استشارات

د. حسن صندقجي

TT

لقاح التهاب الرئة

* ما هي لقاحات التهابات الجهاز التنفسي؟

دينا عادل- الدمام - هذا ملخص أسئلتك حول الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي بأخذ اللقاحات. وكما ذكرت في رسالتك فإن الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي أمر مهم، وخاصة في فصل الشتاء. وإضافة إلى برامج اللقاح التي يتم تقديمها للأطفال، لوقايتهم من عدد من الأمراض الميكروبية التي قد تُصيب الجهاز التنفسي، هناك لقاحان آخران مهمان.

ولاحظي معي أن التهابات الجهاز التنفسي، تعني الالتهابات الميكروبية التي تُصيب الجيوب الأنفية والأنف والحلق واللوزتين ولوزتي البلعوم والحنجرة والقصبات والشعب الهوائية وأنسجة الرئة نفسها، والبعض ربما يُضيف التهابات الأذن الوسطى. وحينما يُقال التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فإن المقصود هو كل ذلك ما عدا التهابات القصبات والشعب الهوائية وأنسجة الرئة نفسها.

وأنسجة أجزاء مجرى التنفس، هي أنسجة مُعرضة للإصابة بالميكروبات التي توجد في الهواء أو الرذاذ المائي العالق فيه. وهناك عدة وسائل دفاعية تستخدمها تلك الأنسجة لحماية نفسها من الميكروبات، ولكنها قد تفشل في بعض الأحيان، مما يُؤدي إلى إصابة المرء بالالتهابات في أحد أجزاء الجهاز التنفسي. وهناك نوعان شائعان من الالتهابات الفيروسية في فصل الشتاء، وهما نزلات البرد والإنفلونزا. وثمة فروق بينهما في الميكروبات التي تتسبب بكل منهما، كما أن هناك فروقا في الأعراض المرضية التي تظهر لدى المُصاب بأي منهما، وهناك فروق أيضا في المضاعفات المحتملة، وبالتالي تتباين وسائل المعالجة. ولكن الأهم، هو أن الميكروبات التي تتسبب بالإنفلونزا تختلف عن تلك التي تتسبب بنزلات البرد. ويتوفر لقاح سنوي خاص بالوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ولكن لا يتوفر أي لقاح مضاد للإصابة بنزلات البرد. والسبب أن نزلات البرد تنجم عن الإصابة بأحد الفيروسات التي تصل أنواعها إلى 200 نوع. ومن الصعب، بل المستحيل، أن يتوفر لها جميعا لقاح واحد.

أما لقاح الإنفلونزا، فيتوفر سنويا في نسخة جديدة، وعادة ما تُصدرها الشركات المنتجة في كل عام قبل موسم الإنفلونزا المتوقع، ولقاح الإنفلونزا الموسمية لهذا العام، أي موسم 2011- 2012، يحتوي على مناعة ضد فيروس إنفلونزا الخنازير إضافة إلى نوعين آخرين من فيروسات الإنفلونزا الموسمية. وإذا ما تلقى المرء اللقاح، تتكون المناعة في الجسم بعد أسبوعين.

النصيحة الطبية هي تلقي جميع الناس لهذا اللقاح سنويا، ما عدا الأطفال دون سن ستة أشهر. وتتأكد ضرورة تلقي اللقاح للنساء الحوامل، وكبار السن، والأطفال الصغار، والذين لديهم أمراض مزمنة مثل السكري أو ضعف القلب أو ضعف الكبد أو ضعف الكلى أو الربو أو الالتهابات المزمنة في الجهاز التنفسي أو الصرع أو السمنة أو الأنيميا المنجلية أو غيرها. ويُستثنى من هؤلاء منْ لديهم حساسية من البيض أو سبق لهم حدوث تفاعل عكسي من لقاح إنفلونزا سابق أو منْ لديهم ارتفاع في حرارة الجسم.

وهناك لقاح ثان، هو لقاح التهاب الرئة. وهذا اللقاح موجه ضد أحد أكثر أنواع فصائل البكتيريا المسببة لالتهابات الرئة نفسها، وتحديدا ضد 23 سلالة منها. وغالبا ما يُنصح بإعطائه للأشخاص الذين تجاوزوا سن 55 سنة، أو فوق سن 65 سنة، على اختلاف الإرشادات الطبية في هذا الشأن. كما يُنصح بإعطاء هذا اللقاح للأشخاص الأصغر إذا كان لديهم أحد الأمراض الرئوية المزمنة أو تدنٍّ في مستوى قدرات جهاز مناعة الجسم، وذلك وفق إرشادات الطبيب.

