرية، كالأسماك والروبيان واللوبيستر والمحار وغيرها. أما الدهون الحيوانية فتوجد في الشحوم البيضاء المختلطة باللحوم الحمراء، وكذلك ضمن مكونات اللحوم الحمراء أو أعضاء الحيوانات، وفي الحليب ومشتقات الألبان كاملة الدسم. أما البيض فلا يحتوي على دهون حيوانية مشبعة، بينما تكون المأكولات البحرية بأنواعها غنية بدهون «أوميغا 3» غير المشبعة.

- النقطة الثالثة: يتم، وحسب وزن الجسم ومقدار النشاط البدني الذي يبذله المرء خلال اليوم، تحديد كمية طاقة السعرات الحرارية لمجمل الوجبات الغذائية التي يمكن للمرء تناولها خلال اليوم الواحد. ويتناول الشخص المتوسط العمر الذي يعمل بهمة ونشاط بدني ويمارس الرياضة اليومية المعتدلة، نحو 2000 إلى 2200 من السعرات الحرارية. والشخص الأقل نشاطا بدنيا، الذي لديه زيادة في الوزن أو سمنة، عليه أن لا يتجاوز ما بين 1600 و1700 سعرة، كي لا يزيد وزن جسمه، وكي تنقص الزيادة والسمنة فيه.

- النقطة الرابعة: وبعملية حسابية بسيطة، تكون نسبة 20 في المائة لشخص يتناول 2000 سعرة حرارية هي 400 سعرة، ونسبة 35 في المائة له هي 700 سعرة.

- النقطة الخامسة: كل غرام من الدهون، حيواني أو نباتي أو بحري، يعطي 9 سعرات، أي أن 400 سعرة تعادل 44 غراما من الدهون أيا كان مصدرها. و700 سعرة تعادل 78 غراما من الدهون أيضا، والكولسترول كمادة منفصلة عن الدهون لا تعطي أي كالوري، لأن الجسم لا يفتتها.

- النقطة السادسة: بقراءة المرء للملصق التعريفي المرفق بأي منتج غذائي، يمكن للمرء أن يعرف كم عدد غرامات الدهون التي يحتوي عليها حجم أو وزن معين من ذلك المنتج الغذائي، كما يمكنه أن يعرف كمية الدهون المشبعة وغير المشبعة فيه. وبالتالي يقدر الإنسان لنفسه كمية الدهون التي يتناولها.

وقد يرى البعض أن إجراء هذه الخطوات ممل أو معقد، ولكن هذا الشخص نفسه لا يقول هذا حينما يتعلق الأمر بحساب مقدار دخله المالي، أو مصروفاته على إيجار المسكن، أو أقساط السيارة، أو فاتورة الهاتف. والواقع أن أهم رأسمال لدى الإنسان هو صحته، ووقايته لجسمه من الأمراض من أهم واجباته المنطقية. ولو بذل المرء بعض الجهد لفترة في فهم هذه العمليات الحسابية، وأتقنها في عدد من المنتجات الغذائية التي يتناولها بشكل يوميا، أمكن له بسهولة أن يحسب بشكل تقريبي وسريع حاجته اليومية منها.

قسطرة تشخيصية للقلب

* والدتي عمرها 65 سنة تقريبا، وخلال متابعتها مع طبيب القلب، نصح بإجراء قسطرة تشخيصية للقلب، وأرسلت لك التقارير الطبية الخاصة بها؛ هل يجب عليها إجراء القسطرة؟

أبو فهد - الطائف.

- قرأت التقارير التي أرسلتها، وهذا هو ملخص رسالتك. ووالدتك، كما هو واضح من تقرير الأشعة الصوتية للقلب، لديها تسريب في الصمام المايترالي، وهو بدرجة شديدة. إضافة إلى ضيق متوسط في الصمام الأورطي. وسبق أن أُجريت لها فحوصات بالأشعة النووية لشرايين القلب ولم تكن سليمة تماما. والأمر الذي حصل معها أخيرا هو الشكوى من ضيق في التنفس عند المشي لفترة تتجاوز 3 دقائق، وهي لم تكن تشكو من هذا في السابق.

ويحتاج الطبيب أمام هذه الأعراض الجديدة أن يعرف؛ هل السبب هو وجود تضيقات في الشرايين التاجية للقلب، أم أن الأعراض هذه هي نتيجة لتسريب الصمام المايترالي وتأثيراته على قوة عضلة القلب.

وهذه الحالة وأمثالها كثير، من الأوضاع التي يواجهها الأطباء عند متابعتهم لمرضى الصمامات مع احتمالات وجود تضيقات في الشرايين التاجية. وخاصة أن والدتك لديها ارتفاع في ضغط الدم ولديها مرض السكري.

إن والدتك بحاجة إلى إجراء الطبيب لها قسطرة تشخيصية لشرايين القلب، وأيضا دراسة من خلال القسطرة لحالة الصمامات. وهي بحاجة إلى هذا كي يستطيع الطبيب وضع خطة لمعالجتها المستقبلية، وتحديدا؛ هل باتت بحاجة إلى تغيير الصمام المايترالي أو إصلاحه؟ وهل ثمة ضرورة لعلاج تضيقات الشرايين إن وجدت؟ وغيرها من الأمور المهمة في معالجتها بشكل صحيح ومفيد لها.