أستشارات طبية

TT

* النسيان الطبيعي وفقد الذاكرة

* متى لا يكون النسيان علامة على الإصابة بالـ«ألزهايمر»؟

خ. الكعبي - الإمارات - هذا ملخص رسالتك التي طرحت فيها العديد من التساؤلات عن الذاكرة والتقدم في العمر، وأعطيت أمثلة متعددة أيضا عن أقارب في أعمار مختلفة ويشكون من تكرار النسيان.

الشكوى من النسيان أحد الأمور الشائعة، والتي تتطلب التوضيح. وبداية؛ فإن كل إنسان عرضة لنسيان أمور متعددة من آن لأخر، وتذكر الأشياء والأحداث من الطبيعي أن يصبح أكثر صعوبة كلما تقدم أحدنا في العمر. ومع هذا، هناك أنواع من النسيان وتدني قدرات الذاكرة التي قد تدل على حدوث شيء غير طبيعي في طريقة عمل الدماغ، مما قد يعني أن ثمة اضطرابا ما فيه. ولذا يبقى التساؤل كما يقال «مشروعا» و«مبررا» حينما يلاحظ أحدنا على نفسه أو لدى أحد ممن حوله تدنيا في قدرات الذاكرة أو تكرار النسيان.

وتذكر المصادر الطبية، في الولايات المتحدة وأوروبا، عددا من العلامات التحذيرية التي متى ما رافقت الشكوى من النسيان أو تدني قدرات الذاكرة، فإنه يجب عدم إهمال الأمر ومراجعة الطبيب لاستشارته حوله. وهي: حدوث نسيان الأمور والأشياء بشكل مفاجئ وبوتيرة أكثر تكرارا مما كان عليه الحال المعتاد للمرء، ومواجهة صعوبات في أداء المهام وتذكر تفاصيل طريقة القيام بها، خاصة المهام التي تعود المرء القيام بها مرات ومرات خلال حياته اليومية وبشكل روتيني متكرر، ثم مواجهة صعوبات في تعلم أداء مهام جديدة، بدرجة لم يعتد المرء عليها من نفسه، وكذلك ملاحظة المحيطين بالشخص أنه أصبح يكرر ذكر أحداث معينة ويخبر عن قصص ويذكر عبارات بشكل متكرر خلال الحديث مع الناس، ومواجهة صعوبات غير معتادة من المرء في التعامل مع المال وكيفية استخدامه أو في اتخاذ القرارات في الحياة اليومية، ومواجهة صعوبات في الحفاظ على التسلسل الطبيعي لذكر الأحداث التي تقع في الحياة اليومية خلال اليوم.

ومن المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن هذه العلامات التحذيرية هي بالفعل واضحة في دلالتها على أنه ربما ثمة أمر ما غير طبيعي في احتفاظ الدماغ بقدرات طبيعية للذاكرة وعدم النسيان، فإن تأكيد حدوثها بالفعل لا يجزم به فقط الشخص الذي يعيش مع ذلك الإنسان، بل يتطلب الأمر عرض المشكلة على المختص الطبي كي يراجع الأمر ويتأكد من حقيقة وجود ما قد يتطلب مزيدا من الفحص لقدرات الذاكرة واحتمال وجود اضطرابات في القدرات الذهنية.

إن دماغ الإنسان يعمل بطريقة مشابهة لنظام الكومبيوتر في وضع المعلومات بطريقة تتبع درجة الأهمية في ملفات.. وحين التذكر، تسحب المعلومة من الملف الذي اختزنت فيه، ومن الطبيعي أن ينسى المرء أو يواجه صعوبة في سحب المعلومة من الملف، مثل أين وضع أحدنا مفاتيح السيارة أو متى اشتراها، ولكن نسيان كيفية قيادتها أو كيفية استخدام الهاتف الثابت للاتصال برقم مكتوب أمامه، يدل على مشكلة في الذاكرة. والأسباب قد تكون مرض ألزهايمر أو نوع آخر من مشكلات العته المرتبطة بالشرايين الدماغية، أو ناتجة عن اضطرابات في الحالة النفسية التي لا تعكس وجود اضطراب عضوي في الدماغ نفسه، أو حصول خلل في عمل الغدة الدرقية، أو كنتيجة عكسية لتناول أحد أنواع الأدوية.. أو غيرها من الأسباب. كما تجدر ملاحظة أن التدهور الطبيعي في قدرات الذاكرة مع التقدم في العمر لا يمنع المرء من عيشه حياته بشكل طبيعي ومن قيامه بإنتاجية عالية ومفيدة، بل قد يستغرق المرء وقتا أطول نسبيا في تذكر أسماء الأشياء مثلا. أما الأشخاص الذين لديهم تدهور في الذاكرة بما لا علاقة له بالتقدم في السن، مثل ألزهايمر أو غيره، فلا يتمكنون من الإنتاج والمشاركة في الأنشطة الأسرية والاجتماعية، وربما يشعرون أن لديهم شيئا ما غير قويم وغير معتاد، ولا يستطيعون تحديد ما هو. وفي ألزهايمر مثلا، لا يقتصر الأمر على الذاكرة، بل هناك أعراض أخرى غير طبيعية مثل تكرار إعادة طرح السؤال نفسه، وصعوبة استحضار كلمات تصف أشياء شائعة خلال الحديث، وخلط أسماء الأشياء مثل استخدام كلمة «قلم» لوصف «نافذة»، وعدم القدرة على إتمام أنشطة أسرية معتادة مثل استقبال الضيوف، ووضع الأشياء في غير موضعها الطبيعي، كوضع محفظة النقود في الثلاجة، وغيرها.

