استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الطعام والجهاز الهضمي

* كم يستغرق الطعام من وقت تناوله إلى وقت الإخراج؟

أبو أحمد - بريطانيا.

- هذا ملخص سؤالك حول الإمساك ومدة بقاء الطعام في الجهاز الهضمي من حين تناوله إلى حين إخراج فضلات عمليات الهضم.

وفق تعريف الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي فإن تكرار القيام بعملية إخراج البراز لدى الإنسان الطبيعي يتراوح ما بين فعل ذلك ثلاث مرات في اليوم إلى فعل ذلك مرة كل ثلاثة أيام. أي أن الشخص الذي من عادته أن يتبرز ثلاث مرات في اليوم أو مرة كل ثلاثة أيام أو أي نمط ما بين هذين النمطين هو إنسان طبيعي في الإخراج. وبالتالي لا يقال إن لدى شخص ما إمساكا لمجرد أن من عادته أن يتبرز مرة كل يومين أو كل ثلاثة أيام. ولذا تذكّر الرابطة بضرورة أن يحدد كل شخص ما هو الطبيعي لديه بناء على عادته في القيام بعملية الإخراج. وعليه، تقول الرابطة إن الإمساك يكون واقعا حينما تتجاوز المدة ثلاثة أيام بين كل مرة يتمكن المرء فيها من التبرز.

ولكن المدة بين كل عملية إخراج والأخرى هي أحد مؤشرات الإمساك. وهناك مؤشر آخر وهو مواجهة صعوبات في إتمام عملية التبرز، أو الشعور بالألم حال الإخراج. والطبيعي أن تتم عملية التبرز ببذل جهد بسيط أو متوسط لإتمام الإخراج، ودون الشعور بالألم.

كما أن هناك مؤشرا ثالثا تذكره الرابطة، وهو إخراج الفضلات في هيئة غير صلبة، ولذا فإن إخراج فضلات صلبة بشكل غير معتاد هو علامة على وجود حالة الإمساك.

ومعرفة هذه المؤشرات الثلاثة شيء مهم، لأن البعض قد يعتقد خطأ أن لديه إمساكا بناء على أنه يتبرز مرة كل يومين وغيره ليس كذلك، بينما في الحقيقة لا بأس به ولا مشكلة لديه في الإخراج أو انتظام عمل الجهاز الهضمي.

أما بالنسبة لمدة بقاء الأطعمة في الجهاز الهضمي فإن هناك عوامل تؤثر في طول أو قصر المدة عن الزمن الطبيعي المتوقع. وأهم العوامل هي مكونات العناصر الغذائية التي يحتوي عليها طعام الوجبات. وأهم العناصر التي تسهل مرور الطعام في الجهاز الهضمي، وتسهل عملية إخراجه وبهيئة غير صلبة، هو الألياف النباتية. ولذا فإن الحرص على تناول المنتجات النباتية الغنية بالألياف هو أفضل ما يمكن لأحدنا فعله لتسهيل الإخراج وعدم المعاناة منه. وتشمل المنتجات النباتية الغنية بالألياف الخضراوات والفواكه بالعموم، والحبوب الكاملة غير المقشرة والبقول.

العامل الآخر في مكونات الطعام هو الحرص على شرب الماء بكميات كافية. وتزويد الجسم بالكميات الكافية من الماء، إضافة إلى أنه يسهّل نشاط الجهاز الهضمي في إفراز العصارات الهاضمة، هو مهم أيضا لتسهيل ترطيب الألياف وتنشيط عملها في تسهيل الإخراج. ولذا فإن شرب كميات كافية من الماء ضروري مع تناول الألياف النباتية.

والطبيعي أن تتراوح المدة بين ابتلاع طعام ما وخروج فضلاته ما بين 14 إلى 48 ساعة. وما أكثر من 72 ساعة فهو غير طبيعي.

وهناك عدة اختبارات لتحديد هذه المدة، وعدة دواعٍ لإجراء مثل هذا الفحص الطبيعي. وعلى سبيل المثال هناك بعض مرضى السكري الذين تتأثر لديهم أعصاب الجهاز الهضمي نتيجة لارتفاع نسبة سكر الدم لفترات طويلة. وفي هذا الفحص يُعطى الشخص كبسولتين تحتويان مادة جيلاتينية حمراء اللون، ثم بعد ابتلاعهما يرصد الشخص وقت تغير لون الفضلات لديه. وغالبا ما تبدأ المادة في تغير لون البراز بعد ما بين 12 إلى 14 ساعة، وقد تستمر مدة تغير لون البراز إلى ما بين 36 إلى 48 ساعة. والأمر غير الطبيعي حينما يستغرق الأمر أكثر من 72 ساعة.

