بين الخطأ والصواب

TT

لا تدع الروماتويد يفتك بمفاصلك! يتعرض الإنسان لأسباب مناعية وغير معروفة أحيانا لالتهابات في مفاصل جسمه، خاصة المفاصل الصغيرة كالموجودة في أصابع اليدين، التي تصيب النساء بنسبة أكبر مما تعرض له الرجال. ويحاول البعض من المرضى التعايش مع هذه الالتهابات والتعود على آلامها معتقدين خطأ أنها سوف تزول مع مرور الوقت، بينما في الحقيقة هي تتحول إلى التهاب مزمن يتبعه تلف ودمار في المفاصل المصابة.

إن التهاب المفاصل الروماتيزمي المزمن Rheumatoid arthritis هو أحد هذه الأمراض المدمرة للمفاصل التي تسبب تورما والتهابا في المفاصل المصابة ومن ثم تؤدي على المدى الطويل إلى تلف دائم ومضاعفات توصف بتشوهات الروماتويد الدائمة.

وحتى نتلافى حدوث هذه الأضرار الجسيمة يجب أن ندرك ونعي الأعراض التي تحدث مبكرا وقبل أن تحدث التلف في مكونات المفصل.

الأطباء المتخصصون في هذا المجال في «كليفلاند كلينيك» يؤكدون على أهمية التشخيص المبكر لحالات التهاب المفاصل الروماتيزمي من خلال ملاحظة عدد من أعراض هذا المرض والتي من أهمها ما يلي:

* انتفاخ المفاصل، مثل المفاصل الصغيرة لليدين، ثم تصبح حمراء اللون ومؤلمة خاصة عند لمسها.

* تراكم سائل داخل وحول المفصل المصاب.

* إن الغضروف الموجود في المفصل الذي يعمل كوسادة تحمي نهايات العظام المتقابلة داخل المفصل، يصبح ممزقا.

* وأخيرا وعندما تصبح الحالة مزمنة، تبدأ النهايات العظمية المتقابلة تحتك بعضها ببعض مسببة أضرارا وتلفا دائما.

إن ملاحظة أي من هذه التغيرات في المفاصل تعني وجود التهاب بها، وهذا يستدعي الذهاب إلى الطبيب لأخذ العلاج مبكرا.

* الحذر من أخذ المسكنات عشوائيا

* هناك أخطاء عديدة تسجل على معتادي تناول الأدوية المسكنة لفترة طويلة من الزمن من حيث تناول البعض لأكثر من دواء واحد في الوقت نفسه، وآخرون يتناولون جرعات كبيرة من الدواء نفسه بهدف تخفيف الألم بسرعة، وفئة ثالثة تكرر أخذ الدواء على فترات متقاربة في اليوم نفسه كأن يؤخذ الدواء كل أربع ساعات بدلا من كل ست ساعات مثلا. وكل هذه الحالات الخاطئة تنتهي بمضاعفات فرط الجرعة الدوائية Drug Over-dose التي تكون في بعض الأحيان بالغة الخطورة ومهددة للحياة، مثلها مثل حالات الانتحار بجرعات عالية من الأدوية.

إننا لا ننكر أن العقاقير المسكنة غير الستيرويدية المضادة للالتهابات NSAID (التي تشمل أدوية شائعة الاستعمال مثل الأسبرين والايبوبروفين ونابروكسين) كانت ولا تزال، على مدى سنوات طويلة، العقار ذا الاختيار الأول للتخفيف من الألم والالتهاب.

ولكن أخذ وتناول هذا النوع من العقاقير الدوائية بشكل عشوائي ومفرط قد يؤدي إلى مضاعفات محتملة ومسجلة في المدونات الطبية بما في ذلك نزف المعدة أو حتى حدوث القرحة.

وتشير الرابطة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي في تقاريرها عن الأسباب الشائعة والمحتملة لحدوث مضاعفات «الجرعة الزائدة» من الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب NSAID إلى الحالات التالية:

* أخذ الجرعة التالية من أحد هذه الأدوية NSAID بعد مرور وقت أقصر مما يجب أن يكون بين الجرعتين (الأولى والتالية لها).

* أخذ جرعة مضاعفة من الدواء نفسه في وقت واحد خلافا لما هو موصى به من قبل الطبيب المعالج.

* أخذ جرعات خلال فترة 24 ساعة تكون في مجموعها أعلى مما هو موصى به.

* أخذ أكثر من نوع واحد من مجموعة الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية في وقت واحد.

وعليه يجب تجنب العشوائية في تناول مثل هذه الأدوية بشكل خاص وجميع الأدوية بشكل عام.

* الطفل وحساسية الطعام

* من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات في العالم أن معظم الآباء والأمهات لا يعيرون الأعراض المرضية التي تنجم عن حساسية الطعام عند أطفالهم عناية جادة خاصة في الحالات التي تكون فيها درجة الحساسية عند الطفل خفيفة وبسيطة. وكثيرا ما يتم تجاهل تلك الأعراض منهما ويقابل الطفل بالإصرار منهما على تناول الطعام على الرغم من أنه يرفضه كرد فعل طبيعي منه.

واعتمادا على درجة التحسس عند الطفل تجاه نوع محدد من الطعام، يمكن أن تتراوح حساسية الطعام لديه ما بين حساسية طفيفة أو معتدلة جدا وأخرى شديدة وتهدد الحياة.

الجمعية الأميركية للغذاء تقدم لكل أسرة بعض الاقتراحات التي تساعدها على حماية أطفالها الذين لديهم حساسية الطعام من حدوث رد فعل خطير، لا سمح الله، نذكر منها ما يلي:

* يجب على الوالدين التحقق دائما من العلامات الغذائية لمسببات الحساسية المحتملة التي تذكر عادة في النشرة الغذائية.

* التأكد من إبلاغ جميع أفراد الأسرة وكذلك المعلمين بالمدرسة ومقدمي الرعاية للطفل حول شدة الحساسية الغذائية التي يعاني منها الطفل والأعراض التي يجب عليهم ترقبها والانتباه لها.

* التأكد أيضا من أن الطفل نفسه على علم تام بحالته ووضعه الصحي، حتى يكون سباقا في منع حدوث رد الفعل التحسسي لديه.

* العمل مع اختصاصي التغذية المؤهل جيدا لوضع خطة الأكل الصحي لهذا الطفل مع استبعاد المواد المسببة للحساسية.