السجائر الإلكترونية.. هل هي آمنة؟

الدراسات الأولية تشير إلى وجود مخاوف بشأنها

TT

بعد ممارستي التدخين لمدة 15 عاما، أقلعت عنه تماما قبل 8 أشهر، إلا أنني لا أزال أفتقد السجائر. وقد سمعت حديثا عن وجود سجائر إلكترونية، فهل هي آمنة؟

افعل ما تشاء.. لكن لا تستسلم لإغواء السجائر. وإلا فإن كل الجهود الكبيرة التي بذلتها وكل النتائج الصحية التي حققتها ستزول مع نفثة من الدخان!

* سجائر إلكترونية والآن إلى سؤالك. والإجابة المقتضبة هنا هي أن أحدا لا يعلم ما إذا كانت السجائر الإلكترونية (electronic cigarettes) التي تسوق تحت اسم «e-ciggarettes» أيضا، آمنة حقا. وذلك يعود إلى أن منتجي هذه السجائر لم يتقدموا بمنتجاتهم إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بهدف الموافقة عليها وإجازة استخدامها، وهو الهدف الذي يتطلب تقديم دليل على السلامة والكفاءة. ومع هذا فإن الدراسات الأولية من نيوزيلندا واليونان، بل وحتى إدارة الغذاء والدواء الأميركية نفسها تشير إلى وجود مخاوف بشأنها.

وتطرح السجائر الإلكترونية بشتى الأشكال، إذ يصمم بعضها على هيئة السيجارة، بينما يصمم البعض الآخر على شكل السيجار، أو على شكل أقلام أو نماذج أخرى مقبولة اجتماعيا.

إلا أن كل أشكالها تصمم حول تركيب من عنصر حراري يعمل على بطارية يمكن إعادة شحنها، ومعه خرطوشة قابلة للاستبدال تحتوي على النيكوتين مع مواد كيميائية أخرى، إضافة إلى أداة بخاخة أو «مُذررة» تحول المواد الكيميائية تلك إلى بخار يمكن استنشاقه.

* أسباب القلق وهناك 3 أسباب تدعو إلى القلق بشأن السجائر الإلكترونية. السبب الأول هو أن جرعة النيكوتين المجهزة للمستخدم مع كل استنشاق واحد له، قد تختلف بشكل كبير. وقد سجلت تحاليل أجرتها «FDA» جرعات تراوحت بين 26.8 و43.2 ميكروغرام لكل استنشاق واحد. كما رصدت التحاليل أيضا النيكوتين في كل المنتجات المرتبطة بها التي وضعت عليها ملصقات تعريف تشير إلى كونها منتجات خالية من النيكوتين.

السبب الثاني للمخاوف من السجائر الإلكترونية، هو أنها كلها تجهز المستخدمين لها بجملة من المواد الكيميائية الأخرى ومنها غلايكول الدايثيلين (diethylene glycol) (وهي مادة عالية السمية)، وأنواع من مواد النتروسامينات (nitrosamines) (وهي مواد مسرطنة شديدة توجد في التبغ)، وكذلك واحد على الأقل من 4 من المواد الكيميائية الأخرى التي يشتبه في أنها ضارة بالبشر.

السبب الثالث للمخاوف هو أن السجائر الإلكترونية، وبمحاكاتها لعملية تدخين السجائر، فإنها قد تعيد تنشيط عادات الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين، وقد تصبح أيضا بوابة لتدخين الشباب الذين لم يتعودوا بعد على تلك العادة.

إننا بحاجة إلى دراسات علمية حول السجائر الإلكترونية. وحتى ذلك الحين على الناس الابتعاد عن استخدامها. أما بالنسبة للأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين وهم على شفا العودة إليه فعليهم أن يتذكروا أن هناك الكثير من المنتجات التي تعوض عن التدخين التي خضعت لدراسات دقيقة وتمت إجازتها من قبل إدارة الغذاء والدواء. وكل من تلك المنتجات أفضل بكثير من التدخين ومن استخدام السجائر الإلكترونية.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»