حالات عجز القلب.. عدم استقرارها يهدد حياة المرضى

يجب الانتباه إلى علاماتها التحذيرية

TT

يستحضر مصطلح «قصور أو عجز القلب» «heart failure» في الذهن صورة قلب ينبض للمرة الأخيرة، وهي صورة خاطئة، حيث يعني عجز القلب أن القلب ليس قادرا على ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، مما يؤدي إلى حدوث مجموعة من الأعراض المعروفة التي تتضمن التعب، وضيق النفس، وتورم الساقين.

وغالبا ما يمكن السيطرة على حالات عجز القلب، من خلال تناول الأدوية، وتحقيق التوازن بين ممارسة التمرينات الرياضية والراحة، واتباع نظام حمية غذائية منخفض الصوديوم، والحذر في تناول السوائل، مما قد يقلل من الأعراض ويبقي الحالة مستقرة. ولكن عجز القلب يمكن أن يكون مخادعا، فمن الممكن أن تصبح الحالة غير مستقرة على الرغم من بقائها تحت السيطرة لفترة طويلة، كما أن الأعراض يمكن أن تصبح سيئة للغاية بحث يتطلب الأمر دخول المستشفي للسيطرة على الحالة.

* علامات تحذيرية

* وقد تصبح الحالة غير مستقرة في بعض الأحيان بشكل فجائي نتيجة للإصابة بعدوى أو تناول أحد الأدوية (مثل أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، كدواء «ايبوبروفين»)، ولكن عدم الاستقرار يحدث في معظم الوقت بشكل تدريجي، معلنا عن نفسه من خلال بعض التغييرات الطفيفة، مثل زيادة التعب بشكل غير معتاد، أو زيادة الوزن بمقدار عدة أرطال (الرطل = 453 غم تقريبا) بشكل سريع.

ويتجاهل كثير من الناس هذه العلامات التحذيرية المبكرة، حيث أوضحت دراسة أجريت في هولندا أن ثلث الأشخاص الذين يعانون من عجز في القلب قد انتظروا أكثر من أسبوع للاتصال بأطبائهم المعالجين وإخبارهم بتفاقم الأعراض التي يعانون منها.

وأحد الأشياء التي تمنع كثيرا من الناس من الاتصال وطلب المساعدة هي أنهم لا يدركون أن الأعراض الموجودة لديهم تتعلق بحالة عجز القلب التي يعانون منها، وتقول الدكتورة ستيفاني مور، طبيب القلب في برنامج زراعة القلب وعجز القلب في مستشفى ماساشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، إن المعايشة اليومية لهذه الأعراض البسيطة تجعل من الصعب معرفة متى تكون قد خرجت عن نطاق السيطرة.

وإذا كان المرء يعاني من حالة عجز في القلب، فعليه الاتصال الطبيب إذا لاحظ أيا من هذه العلامات:

* زيادة مفاجئة في الوزن (2 - 3 أرطال في يوم واحد أو 5 أرطال أو أكثر في أسبوع واحد).

* تورم زائد في القدمين أو الكاحلين.

* تورم أو ألم في البطن.

* ضيق في التنفس لا علاقة له بالتعب الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية.

* ضيق أو صعوبة في التنفس عند الاستلقاء على الظهر.

* ضيق في التنفس عند الاستيقاظ من النوم.

* سعال أو أزيز في التنفس.

* تعب شديد.

* تشوش ذهني.

* فقدان الشهية.

طرق للمساعدة وهناك ما يقرب من ستة ملايين أميركي يعانون من عجز في القلب، وهذا هو السبب وراء دخول أكثر من مليون شخص كل عام المستشفيات، ولكن كان يمكن تجنب دخول نحو نصف هذه الحالات للمستشفيات، وذلك من خلال إيلاء المرء اهتماما لجسمه والأعراض التي يعاني منها والعلاج الذي يوصي به الطبيب.

