ضخ خلايا جذعية في القلب.. قد يوقف الآلام المزمنة في الصدر

أبحاث أولية مثيرة للجدل تشير إلى أنها تساعد على نمو أوعية دموية

TT

* خلايا طبيعية

* أظهر المرضى الذين يعانون آلاما في الصدر يصعب علاجها تحسنا وقدرة أفضل على القيام بالتمارين لفترة أطول بعد قيام أطباء بضخ خلايا جذعية أخذت من نخاع عظامهم.. في قلوبهم! وذلك وفقا لدراسة جديدة في دورية «سيركيوليشن ريسيرتش».

وتشير المرحلة الأولى من البحث إلى أن الخلايا كانت قادرة على علاج أوعية دموية تالفة صغيرة غالبا ما كان بإمكانها أن تخضع لإجراء عمليات عليها مثل وضع الدعامات الشريانية أو جراحة إزالة تضيق الشرايين، حسب ما يقوله الباحث دوغلاس لوسوردو من جامعة نورث ويسترن.

خلايا جذعية ذاتية

* كان لوسوردو يبحث، على مدار أكثر من 10 أعوام، عن وسائل لعلاج القلب باستخدام الخلايا الجذعية من جسد المريض نفسه. ولم يكن لوسوردو العالم الوحيد الذي يدرس ذلك الأمر، لكنه أول من استخدم خلايا جذعية محددة، يطلق عليها (CD34+)، ويعتقد أنها تساعد على نمو الأوعية الدموية.

يقول ريتشارد لي، طبيب القلب في بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن رئيس برنامج الأوعية الدموية والقلب بمعهد الخلايا الجذعية بهارفارد: إن بحث لوسوردو جديد بسبب استخدامه لهذه الخلايا ولأنه يوجه علاجه لمجموعة من الأشخاص لم تساعدهم الأدوية حتى الآن.

وتقدر رابطة القلب الأميركية أن 850 ألفا من الأميركيين يتعرضون لنوبات آلام في الصدر بصورة دائمة، وهي نوع من الذبحة الصدرية «العنيدة» التي لا تستجيب للعلاج refractory angina والتي لا يهدئها العلاج أو عمليات إزالة ضيق الشرايين أو وضع الدعامات.

وفي بداية دراسة لوسوردو كان 167 مشاركا يتعرضون لـ20 نوبة ألم أو أكثر أسبوعيا وكانت من الشدة بحيث إنه كان عليهم وقف ما كانوا يفعلونه. وبعد مرور 6 أشهر على بدء البحث، سجل المرضى الذين حصلوا على جرعات منخفضة من الخلايا الجذعية 7 نوبات أسبوعيا في المتوسط، بينما سجل من حصلوا على علاج وهمي 11 نوبة.

كان المرضى الذين حصلوا على الجرعات المنخفضة قادرين على القيام بتمارين لفترة أطول بمقدار دقيقتين في نهاية الدراسة مقارنة مع ما سجلوه في بداية الدراسة، بينما سجل من حصلوا على علاج وهمي ما يزيد قليلا عن دقيقة.

ومن خلال زراعة خلايا (CD34+) الخاصة بمريض من نخاع العظام، وضخها مباشرة في الجزء التالف من القلب، وفقا للوسوردو، فإنه قد تحايل على الخطوات الطبيعية التي لا تتمكن أجسام هؤلاء المشاركين من تنفيذها لفترة طويلة. وكان الباحث قد وجد في دراسات على الحيوانات أن الخلايا كان يتم استخدامها بصورة طبيعية في القلب بعد إجراء جراحة تجرى على النسيج التالف. ويشير بحثه إلى أنها تفرز معامل النمو وكذلك جزيئات مناعية.

ونقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية أن «هذه الخلايا تبدو أنها تمثل إحدى الآليات الطبيعية للمساعدة على إصلاح الأنسجة التالفة. وبعملنا هذا فإننا نأخذ آلية إصلاح مبرمجة وموجودة ونحاول ببساطة تحقيق ذلك لدى مرضى تعرضوا لأضرار على مدار أعوام وعقود كثيرة».

من جهته، يثني لي على الاتجاه الشامل لعمل لوسوردو، ويقول: «أعتقد أن هذه دراسة واعدة؛ لأنه تم إجراؤها بحرص شديد؛ لأن هؤلاء المرضى قد يكونون فاقدي القوة».

لكنه يذكر بـ3 أسباب تدعو لتوخي الحذر، أولا: أن المرضى الذين حصلوا على علاج وهمي أظهروا أيضا تحسنا كبيرا. ثانيا: على الرغم من أن الإجراء بدا آمنا بصورة عامة، فإن قلوب المرضى أفرزت إنزيما يخرج عادة عندما يحدث تلف فيها. ثالثا: أن المرضى الذين حصلوا على جرعات أقل من الخلايا الجذعية بدوا في حال جيد أو أفضل ممن حصلوا على جرعات أعلى.

ويقول لي: «في الواقع يوحي ذلك بأننا لا نعرف ما يحدث في الحقيقة. يميل المرء إلى أن يرى نتائج مرتبطة بالجرعات. وإذا كانت الجرعة المنخفضة هي الأكثر فعالية، تظهر تساؤلات حول إمكانية الحصول على التأثير نفسه مع جرعة أقل وعما إذا كانت المنفعة الحقيقية قد فقدت». ويشير لي إلى أن العلاجات الأخرى باستخدام الخلايا تعاني أوجه قصور مماثلة.

ويتوقع لوسوردو البدء في المرحلة الأخيرة من التجارب العيادية على مجموعة أكبر من المرضى بنهاية العام الحالي. وقد بدأت التجارب بالفعل باستخدام خلايا (CD34+) للمساعدة على استعادة أوعية دموية لدى الأفراد الذين يحتمل تعرضهم للبتر أو داخل المرضى الذين يعانون انسداد الشرايين في أقدامهم.