متلازمة القناة الرسغية.. أعراضها وعلاجها

تحدث بسبب مرض العصب الأوسط المسؤول عن حركة أصابع اليد

TT

يقع النفق الرسغي أو القناة الرسغية carpal tunnel أسفل الذراع في قاعدة اليد (الرسغ)، وهي عبارة عن قناة على شكل تجويف أو قوس. وتتكون من عظام الرسغ الصغيرة وعددها 8، تكون متلاحمة بعضها مع بعض بواسطة أربطة قوية وثابتة. ويمر في هذا التجويف القوسي العظمي من الأعلى الرباط المستعرض الرسغي transverse c. ligament المثبت والملتحم بعظمتين صغيرتين همما عظمة ترابيزيم trapezium والعظمة الزورقية scaphoid من جهة الإبهام، وعند طرف القوس الآخر من القناة الرسغية يلتحم الرباط المستعرض الرسغي بعظمتين أخريين هما العظمة السمطية - هاميت hamate والعظمة البازلاء - بيزيفورم pisiform من جهة الأصبع الصغير، وبذلك يتكون ما يعرف بـ «القناة الرسغية».

أوضح لـ«صحتك» الدكتور وليد بن صالح العديني، استشاري جراحة العظام وتخصص دقيق في جراحة اليد بمستشفى الثغر بجدة، أن هناك مجموعة من الأنسجة والأوتار القابضة للأصابع والأوعية الدموية والألياف العصبية ومنها العصب الأوسط median nerve - تمر جميعها من خلال هذه القناة.

ويعتبر العصب الأوسط أحد ثلاثة أعصاب رئيسية تغذي اليد حيث يستقبل السيل العصبي من المخ مارا بالرقبة ثم الكتف ثم اليد ويبلغ طوله تقريبا مترا واحدا، ويحمل الألياف الحركية والحسية معا. والعصب الأوسط هو المسؤول عن حركة معظم أصابع الكف، وكذلك الإحساس. ويمر هذا العصب قريبا من سطح القناة ويقع في وسطها، ويفصله عن الجلد والأنسجة تحت الجلدية الرباط المستعرض الرسغي فقط.

وأحد الأمراض الشائعة جدا التي تصيب النفق أو القناة الرسغية مرض يطلق عليه «متلازمة النفق الرسغي أو القناة الرسغية» أو مرض العصب الأوسط.

* مرض العصب الأوسط

* أوضح الدكتور وليد العديني أن مرض العصب الأوسط أو متلازمة القناة الرسغية يعتبر من أشهر أمراض الضغط العصبي الرسغي للأطراف العلوية (اليدين) وهو منتشر عند كثير من الناس من كلا الجنسين.

وللتعريف بهذا العصب الأوسط (mediab nerve)، يقول إنه عصب سميك (تقريبا 8 ملم) أصفر اللون يبدأ نزوله من منطقة الرأس عند الكتفين ليغذي الأطراف العلوية (الذراعان والمرفقان واليدان). ويمر هذا العصب بالقناة الرسغية لمفصل الكف ويغذي عضلات أصابع الإبهام والسبابة والوسطى وجزءا من أصبع الخاتم مع الإحساس فيها. وعند حصول ضغط على العصب عند القناة نتيجة ورم أو التهابات أو كسر عند منطقة الرسغ (مفصل الكف) أو حولها، فإن العصب سوف يتأثر بهذا الضغط.

يقول د. العديني إن هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 3 إلى 1، خاصة الحوامل، وذوي الأوزان الثقيلة، ومرضى السكري، والمرضى الذين يعانون من هبوط مزمن في إفراز الغدة الدرقية، ومرضى الفشل الكلوي، ومرضى الالتهابات الروماتيزمية، وكذلك المدخنين ومدمني الكحول وكبار السن.

وقد تحدث الإصابة بسبب التعرض المستمر أي الضغط (الثني) المتكرر لمفصل الكف أثناء العمل وإنجاز المهام وأحيانا أثناء التعرض للكسور.