وتقدم الدكتورة مور خمس طرق للمساعدة في مراقبة ومنع تدهور حالات عجز القلب، وهي كما يلي:

1) اتباع نظام حمية غذائية، حيث إنه كلما زادت كمية السوائل في الجسم، زاد العبء المفروض على القلب لضخ تلك السوائل في الدورة الدموية، وأفضل طريقة للسيطرة على كمية السوائل الموجودة في الجسم هي مراقبة حجم الصوديوم والسوائل التي يتم تناولها في كل يوم، بحيث لا يتجاوز هذا الحجم 1500 مليغرام (ملغم) من الصوديوم، ولترين من السوائل (نحو 8 أكواب). وقد تكون عملية تجنب تناول الكثير من الصوديوم (الموجود في ملح الطعام، وصلصة الصويا، وغيرها من المصادر) عملية صعبة، خاصة عند تناول الطعام في الخارج أو عند استخدام الأطعمة الجاهزة، فقد يبدو طبق المعكرونة بالدجاج وجبة صحية لا بأس بها، ولكن مثل هذه الوجبة تحتوي على أكثر من 3000 ملغم من الصوديوم. وعلى المرء أن يتذكر عند قيامه بمراقبة كمية السوائل التي يشربها أن هذه السوائل تشمل أي شيء يشربه، مثل الماء والقهوة والشاي والعصير والمشروبات الغازية والكحول، بل وحتى مكعبات الثلج.

2) تناول الأدوية في الوقت المناسب، حتى لو لم يكن هناك شعور بالتعب، حيث إن عدم تناول الدواء المدر للبول، ولو حتى ليوم واحد، يتسبب في تراكم السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب.

3) المشي أو القيام بالنشاطات البدنية الأخرى كل يوم، حيث إن النشاط البدني يمكنه أن يجعل المرء أكثر وعيا بوجود تفاقم في أحد الأعراض، مثل ضيق النفس أو غيره من الأعراض، بالإضافة إلى قيامه بتقوية العضلات ومساعدة القلب.

4) قيام المرء بوزن نفسه كل يوم، حيث يفضل القيام بذلك مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم والذهاب إلى الحمام. وينبغي أن يكون زيادة أو نقصان الوزن بمقدار رطلين من اليوم السابق كافيا لدق أجراس الإنذار لدى المرء، وإذا استمر الوزن في الزيادة أو النقصان في اليوم التالي، ينبغي الاتصال بالطبيب.

5) ملاحظة أي من العلامات المذكورة آنفا والتي تشير إلى تدهور حالة عجز القلب.

* مطبات متنوعة

* إن الإصابة بعجز القلب تشبه كثيرا القيادة على طريق معبد بشكل جيد تملأه المطبات والحفر التي تظهر فجأة من آن لآخر، حيث تظل الحالة مستقرة لفترات طويلة لتقطعها فترات يعاني فيها المريض من تدهور غير متوقع في الأعراض.

وعندما يعمل القلب بشكل أكبر من طاقته لتلبية احتياجات الجسم الأساسية، فإن الأشياء الصغيرة التي تجعله يبذل المزيد من الجهد يمكنها أن تؤدي إلى عدم استقرار حالة عجز القلب، التي كانت مستقرة وتحت السيطرة من قبل، حيث يكفي عدم تناول الدواء المدر للبول ليوم واحد أو تناول وجبة شديدة الملوحة لإحداث تدهور في حالات عجز القلب.

وإذا كان المرء غير متأكد من أن الأعراض التي يعاني منها مرتبطة بحالة عجز القلب المصاب بها، فعليه أن يسأل طبيبه المعالج أو الممرضة. وإذا بدأت حالته في التدهور فينبغي عليه الاتصال بطبيبه على الفور، حيث يمكن لمكالمة هاتفية بسيطة أن تمنع تدهور الحالة وتنقذ المرء من اضطراره لدخول المستشفى لتلقي الرعاية هناك.

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»