مستحضرات العلاجات العشبية والشعبية

* كيف أتأكد من جدوى شراء أي مستحضرات علاج بالأعشاب؟

* أبو الحميدي - المدينة المنورة هذا ملخص موضوع رسالتك، وقد سألت فيها عن أصناف معينة من العلاجات العشبية. وباختصار حول تلك الأصناف، هناك أدلة علمية تؤكد جدوى تناول مطحون بذور الكتان في خفض الكولسترول. والأدلة العلمية ضعيفة حول تأكيد جدوى تناول الثوم في خفض الكولسترول أو خفض ضغط الدم. وتناول زيت السمك بكمية معتدلة، أي عبوات تحتوي على 1000 ملغم وما هو أقل، مفيد في تحسين صحة القلب وشرايينه، وكذا قدرات الذاكرة.

العلاجات العشبية قديمة جدا في تاريخ الطب البشري، وكثير من الأدوية التي تتوفر اليوم بوصفها علاجات للحالات الطبية، هي في الأصل مشتقة ومستخرجة من الأعشاب أو منتجات طبيعية أخرى. وهذه الاستخدامات الطبية الدوائية تمر بمراحل من التجارب والدراسات العلمية الموثقة لتأكيد جدواها العلاجية، وهناك قيود طبية صارمة في هذا الشأن. كما أن هناك ضوابط دقيقة لضمان إنتاجها وحفظها إلى حين تناول المرضى لها بوصفها علاجات.

ولكن الإشكالية في أنواع المستحضرات العشبية التي لا تصنف على أنها أدوية علاجية باعتراف الهيئات الطبية المعتمدة عالميا أو محليا في المناطق المختلفة من العالم. وهذه غالبا لا تسوق على أنها أدوية علاجية، بل مكملات غذائية. ولذا لا تخضع للضوابط والقيود الطبية الصارمة للادعاء بجدواها العلاجية، كما لا تخضع بالضرورة للمعايير الإنتاجية نفسها اللازمة لضمان نقائها وخلوها من أي شوائب أو ملوثات.

وعلى المرء قبل البدء في تناول أي من هذه المنتجات، لغايات تتعلق بعلاج حالات مرضية أو الوقاية من الإصابة بها، أن يسأل الطبيب. كما يمكنه مراجعة التقييم العلمي لإحدى الهيئات الطبية العالمية حولها. وللأسف لا تتوفر هذه المصادر باللغة العربية، بل هناك مواقع إلكترونية باللغة الإنجليزية وغيرها، مثل موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية Food and Drug Administration (FDA)، وموقع المركز القومي الأميركي للطب الاختياري والتكميلي National Center for Complementary and Alternative Medicine (NCCAM). وينبغي عدم تصديق كل ما يكتبه منتج تلك المستحضرات من فوائد وتأكيدات حول جدواها العلاجية، على عبوات تلك المستحضرات العشبية.

* التحضير للحمل

* ما الأمور الصحية الواجب الاهتمام بها قبل الحمل؟

غادة - الرياض هذا ملخص سؤالك. وبلا شك أن القيام بخطوات صحية بسيطة قبل الحمل شيء مفيد ويسهم في إنجاز الحمل والولادة والرضاعة بشكل أفضل للأم وللجنين، خصوصا في الفترات التي يرغب ويحاول الزوجان فيها النجاح في الحمل.

وتشير المصادر الطبية إلى عدة أمور؛ منها تناول فيتامين الفولييت بشكل يومي، وفي هيئة أقراص دوائية بقوة معتدلة، أي بين 400 و800 ميكروغرام يوميا، والامتناع عن التدخين أو أي عادات أخرى غير صحية. والتأكد، عبر المتابعة لدى الطبيب، من استقرار نشاط أي أمراض مزمنة لدى المرأة، كالربو أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الصرع أو السمنة أو غيرها، وتلقي أي لقاحات ضرورية وفق إرشادات الطبيب، ومناقشة الطبيب حول تناول أي أدوية علاجية، أو أي أدوية قد تتناولها المرأة لعلاج الصداع أو ارتفاع الحرارة أو الإمساك أو الإسهال أو تسهيل النوم أو غيره، وتحاشي الاختلاط بالحيوانات الأليفة، مثل القطط وغيرها إذا لم تكن تتلقى الاهتمام الطبي من الطبيب البيطري.

أما بالنسبة للفحوصات للأمراض الجينية الوراثية، فيجب أن يتم إجراء ما ينصح به الطبيب منها وفق معطيات مراجعته لحالة الزوج والزوجة. أما الفحوصات التي تذكرها دعايات بعض المختبرات أو العيادات، فمن الواجب عدم اللجوء إلى إجرائها دون وصف الطبيب لذلك. وكثيرا ما تعطي نتائج غير مفيدة ولا تنطبق على حالة الزوجين واحتمالات حدوث مشكلة لدى ذريتهما.