استشارات

د. حسن صندقجي

TT

فيتامين «سي»

* هل تناول فيتامين «سي» مفيد لنزلات البرد، وهل لتناوله أضرار؟

أبو هبة - الرياض.

- هذه بعض من الأسئلة التي وردت في رسالتك عن فيتامين «سي». فيتامين «سي» أحد العناصر الغذائية الأساسية، أي التي لا يستطيع جسم الإنسان صناعتها، ويحتاج أن يحصل عليه من الغذاء بشكل يومي. ويصنف فيتامين «سي» كأحد أنواع مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وهناك نوعية أخرى من الفيتامينات التي تصنف بأنها قابلة للذوبان في الدهون. وعلى هذا الأساس تقسم الفيتامينات. ولأن فيتامين «سي» قابل للذوبان في الماء، وغير قابل للذوبان في الدهون، فإن الجسم لا يستطيع خزنه في الأنسجة أو الأعضاء لفترات طويلة. وعليه، في كل يوم يتم إخراج، ما يفيض عن حاجة الجسم من فيتامين «سي»، مع البول.

ويحتاج الجسم إلى توفير احتياجه منه بشكل يومي كي يستخدمه في العمليات الحيوية التي يقوم بها فيتامين «سي» بالجسم. وتحديدا، يساعد فيتامين «سي» على امتصاص الأمعاء للحديد، كما يسهم في بناء الألياف البروتينية في الأنسجة والمفاصل وأماكن التئام الجروح، ويسهم أيضا كمادة مضادة للأكسدة تعمل على تعطيل التأثيرات الضارة للجذور الحرة التي تتسبب بها المؤثرات البيئية أو العمليات الحيوية بالجسم.

وأفضل المصادر الغذائية لفيتامين «سي» هي الخضار والفواكه، ومن أعلاها محتوى بالترتيب، البقدونس، والفلفل الحار أو البارد، وثمار الكيوي، والفراولة والحمضيات بالعموم، وبقية أنواع الخضار والفواكه.

والبالغون يحتاجون إلى نحو 90 مليغراما (ملغم) منه يوميا. ويرتفع الاحتياج اليومي لدى الحوامل والمرضعات والمدخنين ومن هم في فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية أو المرور بانتكاسات صحية ومن هم مصابون بالحروق الجلدية.

وكما أن الفيتامين ضروري للجسم، فمن الممكن أن يتسبب تناول كميات عالية منه بأضرار صحية. وتحديدا، تشير المصادر الطبية إلى أن تناول كمية أعلى من 2000 ملغم للبالغين، قد يتسبب بالإسهال أو الغثيان أو القيء أو حرقة في المعدة أو آلام بالبطن أو الصداع أو تكوين حصى الكلى. وهناك عدم اتفاق طبي على دور تناول كميات عالية، وليست معتدلة، في التسبب بالأرق وعدم القدرة على النوم.

أما بالنسبة لمن هم بين 14 و18 سنة، فإن أعلى كمية هي 1800 ملغم. وللأشخاص ما بين 9 و13سنة، فإن أعلى كمية هي 1200 ملغم. وما بين 4 و8 سنوات، فإن أعلى كمية هي 650 ملغم. وما أقل من ذلك العمر، فإن أعلى كمية هي 400 ملغم في اليوم.

أما جدوى تناول فيتامين «سي» في حالات نزلات البرد، فلا توجد إثباتات علمية على تلك الجدوى إلا في حالات قليلة، مثل نزلات البرد الناجمة عن تدني مناعة الجسم عند بذل المجهود البدني الشديد. ولكن تدني توفر فيتامين «سي» بالجسم، له دور في تدني قوة عمل جهاز مناعة الجسم، وبالتالي سهولة الإصابة بعدوى نزلات البرد. ومع هذا، لو أصيب المرء بنزلة البرد، فله أن يتناول كمية من فيتامين «سي» بمقدار لا يتجاوز 2000 ملغم في اليوم، على الأقل في الأيام الأولى بعيد الإصابة بنزلة البرد، ولا يوجد ما يمنع من ذلك طبيا.

والمهم هو الحرص على تزويد الجسم بالكميات اللازمة يوميا من هذا الفيتامين المهم، وهو ما يتحقق بشكل كاف عند الحرص على تناول كميات كافية من الخضار والفواكه الطازجة.

أدوية الاكتئاب والأداء الجنسي

* عمري في الأربعينات، ولدي اكتئاب، ووصف الطبيب النفسي لي أحد أدوية علاج الاكتئاب، وأنا قلق من تناوله لأنني سمعت أن له تأثيرات تضعف الأداء الجنسي. بم تنصح؟

عادل - الخبر.

- هذا ملخص رسالتك. والتأثيرات الجانبية على الأداء الجنسي، سواء على الرغبة أو القدرة أو الرضا بعد الممارسة، هي من أحد الآثار الجانبية التي قد تكون شائعة لدى الرجال والنساء. وقد تختلف درجة التأثر حسب نوع الدواء المضاد للاكتئاب وكمية جرعته، كما تختلف حسب حالة الشخص النفسية ومدى قدراته على الأداء الجنسي قبل الإصابة بالاكتئاب. ولذا فإن المفهوم جدا قلقك من هذا الأمر، وهو أمر على الطبيب ألا يتجاهله ويناقش احتمالاته مع مريضه. وبعض الناس قد لا يرى في الموضوع مشكلة تعوق تناول مثل هذه النوعية من الأدوية العلاجية كثمن للتخلص من حالة الاكتئاب، وآخرون قد يكونون بخلاف ذلك.

