هدف عالمي: عدم تسجيل إصابة بالإيــدز لأي طفل بحلول عام 2015

مؤشرات على انحسار الوباء القاتل

TT

تشير التقارير العالمية لوباء الإيدز لعام 2010 إلى إصابة 33.3 مليون شخص بفيروس نقص المناعة المكتسب، منهم 4.4 مليون طفل (بمعدل 1800 طفل يصاب يوميا)، يتم تشخيص أغلبهم في الشهور الأولى بعد ولادتهم وأن 90 في المائة من الإصابات في العالم هي من الدول النامية، منها 64 في المائة من دول جنوب الصحراء الأفريقية.

إحصائيات الإيدز

أوضحت لـ«صحتك» الدكتورة هناء عبد الرحمن بخش، استشارية طب الأطفال والأمراض المعدية بمستشفى الملك سعود في جدة، أن هذا الوباء بدأ يتباطأ في 15 بلدا من أكثر البلدان المصابة، ولكنه ما زال في تصاعد في دول شرق أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أوضحت الأعداد التقديرية للمتعايشين بالفيروس في الإقليم لعام 2010 إصابة 460 ألف شخص (منهم 75 ألف عدوى جديدة و24 ألف حالة وفاة مرتبطة بالإيدز من بينهم 4400 طفل أقل من عمر 15 سنة). وعلى الرغم من أن معدل المتوسط الإقليمي للحالات منخفض عموما (0.2 في المائة) فإن هناك تباينا ملحوظا في بعض الأقاليم، حيث وصل معدل انتشار الفيروس في السودان الجنوبي وجيبوتي وأجزاء من الصومال إلى نسبة تتعدى (1 في المائة) بين النساء الحوامل اللاتي يراجعن مرافق الرعاية السابقة للولادة إذا ما قورنت بالنسبة في المملكة العربية السعودية وهي أقل من (03. في المائة).

وتشير إحصائيات وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية إلى عدد الحالات التراكمي منذ 1984 حتى نهاية 2010 بتسجيل (16334 حالة) منهم 4458 من السعوديين (27.3 في المائة) و11876 حالة من غير السعوديين وتسجيل 1121 حالة جديدة في عام 2010، (439 حالة) من السعوديين و(682 حالة) من غير سعوديين، ونسبة عدد إصابات الرجال: النساء (1:4) وتشكل الفئة العمرية (15 – 49 سنه) 83 في المائة من أصل 439 حالة، وتعتبر مقاربة بالنسب المسجلة سابقا (71.6 في المائة لعام 2004) و(88 في المائة لعام 2008).

الوضع في المراكز العلاجية

ومما يلاحظ في السنتين الأخيرتين عموما، أن هناك انخفاضا في المعدلات المكتشفة في المملكة (حيث كان معدل الإصابة لعام 2010 أقل بنسبة 9 في المائة من عام 2009 و13 في المائة أقل لعام 2009 من عام 2008).

وبملاحظة حالات الأطفال المسجلة، في الـ4 سنوات الأخيرة، بمستشفى الملك سعود في جدة مثلا (وهو يعتبر أحد أكبر 8 مراكز علاجية للإيدز في المملكة) فقد كان معدل التناقص لعام (1429هـ/ 2008) حتى عام (1432هـ/ 2011) بنسبة أقل بـ(14.3 في المائة - 16.6 في المائة - 20 في المائة - 37.5 في المائة) على التوالي وبزيادة 4 أضعاف للمواليد السليمين (المخالطين) حيث بلغ عددهم 113 حالة سليمة.

* مواليد وأمهات

* أما بالنسبة لوضع المواليد لأمهات حوامل للفيروس، فأوضحت الدكتورة هناء بخش أنه لم تسجل أي إصابة لأي طفل مولود من أم حاملة للفيروس في مركزهم منذ افتتاحه في 2003 حتى الآن. ومقارنا بالدول النامية التي ما زالت تسجل نسبة إصابة الجنين من الأم الحاملة للفيروس بنسبة أقل من 2 في المائة، وأن نسبة التغطية العلاجية في الدول النامية للأمهات الحوامل والمصابات بالفيروس أصبحت 53 في المائة لعام 2009 وللأطفال السليمين بنسبة 35 في المائة وتعتبر النسبة أفضل مما تم تسجيله لعام 2004 حيث كانت نسبة التغطية للأمهات 10 في المائة وللأطفال 6 في المائة فقط.

وأهم العوامل المساعدة في نجاح البرامج الوقائية لمكافحة الإيدز وحماية المواليد من عدوى الإصابة، هي:

- تعاون الأطباء والعاملين في القطاع الصحي في سرعة تحويل الحالات حسب الآلية المتبعة لذلك (بعد إيجابية فحص الـElisa) بالمرفق الصحي والتبليغ بعد تعبئة النموذج المخصص بذلك للبرنامج الوطني للإيدز لإعطاء رقم كودي ومن ثم تحويل الحالة للمستشفى.