* الأعراض والتشخيص

* يشتكي المريض من تنميل، ووخز مثل الإبر، وألم مزمن (يكثر أثناء الليل عند النوم) في منطقة راحة الكف وحول الإبهام متضمنا أصبع السبابة والوسطى وجزءا من إصبع الخاتم، مصاحبا بضعف في قبضة اليد وفقدان القوة والحركة للأصابع.

ويبتدئ تشخيص مرض العصب الأوسط بعمل الفحص السريري الإكلينيكي الذي يشمل:

- الضغط المباشر على وسط منطقة مفصل الكف phalen test)).

- الطرق المتكرر بأصبع السبابة (للفاحص) على منطقة مرور العصب بالقناة الرسغية (tinels sign) لإحداث ومضات كهربائية يشعر بها المريض أثناء الطرق في الفروع الصغيرة الخاصة بالألم والحرارة (حيث إن الضغط، خاصة المزمن، يصيب فروع الأعصاب الحسية الطرفية الكبيرة للأصابع الخاصة باللمس الخفيف والاهتزازات).

وهناك طريقة لقياس تأثر النهايات القطبية للأصابع نتيجة الضغط الحاصل على منطقة مرور العصب بالقناة الرسغية (طريقة سيمز، وينشتاين) وذلك بقياس نقطتين متراوحتي المسافة في بنان الأصابع.

- النظر في عضلات الكف (خاصة قاعدة الإبهام) وما إذا كان بها ضمور.

- قياس فاعلية العصب بالتخطيط الكهربائي N.C.S , E.M.G ويضيف د. العديني أن هناك بعض الاحتمالات الأخرى في التشخيص لحالات مشابهة ومختلفة، مثل:

- ضغط على العصب في منطقة الفقرات العنقية.

- الضغط على العصب عند منطقة مفصل الكوع pronator syndrome - أمراض الأعصاب الأخرى.

* العلاج

* أولا: العلاج التحفظي. ويبدأ بتحديد وتنظيم نشاط حركة اليد، واستعمال سنادة داعمة (SPLINTS) أثناء النوم، واستعمال حبوب مسكنة ومضادة للالتهاب NSAID وأحيانا يتطلب الأمر إعطاء المريض حقنة استيرويد (ومن الملاحظ أنه عند أعطاء المريض حقنة الاستيرويد، فإن نحو 80% من المرضى يتحسنون ويبقي نحو 22% منهم متحسنين لمدة سنة (كاملة) ويستمر تحسن نحو 40% لمدة سنتين بعد إعطاء الحقنة) وفي حالة فشل العلاج التحفظي، خاصة حقنة الاستيرويد، فإن التدخل الجراحي يصبح مطلوبا.

* ثانيا: العلاج الجراحي. ويكون إما بالفتح الجراحي أو عن طريق استخدام المنظار.

* الفتح الجراحي: يتم بعمل فتحة بطول 2 إلى 3 سم (شق طولي) فوق منطقة الرسغ لتحرير الضغط الحاصل على العصب الأوسط عند هذه المنطقة وما حولها ويقفل الجرح بعد ذلك بطريقة (سهلة وتجميلية). وقد تحصل بعض المضاعفات ولكنها محدودة مثل إصابة بعض الأعصاب الحركية المغذية لمنطقة أصبع الإبهام وما حولها، والاسترجاع أو الانتكاسة وهي الإحساس لما قبل العملية، وعدم التحسن وذلك بسبب الإخفاق في تحرير منطقة الضغط أعلى العصب بصورة كاملة. وبعد الإجراء الجراحي ينصح المريض بتحريك أصابعه بصورة طبيعية مع الحفاظ على نظافة الجرح.

> الفتح بالمنظار: ورغم محدودية الفتح، فإن كثيرا من أطباء جراحة اليد لا ينصحون به لارتفاع نسبة الاسترجاع (الانتكاسة) بسبب الفشل في تحرير منطقة الضغط على العصب بصورة كاملة.