كحل العين

* قرأت تحذيرات طبية من استخدام الكحل، هل هذا صحيح؟

عيد العتيبي - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. والواقع أن استخدام كلمة «الكحل» اليوم هو كلمة عامة ومبهمة ولا تحديد فيها، ومن الضروري تحديد ما المقصود منها عند محاولة فهم التحذيرات الصحية التي تتحدث عنها. والحقيقة أن ثمة إصدارات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية حول أضرار استخدام الكحل، ولكن ما هو موجود في الأسواق العالمية والمحلية من الكحل يختلف في مكوناته ومصدر إنتاجه. كما تختلف المعايير الصحية الخاصة بالنقاء بين منتج وآخر. وتستخدم النساء في كل أنحاء العالم منتجات شتى لإكساب أطراف الجفون وأصول الرموش، والرموش نفسها، لونا أغمق، وغالبا اللون الأسود.

الكحل موجود في العالم منذ العصور القديمة، والإشكالية ليست في استخدامه، بل في مكوناته من المعادن الطبيعية والمواد الأخرى المضافة إليه في تركيبه، ففي القارة الآسيوية مثلا تختلف كل منطقة في الإضافات الطبيعية والحيوانية والنباتية التي تضاف إلى الكحل. والكحل الضار هو الذي لا يكون نقيا وخاليا من الميكروبات التي قد تلوثه حينما لا يتم إنتاجه بطريقة صحيحة أو لا يتم حفظه بطريقة سليمة. والكحل الضار هو الذي يحتوي على كميات عالية من معادن ضارة، وتحديدا مثل عنصر الرصاص.

أما الكحل الأصلي المكون من مسحوق حجر «الإثمد» الطبيعي والنقي، الذي يحتوي على عنصر معدن أنتيموني أو المركبات الكيميائية له، فليس هناك علميا ما يثبت أنه استخدامه على أطراف الجفون هو أمر ضار بصحة العين أو الجسم، ولا توجد تحذيرات طبية منه حينما يكون الكحل المستخدم بهذه الصفة ومن هذه النوعية، بل على العكس، هناك دراسات طبية تتحدث بشكل إيجابي عن فوائد تلك النوعية من الكحل على صحة العين وسلامتها وحمايتها من الميكروبات، أي كحل عنصر أنتيموني لحجر الإثمد.

ولاحظ معي أن هناك بالأسواق أنواعا من الكحل الآسيوي الرخيص الثمن والمكون من بقايا هباب لهيب حرق أشياء مختلفة، كالزيوت أو الأخشاب أو البذور أو البقول، أو المكون من الرصاص أو مسحوق «بودرة» التلك أو الزنك أو غيرها من الأشياء. وهذه الأنواع الهندية هي التي تحدثت عنها إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تحذيراتها من الكحل، وتعليلها كان حول الآثار الضارة لعنصر الرصاص وغيره.

السونا وخصوبة الرجل

* هل حرارة السونا تؤثر على خصوبة الرجل؟

عمار - الأردن.

- هذا ملخص سؤالك. والجواب غالبا أن هذا شيء قد يضر بقدرات خصوبة الرجل إذا طالت مدة البقاء في الأماكن الحارة، وتكرر فعل ذلك، سواء كان سونا أو جاكوزي أو مغطس الماء الحار. وهناك عدة دراسات طبية تشير إلى أن لذلك أضرارا على خصوبة الرجل. ولاحظ معي أن تلك الدراسات لم تخصص الضرر المحتمل على مجرد تعريض الأعضاء الجنسية للرجل للحرارة، بل حتى جسم الرجل كله، أي ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم.

ومن تلك الدراسات الطبية هناك عوامل عدة تجدر ملاحظتها. منها بالذات تعريض الجسم لارتفاع الحرارة، في السونا أو المغطس، لمدة تزيد عن نصف ساعة متواصلة، وعدة مرات في الأسبوع، ولفترات زمنية تقدر بالشهور. ومنها أن التأثيرات السلبية على قدرات الإخصاب قد تطال قدرات الرجل على إنتاج حيوانات منوية نشطة وقادرة على الحركة لمسافات طويلة لازمة لعملية إخصاب البويضة الأنثوية، أو إنتاج عدد كافٍ من الحيوانات المنوية، أو ذات أشكال طبيعية. ومنها أنه لا إثباتات على وجود تأثيرات لارتفاع حرارة الأجواء على الإخصاب، بخلاف السونا أو الجاكوزي أو المغطس. ومنها أن التأثيرات السلبية تلك هي مؤقتة وتزول بزوال السبب، أي بزوال عدم طول مدة الوجود في السونا أو تكرار فعل ذلك عدة مرات في الأسبوع.