استشارات

د. حسن صندقجي

TT

خدر القدمين

* والدتي تشكو لي كثيرا من الشعور بتنميل في القدمين والساقين بصفة مزعجة جدا لها، بماذا تنصح؟

خ. الفارس - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك التي تضمنت أن والدتك يصيبها الخدر أو التنميل في كلتا القدمين وكذلك الأجزاء السفلية من الساقين. ولم يتضح لي من الرسالة مدى وجود إصابة بأحد الأمراض المزمنة، وتحديدا مرض السكري، أو أن لديها اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي، أو أنها تتناول أي أنواع من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول أو أي نوع من الالتهابات الميكروبية أو أي نوع آخر من الأدوية النفسية.

التنميل أو الخدر هو فقد للإحساس أو الشعور في جلد أحد أجزاء الجسم، وهو ما يحصل نتيجة ضغط أو تهيج أو اضطراب في عمل أحد أفرع الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في تلك المنطقة من الجلد. ومن النادر أن يكون سبب التنميل وجود مشكلة خطيرة في الدماغ أو الحبل الشوكي، بل غالبا ما يكون كما تقدم السبب في الأعصاب الطرفية نفسها. وهذه الأعصاب الطرفية المعنية بالعمل على إبلاغ الدماغ بالشعور بإحساس الجلد، هي أعصاب حساسة، وبالتالي عرضة لأن تتأثر بعدد من الأمراض أو بنقص بعض الفيتامينات أو بأحد أنواع الأدوية، وبالتالي لاحقا تتدنى قدرتها على الإحساس والشعور في تلك المنطقة من الجلد. وقد يصاحب التنميل شعور بالألم في المنطقة الجلدية، أو الشعور بالوخز، مثل غرز الإبرة، في تلك المنطقة أيضا.

ومرض السكري أحد أهم الأمراض التي قد تؤدي إلى نشوء حالة التنميل في القدمين أو الساقين، خاصة حينما لا تكون نسبة السكر في الدم منضبطة ضمن المعدلات الطبيعية، أي حينما تكون نسبة السكر مرتفعة لفترات طويلة وفي غالب الأوقات. وهو ما يحصل نتيجة لعدم اتباع الحمية الغذائية بشكل صحيح أو عدم كفاية جرعات أدوية علاج السكر في خفض نسبة سكر الدم، هذا بالإضافة إلى عدم المتابعة الطبية الجادة مع طبيب السكري.

ووجود نقص في أحد أنواع الفيتامينات، خاصة فيتامين «بي - 12» أو نقص أحد أنواع المعادن، كالحديد، هي بعض من الأسباب ذات العلاقة بالتغذية وبعمل الجهاز الهضمي، التي قد تتسبب في الشعور بالتنميل.

وفي بعض الأحيان، قد لا يوجد سبب لحدوث التنميل، على الرغم من بذل الطبيب الجهد اللازم لمعرفة السبب. وفي أحيان أخرى قد يكون السبب مشكلة في العمود الفقري، كالانزلاق الغضروفي أو نشوء زوائد عظمية في تراكيب فقرات الظهر أو مناطق مرور الأعصاب من العمود الفقري إلى الأجزاء السفلى من الساقين.

ومن الأمور التي يجب التأكد من سلامتها، تدفق الدم عبر الشرايين بكمية كافية، أي من خلال أوعية دموية خالية من التضيقات أو الالتهابات التي قد تعوق تزويد الأعصاب بالدم.

والمطلوب منك هو الاهتمام بشكوى الوالدة، ويتمثل هذا الاهتمام في عرضها على الطبيب كي يعرف السبب ويعالجه وأيضا كي يقدم لها أحد أنواع الأدوية التي تخفف من حدة أي أعراض مصاحبة مثل الألم أو الشعور بالوخز.

الإجهاد النفسي والشعر

* هل للتوتر والإجهاد النفسي علاقة بنمو الشعر؟

براءة غ - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية، وحول التوتر النفسي والتفاعل معه كما تحدثت في رسالتك، فإن من الطبيعي أن يعايش الإنسان أحداثا وظروفا حياتية تتسبب في التوتر والإجهاد النفسي، وليس بالضرورة أن تكون تلك الظروف أو الأحداث مؤلمة أو مزعجة، بل حتى الأحداث السعيدة قد تتسبب في ذلك، مثل الزواج أو البدء في عمل جديد أو قضاء الإجازة أو الترتيب للمناسبات العائلية السعيدة.