- تفعيل برنامج فحص ما قبل الزواج لاكتشاف المرض مبكرا لعدم إصابة الشريك الآخر.

- تفعيل برنامج عيادة المشورة والفحص الطوعي للراغبين في الفحص بأقصى درجات السرية.

- فحص السيدات الحوامل والبدء بالعلاج مبكرا لعدم انتقاله للجنين.

- التعاون مع مستشفيات الولادة والأطفال التي تعتبر مراكز مرجعية لولادة الأمهات المصابات أو أي مركز صحي آخر ترغب الأم الولادة فيه مع المراكز العلاجية للإيدز.

- الالتزام بالرضاعة الصناعية للمواليد من أمهات مصابات لعدم انتقال الفيروس لهم من خلال الرضاعة الطبيعية التي قد تصل نسبتها إلى 42 في المائة بعد ولادتهم.

- الحرص على إعطاء الرضيع السليم (المخالط لوالدته المصابة) علاجا وقائيا لمدة 6 أسابيع.

- توفير أفضل أنواع العلاجات المتاحة عالميا.

* آمال وتطلعات

* وتختتم الدكتور هناء بخش بالإشارة إلى أنه على الرغم من الوصول إلى الحد من انتشار المرض في السعودية لدرجة تتناسب مع إحصائيات الدول النامية في مجال السيطرة على نقل الفيروس عن طريق الأم المصابة أو نقل الدم ووخز الإبر، فإن هناك بعض الصعوبات للوصول إلى الفئات الأكثر خطورة للإصابة بالفيروس من قبل المتعاملين بالجنس من النساء أو الرجال، وإن كان تصورنا يستبعد وجود ذلك في مجتمعنا الإسلامي، فإن الأرقام المسجلة يمكن أن تكون أقل من الواقع الحقيقي. وقد أوضحت النتائج الإقليمية بأن عدد الذين يمارسون الجنس ولديهم علاقات جنسية من الرجال أكثر في مصر والسودان وتونس وباكستان، أما بالنسبة للعاملين بالجنس من النساء فكانت أكثر في جيبوتي والصومال والمغرب، وأن نسبة انتقال المرض عن طريق المخدرات والحقن بالإبر ما زالت قليلة في المملكة مقارنة بدول أخرى مثل أفغانستان وباكستان وإيران والبحرين ومصر وليبيا.

وتعقد الآمال على تحقيق الهدف العالمي في عدم تسجيل إصابة لأي طفل بالإيدز بحلول عام 2015 ومضاعفة الجهود في السيطرة على المرض للفئات الأكثر عرضة من المراهقين والبالغين ضد الإدمان والعلاقات الجنسية المحرمة.

«لا للتميز.. لا للوصمة»

* مر وباء مرض نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز) بمراحل عديدة خلال العقود الـ3 الأخيرة منذ اكتشافه، وتم مخاطبة منظمة الصحة العالمية للمسؤولين عن الصحة للحد من انتشاره فكانت جملة «أيها القادة أوقفوا الإيدز» شعارا لـ«يوم الإيدز العالمي» في إحدى السنوات الماضية، تلاه شعار «معا من أجل الأطفال.. معا ضد الإيدز»، معبرا عن التوجه الأكثر تحديدا للتقليل من عدد إصابات الأطفال الأبرياء، وفي السنوات الـ3 الماضية على التوالي ارتبط موضوع الحملة العالمية في «يوم الإيدز العالمي» بحقوق الإنسان المصاب بالمرض تحت شعار «لا للتميز.. لا للوصمة»، أما الموضوع الإقليمي لهذا العام (2011) فقد اتخذ له شعار «الحق في الصحة - التمييز في مواقع الرعاية الصحية».

وهذا يدعو إلى دعم البرامج المشتركة للإيدز وتكثيف الجهود في محاربة الرذيلة، ونشر التوعية بين الشعوب، وإتاحة المعلومة والثقافة الجنسية وطرق انتقال الأمراض وطرق الوقائة منها بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إتاحة الفحص الطوعي في المراكز المتخصصة دون إجبار، وبث الطمأنينة لدى المصابين بأن حقوقهم محفوظة، وبخاصة أحقية العلاج والتعليم والعمل والتعايش. إن هذا الاحتواء سيزيد الوعي والحيطة ومحاصرة المرض وتقليل معدل الانتشار خاصة لدى الأطفال المولودين بتقديم الرعاية للأمهات المصابات ومنع انتقال العدوى لأطفالهم.