استشارات

د. حسن صندقجي

TT

صمامات القلب والحمل

* هل تمنع أمراض صمامات القلب المرأة من الحمل؟

عادل- الرياض - هذا أهم ما في رسالتك. وبالنسبة لحديثك عن الزواج بامرأة مصابة بأحد أمراض صمامات القلب ومدى قدرتها على الحمل والعناية بالأطفال والزوج وبقية كلامك عن هذا الموضوع، فإن أمراض الصمامات القلبية تتوفر لها معالجات طبية وجراحية وتدخلية بالقسطرة، مما يجعلها من الأمراض التي يمكن معالجتها، وليست بالضرورة معوقة للمرأة أو الرجل عن القيام بأعباء الأعمال الأسرية والوظيفية وغيرها من أنشطة الحياة.

ولأن الأمر يتعلق بمستقبل ارتباطك الأسري، عليك ملاحظة الأمور التي سأعرضها عليك: هناك أربعة صمامات في قلب كل إنسان، وظيفتها الأساسية تسهيل جريان الدم في اتجاه معين ومنع تدفق الدم في الاتجاه المعاكس. ومثلا الصمام المايترالي بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، يعمل على تسهيل مرور الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ويمنع عودة تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر. وأمراض الصمامات تنقسم بالعموم إلى؛ إما ضيق في الصمام، أو تسريب في الصمام. وبعض الصمامات قد تصاب بالضيق والتسريب في الوقت نفسه.

والإصابات بمرض في أحد الصمامات، أو في عدد من الصمامات، تنقسم من ناحية الحاجة العلاجية، إلى ثلاثة أحوال؛ الحالة الأولى، صمامات لا تحتاج إلى عملية جراحية، أو عملية تدخلية بالقسطرة، للإصلاح أو تغيير الصمام، في المدى القريب أو المتوسط أو حتى البعيد، أي عدة سنوات أو عقود أو طوال العمر. والحالة الثانية، صمامات يبدو لطبيب القلب أنه ربما ستحتاج إلى عملية جراحية، ولكن يمكن تأخير وقت إجرائها لشهور أو سنوات، وذلك ما دامت لم تتدهور حالة القلب ووظيفته بسبب الصمام المريض، وذلك كسبا لأطول فترة ممكنة من الوقت دون تعريض المريض للعملية الجراحية، وحفاظا على تراكيب القلب الطبيعية إلى حين بدء ظهور علامات تأثر القلب ووظيفته. والحالة الثالثة، صمامات تحتاج إلى عمليات جراحية أو تدخلية بالقسطرة لإصلاحها أو تغييرها، دون تأخير. أي خلال بضعة أشهر أو أسابيع أو حين توفر الفرصة.

والأصل أن المريض بأحد الصمامات القلبية، يتابع بشكل روتيني مع طبيب القلب في العيادة، وتجرى له الفحوصات اللازمة لتقييم حالة الصمام والاطمئنان على وظائف القلب وسلامة بقية تراكيبه. وبالحرص على دوام المتابعة الطبية، يمكن للطبيب إفادة المريض بما يجب فعله وكيفية تخفيف تأثيرات الصمام المريض على القلب والصحة العامة للمصاب. ويستطيع الطبيب هنا الإفادة حول إمكانية الحمل أو تكرار الحمل دون أن يؤثر مرض الصمام على سلامة الأم الحامل وسلامة نمو الجنين وسلامة فترة الحمل والولادة.

وفي حالات تسريب الصمامات بالعموم، التي قد تصيب إما الصمام المايترالي أو الأورطي أو الرئوي أو الثلاثي، أو حالات ارتخاء الصمام المايترالي، غالبا ما يمكن تأمين سلامة الحمل وسلامة الجنين وسلامة الأم، وتتيسر الولادة، ما دامت الأم تتابع من خلال برامج عيادات الحوامل المرضى بالصمامات القلبية. ويقدم طبيب القلب فيها النصائح اللازمة خلال فترة الحمل والولادة.

وفي حالات ضيق أحد الصمامات، أو عدد منها، يقيم طبيب القلب حالة المصابة قبل حملها، ويوفر لها النصيحة الطبية حول مدى إمكانية سلامة حملها، أي قبل أن تحمل. كما يوفر لها العناية القلبية إذا ما سمح لها بالحمل. وفي العموم، فإن الدرجات البسيطة أو المتوسطة من الضيق، لا تتعارض مع الحمل إلا إذا كانت هناك مضاعفات أخرى موجودة لدى المريضة، مثل ضعف القلب أو ارتفاع ضغط الدم بالرئة وغيرها من الأمور التي يقيمها الطبيب.

أما في حالات النساء اللاتي تم إجراء عملية زراعة صمام أو إصلاح صمام لهن في السابق، فإن التقييم يكون بحسب حالتها الصحية ومدى وجود مضاعفات في القلب أو الرئة ومدى الحاجة إلى أدوية سيولة الدم.

