محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

الالتهاب الرئوي لدى الأطفال

* الالتهاب الرئوي أحد أشكال عدوى الجهاز التنفسي الحادة، التي تصيب الرئتين في المقام الأول. ومن الناحية التشريحية فإن الرئتين تتشكلان من أكياس صغيرة تدعى الأسناخ أو الحويصلات الرئوية. وهذه الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح خلال عملية الشهيق. وعندما يصاب المرء بالالتهاب الرئوي يحصل امتلاء أسناخ رئتيه بالقيح والمواد السائلة، وهو ما يجعل التنفس مؤلما ويحد بدرجات متفاوتة من دخول الأكسجين إلى الدم.

الالتهاب الرئوي يأتي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يودي، في كل عام، بحياة نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، مما يمثل 20% من الوفيات التي تسجل في صفوف تلك الفئة في كل ربوع العالم. ويسجل على الصعيد العالمي وقوع نحو 155 مليون حالة من حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال.

وتلحق الإصابة بهذا المرض أضرارا بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنه ينتشر أساسا في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كما تشير الحقائق الطبية إلى أنه يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الرئة من خلال تدخلات بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة لا تتطلب تكنولوجيا عالية.

ويمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي لدى الأطفال بطرق عدة. منها انتقال الفيروسات والبكتيريا الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه إلى أنسجة الرئة عبر عملية الاستنشاق. وقد ينتشر أيضا عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس. كما قد ينتشر كذلك عبر الدم، ولا سيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل.

ولا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي البكتيري، غير أن أعراض الشكل الفيروسي قد تكون أكثر من أعراض الشكل البكتيري.

وفي ما يلي بعض من أعراض الالتهاب الرئوي:

* سرعة التنفس أو صعوبته.

* السعال.

* الحمى.

* نوبات الارتعاد.

* فقدان الشهية.

* أزيز التنفس (أكثر شيوعا في أنواع العدوى الفيروسية).

كما تزيد العوامل البيئية التالية من احتمال تعرض الطفل للالتهاب الرئوي:

* العيش في بيوت مكتظة.

* تلوث الهواء داخل المباني.

* الدخان المنبعث من سجائر الآباء.

إن وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للحد من معدلات وفيات الأطفال. ويعد اللقاح ضد «المستدمية النزلية» من النمط «بي» والمكورات الرئوية والحصبة والسعال الديكي أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الالتهاب الرئوي.

كما أن توفير التغذية المناسبة هو من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات جهاز مناعة الأطفال الطبيعية، بدءا من الحرص على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وهذه الطريقة تضمن فعالية أيضا في توقي الالتهاب الرئوي وتقليص فترة المرض.

كما يسهم التصدي لتخفيف تلوث الهواء المنزلي داخل المباني والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية في البيوت المكتظة، في خفض عدد الأطفال الذين يصابون بالالتهاب الرئوي.

العمى وضعف البصر

* تشير الإحصائيات الطبية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن هناك نحو 284 مليون نسمة ممن يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم، منهم 39 مليون نسمة كفت أبصارهم، و245 مليون نسمة ضعفت رؤيتهم. ويعيش نحو 90% ممن يعانون من ضعف البصر في البلدان النامية.

وفي ما يلي أهم أسباب ضعف البصر على الصعيد العالمي:

* الأخطاء الانكسارية غير المصححة (الحسر أو مد البصر أو اللابؤرية)، 43%.

* الكاتاراكت، أو الماء الأبيض، 33%.

* الزرق، أو الماء الأزرق، 2%.

ويبلغ عمر 65% من مجموع المصابين بضعف البصر تقريبا 50 سنة من العمر أو أكثر، ولو أن تلك الفئة العمرية لا تمثل إلا 20% من سكان العالم. وتتزايد أعداد الأشخاص المعرضين لضعف البصر المرتبط بالعمر مع زيادة عدد المسنين في كثير من البلدان. كما تشير التقديرات إلى أن هناك 19 مليون طفل ممن يعانون من ضعف البصر، منهم 12 مليون طفل ضعفت أبصارهم بسبب أخطاء انكسارية، علما بأنه يمكن تشخيص تلك الأخطاء وتصحيحها بسهولة. وهناك 1.4 مليون من الأطفال العميان الذين سيعيشون مكفوفي البصر طيلة حياتهم.