إفرازات مخاطية في الحلق

* عمري 41 سنة. وأعاني من زيادة الإفرازات المخاطية في الحلق، مما يضطرني إلى بصقها بشكل متكرر، وخاصة في أوقات الغداء أو العشاء. ما هو السبب وكيف أتعامل مع هذه المشكلة؟

الزبير- الإمارات - هذا ملخص رسالتك. وبداية، التعامل مع المشكلة يكون عبر معرفة السبب. وفيما عدا وجود التهابات ميكروبية في الحلق، فإن الأسباب المحتملة لزيادة الإفرازات المخاطية في الحلق تشمل وجود مشاكل في الأنف والجيوب الأنفية، أو اضطرابات في تناغم مراحل عملية البلع، أو وجود تسريب أو ترجيع لإفرازات المعدة نحو المريء، أو زيادة إفراز الغدد اللعابية للعاب.

والطبيعي أن إفرازات الأنف والجيوب الأنفية تسيل إلى الخلف نحو الحلق، والكمية الطبيعية لهذه الإفرازات في كل يوم نحو نصف لتر. وعادة لا يشعر المرء بها، ولكن عندما يزيد حجم الإفرازات بسبب الحساسية في الأنف أو التهابات الجيوب الأنفية أو نزلات البرد أو غيرها من الحالات، وبالتالي تزيد كمية الإفرازات التي تسيل إلى الحلق، مما يصنع مشكلة في تصريفها، وبالتالي تنشأ حالة السعال والشعور بحجم الإفرازات المخاطية. وهذا يُمكن الكشف عنه ومعرفة مدى وجود مشكلة في تراكيب الأنف عبر مراجعة الطبيب المتخصص في الأنف.

كما أن وجود مشاكل في ترجيع أو تسريب أو ارتداد محتويات المعدة نحو المريء، قد يتسبب بزيادة إنتاج الإفرازات المخاطية في الحلق، وربما الشعور بمرارة أو حموضة في الفم.

وتتم عملية البلع للأطعمة أو السوائل أو اللعاب، عبر تناغم في انقباض وانبساط العضلات الصغيرة التي تغلف الحلق والحنجرة والمريء. ولكي تتم عملية البلع بسهولة وبصفة فاعلة، يجب أن تتم مراحلها بتناغم. وكثير من الذين لديهم اضطرابات في هذه العملية قد لا يشكون إلاّ من زيادة الإفرازات المخاطية في الحلق أو السعال.

وهناك عدة وسائل علاجية لمشكلتي ارتداد محتويات المعدة نحو المريء ومشكلة اضطرابات البلع، والأمر يتطلب مراجعة طبيب الجهاز الهضمي. ومتى تمت معرفة السبب، يُمكن وضع طريقة المعالجة للتخلص من المشكلة.

معالجة تسريب الصمام الميترالي

* زوجتي تتابع في عيادة القلب لوجود تسريب في الصمام الميترالي. هل بالضرورة تحتاج عملية قلب مفتوح؟

أبو سليمان- حائل - هذا ملخص رسالتك. وقد راجعت التقارير الطبية التي أرسلتها. زوجتك لديها تسريب بدرجة متوسطة في الصمام الميترالي مع تسريب في الصمام الثلاثي. حجم القلب، وخاصة البطين الأيسر طبيعي، وقوة انقباض البطين الأيسر أيضا طبيعية، وهناك توسع متوسط في حجم الأذين الأيسر.

وبهذه المعطيات وحدها، هناك استقرار في حالة القلب. ولكن هناك معلومات أخرى مهمة تتعلق بمدى قدرات زوجتك البدنية على أداء المجهود وعدم وجود أي أعراض تنفسية، مثل اللهاث أو ضيق التنفس مع بذل المجهود البدني. كما أن من المهم معرفة مدى شعورها بضيق التنفس عند الاستلقاء على الظهر للنوم. ومدى شعورها بأي اضطرابات في نبض القلب وغيرها من العناصر التي يُقيّمها طبيب القلب عند مراجعة المريض له في العيادة ورسم تخطيط القلب.

المراقبة الطبية والمعالجة الدوائية في مثل هذه الحالات تتطلب تقييم الحالة الصحية العامة وتقييم حالة الصمامات وحالة حجرات القلب وقوة عضلة القلب واستقرار إيقاع نبض القلب. اللجوء إلى الحلول التي تهدف إلى إصلاح مشكلة التسريب في الصمام الميترالي، يكون إما بجراحة إصلاح الصمام مع الإبقاء عليه، أو عملية تغيير الصمام بزراعة صمام صناعي. والصمام الصناعي إما صمام معدني أو مكون من أنسجة حيوانية. وهناك وسيلة تدخلية علاجية، أي بالقسطرة، تعمل على إصلاح تسريب الصمام بتدبيس أجزاء من فوهة فتحة الصمام.

والقرار حول الحاجة إلى أي أنواع عمليات الإصلاح هذه، ونوع طريقة الإصلاح بالقسطرة أو العملية الجراحية، كلها تُبنى على الحالة الصحية العامة وحالة الصمام وحالة حجرات القلب وقوة القلب. ولا يحتاج كل تسريب في الصمام الميترالي بالضرورة إلى عملية جراحية.