والمهم هو كيفية التأقلم أو التكيف أو التعامل مع هذه الظروف والأحداث المجهدة نفسيا، وبالتالي تأثيراتها على الحالة النفسية والبدنية للإنسان، لأن هناك ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي في تأثيرات هذه الأحداث والظروف. ولذا، فإن التقييم والمساعدة النفسية الطبية ليست معنية بالدرجة الأولى بكيفية حماية الإنسان من معايشة هذه الظروف، بل معنية بكيفية توجيهه نحو التعامل والتكيف والتأقلم معها بطريقة تقلل من تأثيراتها السلبية على صحة الإنسان النفسية والبدنية. وهذه نقطة مهمة تغيب عن ذهن الكثيرين حين نصحهم بضرورة استشارة المتخصص النفسي، لأن غالبية الناس يقول ماذا يمكن للمتخصص النفسي أن يفعله لمنع التعرض للإجهاد أو التوتر النفسي؟ وهذا صحيح، ولكن للمتخصص النفسي دور مهم في المساعدة على التأقلم والتكيف مع هذه الظروف حماية للحالة النفسية والبدنية للإنسان.

وهناك علامات متعددة لعدم نجاح المرء في التأقلم أو التكيف أو التعامل بشكل يخفف من التأثيرات السلبية للإجهاد النفسي ومسبباته، مثل الشعور بالحزن أو نوبات البكاء أو القلق أو صعوبات الخلود إلى النوم أو تدني القدرة على التركيز أو سهولة الغضب أو الشجار مع المحيطين أو تدني الأداء الوظيفي أو المدرسي وغيرها، إضافة إلى تدني الشهية للأكل أو عدم الاهتمام بانتقاء أنواع الأطعمة الصحية أو الإهمال في تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب أو عدم الحرص على ممارسة الرياضة البدنية اليومية، أو حتى إهمال الواجبات المنزلية أو الأسرية.

أما بالنسبة للشق الآخر من أسئلة رسالتك، وهو تأثيرات التوتر على نمو الشعر، فمن الناحية الطبية ثمة تأثيرات مباشرة وغير مباشرة لهذه الاضطرابات اليومية المجهدة نفسيا، على نمو الشعر، وتحديدا التسبب بأشكال مختلفة من تساقط الشعر.

منها حالة الثعلبة، وهي حالة تظهر رقع متفاوتة الحجم من الصلع وخلو الشعر، في مناطق فروة الرأس أو الشارب أو اللحية أو الحاجبين أو مناطق أخرى بالشعر في الجسم. وعادة ما تبدأ كرقعة صغيرة قد تزول وينمو الشعر فيها لاحقا، أو يتطور حجمها ويزداد. وعادة لا يكون الشخص مريضا أو يشكو من أي أعراض أخرى، وعادة أيضا ما تكون منطقة رقعة الصلع ملساء وخالية من الشعر ولا يوجد فيها أي التهابات أو قشور. وهناك تفسيرات طبية لآلية حصول تساقط الشعر هذا في رقعة محددة، منها التوتر والإجهاد النفسي. والذي يحدث أن خلايا الدم البيضاء تهاجم عن طريق الخطأ بصيلات الشعر وتتلفها، ولا يعرف ما الذي يدفع خلايا الدم البيضاء لفعل هذا.

كما أن هناك حالة أخرى تصاب فيها بصيلات الشعر بالخمول عن النمو وتكوين الشعر، أي بحالة من التوقف عن أداء العمل. ولا يعرف أيضا ما الذي يدفع هذه البصيلات لهذا الكسل والتوقف عن العمل. وبالتالي يتساقط شعر مناطق معينة من فروة الرأس، أو كامل فروة الرأس، خلال عملية الاستحمام أو تمشيط الشعر.

وهناك حالة ثالثة، يتسبب فيها التوتر النفسي أو الإجهاد النفسي، بقيام المرء بنتف الشعر عن مناطق معينة من الرأس أو الحاجبين أو الشارب، بشكل لا إرادي ودون تفكير، وبصفة لا يمكن للمرء مقاومتها ومقاومة تكرار القيام بها، خاصة عند الشعور بالوحدة أو عدم الجدوى والفائدة أو التوتر.

والمهم ملاحظة أن غالبية تأثيرات التوتر النفسي على نمو الشعر، هي تأثيرات غير دائمة، أي مؤقتة. وغالبا ما تزول مشكلات نمو الشعر مع زوال التوتر والإجهاد النفسي.