وبالعموم، فالنقطة المهمة هي الحرص على المتابعة الطبية في عيادة طبيب القلب، وسؤال طبيب القلب مباشرة عن مدى سلامة حصول الحمل قبل أن تحمل المريضة، والمتابعة في عيادات الحوامل خلال فترة الحمل، واتباع الإرشادات الطبية حول وقت ومكان الولادة ونوعية الرعاية الطبية خلالها.

الغذاء وارتفاع الكولسترول

* لدي ارتفاع في الكولسترول والدهون الثلاثية، ما الحمية الغذائية؟

عباس أ - لبنان - هذا ملخص رسالتك. إن الاهتمام بتناول الغذاء الصحي إحدى الخطوات المهمة في سلوكيات النمط الصحي لعيش الحياة اليومية. وهو مهم لأن الأدلة العلمية أثبتت أن عشوائية تناول الأطعمة، والإفراط في تناول مكونات معينة فيها، سبب في الإصابات بأمراض متعددة. ولذا يجب الانتباه عند تناول الدهون والسكريات والنشويات والملح، بالذات.

ولاحظ معي، أننا نتناول الغذاء حتى نقدم لأجسامنا ما تحتاج إليه من عناصر غذائية كي تعمل أعضاء أجسامنا بكفاءة وكي نقوم بالأنشطة التي تتطلب الطاقة، وكي تنمو أجسامنا بشكل طبيعي. وما يحدد كمية ونوعية الاحتياج هو عمر الإنسان ووزن جسمه الحالي والأمراض التي قد يكون مصابا بها. ولذا، فإن كمية ونوعية مكونات غذاء الطفل والمراهق النشيط في الحركة ونمو الجسم، تختلف عن تلك التي ينصح بها الرجل البالغ، ويختلف غذاء المرأة الحامل والمرضع عن تلك غير الحامل. كما يختلف غذاء النحيل أو المعتدل الوزن عن غذاء السمين. ويختلف غذاء المصاب بارتفاع الدهون والكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، عن غذاء غير المصاب بأي منها.

والعنصر الأول بالنسبة لك هو حساب كمية طاقة الغذاء اليومي الذي يحتاجه جسمك، أي بحسب مقدار وزن جسمك ومقدار نشاط حركة جسمك في العمل أو أنشطة الحياة اليومية الأخرى. والهدف أن يكون وزن جسمك طبيعيا وأن تتوفر لجسمك الطاقة اللازمة. وكمية الطاقة تتراوح بين 1700 سعر حراري (كالوري) لمنْ لديه زيادة في الوزن أو قليل النشاط البدني الحركي، إلى 2200 سعر للشخص النشيط أو وزنه طبيعي مع نشاط الحركة.

ويكون حساب مكونات وجبات الطعام، حسب كمية الطاقة اليومية للغذاء. ولاحظ معي أن الطاقة تأتي فقط من الدهون ومن البروتينات ومن السكريات. أما المعادن أو الفيتامينات أو الماء أو الملح أو الكولسترول، فلا تعطي طاقة سعرية. وكل غرام من السكريات ومن البروتينات يعطي 4 سعرات تقريبا، وكل غرام من الدهون يعطي 9 سعرات تقريبا. والسكريات تشمل السكر الحلو والعسل ونشويات الخبز والأرز والبطاطا وغيرها. والدهون تشمل الشحوم الحيوانية والزبد والزيوت النباتية والأطعمة الغنية بالدهون كالزيتون والمكسرات والحليب وغيرها. والبروتينات موجودة في اللحوم والبقول وكثير من المنتجات الغذائية. وكمثال لكمية غذاء يومي، لو كان مناسبا لشخص ما غذاء يومي بمقدار 2000 سعر مثلا، فتحسب مكوناته كالأتي: السكريات بمقدار 50% أي 240 غراما، والبروتينات بمقدار 15% أي 70 غراما، وتكون الدهون بمقدار 35% أي 80 غراما. وهناك تفصيل في الدهون لأنها أنواع، منها ما هو صحي ومنها ما هو غير ذلك. الدهون الأحادية غير المشبعة كزيت الزيتون والزيوت الموجودة في المكسرات كاللوز والفستق وغيرها، يجب أن تشكل 20% من الوجبة الغذائية اليومية. أما الدهون العديدة غير المشبعة كزيت الذرة وزيت دوار الشمس فيجب أن تشكل 10% من الوجبة الغذائية اليومية. أما الدهون المشبعة كالشحم الحيواني وكذلك زيت النخيل وزيت جوز الهند، فيجب أن لا يتجاوز تناولها فوق 7% من الوجبة الغذائية اليومية، أما الدهون المتحولة فلو أمكن قطعها تماما فهو الأفضل، وهي التي توجد في الزيوت النباتية المهدرجة.

ويضاف إلى هذا، أولا، أهمية تناول الألياف النباتية بمقدار نحو 30 غراما يوميا. وثانيا، خفض تناول الكولسترول، أي أقل من 300 ملليغرام يوميا. وثالثا، خفض تناول الملح ما أمكن.