ولم تحدد في رسالتك نوع الدواء الذي وصفه الطبيب لك. وهناك أنواع من مضادات الاكتئاب معلوم طبيا أن تأثيراتها طفيفة وأقل من تأثيرات تناول أنواع أخرى. وهناك بالمقابل أنواع معرف ارتفاع احتمالات تسببها باضطرابات في الأداء الجنسي، وتحديدا مثل «زولوفت» و«بروزاك» و«باكسيل» و«كليكسا» و«ليكسابرو» و«سيمبالتا» و«إفيكسور» وغيرها.

وهناك عدة استراتيجيات علاجية يمكن من خلالها التعامل مع تسبب أدوية الاكتئاب بمشكلة في الأداء الجنسي. منها برمجة أداء الجنس قبل تناول الدواء إذا كان يؤخذ مرة في اليوم. ومنها تغيير نوع الدواء المتسبب بالمشكلة إلى نوع أقل احتمالا التسبب بالمشكلة. ومنها إضافة الطبيب نوع آخر من الأدوية التي تتغلب على هذا الأثر الجانبي لدواء الاكتئاب مع الاستمرار في تناوله. أو تناول أحد أنواع الأدوية المنشطة للأداء الجنسي مثل «فياغرا» ومثيلاتها. ومنها أيضا البدء بتناول الدواء المضاد للاكتئاب، ومن ثم ملاحظة تسببه أو عدم تسببه بالمشكلة أصلا، لأن ليس كل من يتناول هذه النوعية من الأدوية سيصاب حتما بالمشكلة في الأداء الجنسي. والمهم ملاحظة أن أي اضطرابات في الأداء الجنسي ليست موجودة بالأصل قبل الإصابة بالاكتئاب، وليست ناجمة عن الاكتئاب نفسه، هي تأثيرات مؤقتة تزول بزوال الاستمرار في تناول الدواء المتسبب بها. وعليه، ما أنصح به هو مناقشة الموضوع مع طبيبك مباشرة، وإبداء هواجسك حيال هذا الأمر له، ولك كل الحق بالاهتمام به لأن معالجة الاكتئاب تتطلب عدم التسبب بمشكلة هي قد تكون سببا في تفاقم مسببات الإصابة بالاكتئاب نفسه، مثل الأداء الجنسي. أما بالنسبة لسؤالك الآخر عن علاقة الغذاء بالاكتئاب، فإن هناك مؤشرات علمية كثيرة تدل على أن سوء التغذية والعشوائية في انتقاء الأطعمة، أي عدم تناول وجبات طعام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الأنواع الغذائية المختلفة، هو أحد أسباب تدني قدرات المناعة النفسية وارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب. وتحديدا هناك دراسات طبية لاحظت أن الذين يتناولون ما يعرف بـ«جنك فود»، أي نوعية الأطعمة البالية من ناحية قيمتها الغذائية، مثل ساندوتشات اللحوم والبطاطا المقلية ومقرمشات التسالي المقلية والحلويات والأطعمة الدسمة بالدهون وغيرها، هؤلاء الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يحرصون على تنويع مكونات وجبات طعامهم اليومية ويحرصون على تناول الخضار والفواكه الطازجة ويحرصون أيضا على تناول وجبات الطعام مع أفراد أسرهم أو أصدقائهم في ترتيب لتناول وجبة الطعام مثل تناول الشوربة والسلطة والطبق الرئيسي.

ارتخاء الصمام الميترالي

* ما هي أعراض ارتخاء الصمام الميترالي وهل يتطلب العلاج جراحة؟

خالد - الكويت - هذا ملخص أسئلتك عن تشخيص الطبيب أن لدى زوجتك البالغة 27 سنة ارتخاء في الصمام الميترالي. ومن التقارير للأشعة الصوتية للقلب التي أرسلتها، يوجد ارتخاء في الورقة الأمامية للصمام، ولا يوجد تسريب في الصمام نفسه. والأعراض التي تنسب لارتخاء الصمام تشمل الشعور بخفقان نبضات القلب وضيق التنفس والشعور بالإعياء أو القلق أو الدوار، ونوبات صداع الشقيقة وربما عدم ارتياح بالصدر. وهي أعراض تختلف من شخص لآخر، قد يشعر ببعضها، أو جميعها أو لا يشعر بأي منها. وقد يكون الشعور بالأعراض في أوقات دون أوقات.

والمهم هو أمران، أولا الاستمرار في المتابعة الطبية وخاصة تصوير القلب بالأشعة الصوتية بشكل يقرره طبيب القلب المعالج. والأمر الآخر تلقي المضاد الحيوي للوقاية من التهاب الصمام عند تقرير الطبيب ذلك بناء على وجود أي درجة من تسريب الصمام.

والعملية الجراحية لا تقرر لمعالجة الارتخاء إذا لم يكن ثمة تسريب شديد في الصمام الميترالي.