نوبات الصرع المتكررة

* الصرع هو أحد اضطرابات عمل الدماغ المزمنة، التي تصيب الناس في كل بلدان العالم. ومن أهم سماته حصول النوبات المتكررة للصرع، وهي تفاعلات جسدية لشحنات كهربائية خاطفة ومفرطة تحدث في مجموعة من خلايا الدماغ ولا تدوم، عادة، سوى فترة قصيرة. ويمكن أن تحصل هذه الشحنات الكهربائية في مواضع مختلفة من الدماغ، وعلى حسب كل منطقة دماغية تحصل فيها تكون نوعية التفاعلات الجسدية. وبالتالي يمكن أن تتراوح النوبات بين «حالات السهو الذهني» إلى حالات «الرجات العضلية»، أو حالات ما يعرف بـ«اختلاجات وخيمة ومطولة»، أي تقلصات، أو سلسلة من تقلصات عضلية غير متعمدة من قبل المصاب. كما يمكن أن تختلف النوبات أيضا من حيث تواتر حصولها، أي بين أقل من نوبة واحدة في السنة إلى عدة نوبات في اليوم.

والجدير بالذكر أن النوبة ليست مؤشرا على الإصابة بالصرع، ذلك أن نحو 10% من الناس في جميع أنحاء العالم يتعرضون لنوبة من هذا النوع خلال حياتهم. ولذا يمكن الحديث عن الصرع عند التعرض لنوبتين أو أكثر من ذلك دون تحريض.

وتشير إصدارات منظمة الصحة العالمية إلى أن الصرع من أقدم الحالات المرضية المعترف بها في العالم. وقد أحاط الخوف وسوء الفهم والتمييز والوصم الاجتماعي بهذا المرض طيلة قرون من الزمن. وما زال بعض الوصم يرافق هذا المرض في كثير من البلدان ويؤثر في نوعية حياة المصابين به وأسرهم.

ويزيد الصرع من مخاطر وفاة المصاب به في مراحل مبكرة، وذلك بنسبة تتراوح بين الضعف إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بعامة الناس. وتختلف خصائص النوبات اعتمادا على موضع الدماغ الذي يبدأ فيه الاضطراب وعلى سرعة انتشاره. ويمكن أن تحدث أعراض مؤقتة، مثل فقدان الوعي واضطرابات حركية أو حسية، بما في ذلك الرؤية والسمع والتذوق، أو مزاجية أو عقلية. ولذا قد يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للنوبات، أكثر من غيرهم، من مشكلات جسدية، مثل الكسور والكدمات، وغير ذلك من الأمراض والأزمات النفسية الاجتماعية.

وتشير التقديرات الإحصائية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة المصابين بنوبات متواصلة من الصرع أو أعراض الصرع التي تقتضي العلاج، بين عامة الناس، تتراوح بين 4 و10 لكل 1000 نسمة. وهناك، في جميع أنحاء العالم، نحو 50 مليون من المصابين بهذا المرض.

والصرع المجهول السبب من الأمراض التي لا يمكن توقيها، غير أنه يمكن تطبيق تدابير وقائية للاحتماء من الأسباب المعروفة التي تكمن وراء الإصابة بالصرع الثانوي، مثل:

* توقي إصابات الرأس من أكثر السبل فعالية في الوقاية من الصرع الذي يعقب الرضوض.

* يمكن، بتوفير خدمات مناسبة في مجال الرعاية المحيط بالولادة، الحد من حالات الصرع الجديدة الناجمة عن الإصابات التي تحدث أثناء الولادة.

* يمكن، باستخدام أدوية ووسائل أخرى لتخفيض حرارة جسم الطفل المحموم، الحد من مخاطر تعرضه لحالة اختلاج وإصابته بالصرع بعد ذلك.

* أنواع العدوى التي تصيب الجهاز العصبي المركزي من الأسباب الشائعة للإصابة بالصرع في المناطق المدارية، التي يتركز فيها الكثير من البلدان النامية. ومن الإجراءات الفعالة للحد من معدلات الإصابة بالصرع في جميع أنحاء العالم التخلص من الطفيليات في تلك البيئات وتوعية الناس بشأن كيفية تلافي أنواع العدوى المختلفة.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]