تدريبات اليقظة الذهنية الكاملة.. تقلل من آلام التهاب المفاصل

تخفض مستويات التوتر والتعب

TT

كشفت دراسة محدودة نشرت في دورية «حوليات أمراض المفاصل» أن تدريبات «اليقظة الذهنية الكاملة» Mindfulness، بغض النظر عن مدى صعوبتها، التي تركز على تجارب اللحظة الراهنة، يمكنها المساعدة في الحد من التوتر والإرهاق المرتبطين بأمراض المفاصل.

وقد قام الباحثون بفحص 73 مريضا تتراوح أعمارهم بين 20 و70 عاما يعانون من أمراض المفاصل المؤلمة نظرا لإصابتهم بالتهاب المفاصل الرثياني، أو التهابات الفقرات اللاصقة، أو التهاب المفاصل الصدافي، لمدة لا تقل عن 12 شهرا. وتم اختيار نصف عدد المرضى عشوائيا لحضور 10 جلسات علاج جماعية من تدريبات «اليقظة الذهنية الكاملة» خلال دورة استمرت 15 أسبوعا، بالإضافة إلى جلسة إضافية بعد ستة أشهر من انتهاء الدورة، فيما حصل النصف الآخر على الرعاية التقليدية بالإضافة إلى أسطوانة مدمجة تحتوي على التدريبات نفسها لكي يمكنهم ممارستها عندما يرغبون في ذلك.

اليقظة الكاملة

* وكان يدير جلسات التدريب، التي كانت جزءا من «برنامج التدريب على النشاط» متخصصون في الرعاية الصحية مدربون على تقنيات «اليقظة الذهنية الكاملة». وخلال كل جلسة كانوا يعالجون مواضيع خاصة، بما في ذلك التعرف على قدرات كل شخص، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع المشاعر المختلفة مثل الغضب والفرحة والأسف.

وتم تشجيع المشاركين على ممارسة الوعي والتركيز التام على مشاعرهم وأفكارهم وخبراتهم الجسدية من دون أحكام مسبقة أو محاولة تجنبها. وتم تطبيق ذلك أيضا على الألم. وتكونت الجلسات الأخرى من التدريبات الإبداعية مثل الرسوم الموجهة والموسيقى والرسم، ومن ثم مشاركة الخبرات مع الأعضاء الآخرين في المجموعة.

وبعدما انتهت الجلسات العشر، قام الباحثون بتقييم قدرة المشاركين على التكيف، ومستوى التوتر والسيطرة على الأعراض بما في ذلك الألم والتعب عبر استخدام نقاط التقييم. وقد تم إعادة التقييم بعد ذلك باثني عشر شهرا.

ومن بين 67 مشاركا أتموا كل التقييمات، لاحظ الباحثون أنه لا توجد اختلافات في مستوى الألم أو نشاط المرض أو القدرة على الحديث حول المشاعر، ولكنهم لاحظوا اختلافا جوهريا في مستوى التوتر والتعب.

ومن بين الـ13 مشاركا الذين حققوا أعلى نقاط في مستوى القلق، وهو ما يزيد على 23 في استبيان الصحة العامة، انخفض مستوى القلق لدى 11 مشاركا، فيما حافظ اثنان فقط على مستوى القلق بعد اثني عشر شهرا من انتهاء المحاضرات. وفي حين بدأ عشرة مشاركين في المجموعة القياسية وهم لديهم معدل قلق مرتفع يتجاوز 23، سجل ثمانية منهم مستويات منخفضة من التوتر.

ومع ذلك، رصد التقرير انخفاضا حادا في مستويات التعب بين مجموعة التدخل، فيما لم تسجل المجموعة القياسية أي تغير.

ووفقا للباحثين، فإن المحاولات الأولية لاستخدام الأساليب النفسية والتعليمية لمساعدة المصابين بداء التهاب المفاصل على التكيف مع الجوانب الموترة لمرضهم، كانت في الغالب مساعي قصيرة المدى.

ويقولون إن التأثيرات الدائمة التي ظهرت خلال الدورة «تشير إلى أن المشاركين ربما يكونوا قد استخدموا جانبا من استراتيجيات الاسترخاء داخل نمط حياتهم اليومية، وتلك الاستراتيجيات قد عززت من قدرتهم على الاستجابة للخبرات الموترة على نحو أكثر مرونة»، مما يؤكد أنه على الرغم من أن علاجات مرض التهاب المفاصل ربما تكون قد تطورت إلى حد كبير، فإنها تصبح أقل فعالية لدى الأفراد الذين يعانون بشدة من المرض. وهم يؤكدون أن المرض لا يمكن السيطرة عليه إلا على نحو جزئي وأنه يجبر العديد من المرضى على أن يجروا تغيرات كبيرة على نمط معيشتهم، وفقا لما نقله موقع «ميديكال نيوز توداي». والخلاصة هي أن «هناك حاجة إلى العلاجات المساعدة التي يمكنها زيادة فرص العناية بصحة الفرد ومساعدته على التكيف مع المرض».