استشارات

TT

د. حسن صندقجي الفحوصات الدورية

* عمري 43 سنة، ولا أشكو من أي أمراض، هل إجراء الفحوصات الطبية الدورية ضروري؟

فارس أحمد - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك، نظام إجراء الفحوصات الطبية الدورية مقصود به بداية الوقاية من الأمراض، وزيارة الطبيب وفق نظام سنوي أو خلال بضع سنوات، وإجراء بعض الفحوصات الطبية والتحاليل، ثبت أنه مفيد لاكتشاف أي اضطرابات صحية أو أمراض في وقت مبكر لمعالجتها، كما ثبت أنه يرفع من مستوى الوعي والثقافة الطبية لدى الإنسان، ما يُمكنه من سهولة التواصل مع طبيبه وسهولة ملاحظة أي اضطرابات صحية، وهناك بالنسبة للبالغين ممن تجاوزوا سن الـ18 سنة، ترتيب لما يجب أن يتم الفحص عليه خلال مراحل العمر التالية، فمثلا قياس ضغط الدم ينصح بإجرائه مرة كل ما بين سنة وسنتين، وقياس تحليل نسبة الكولسترول والدهون في الدم، ينصح به مرة كل 5 سنوات، وتحليل نسبة السكر في الدم، ينصح به مرة كل 3 سنوات، وغيرها. وهذه النصائح هي «على أقل تقدير»، بمعنى لو تبين للطبيب دواع لإجراء أي منها أو غيرها في فترات زمنية أقصر فإن الواجب اتباع نصيحة الطبيب.

وخلال زيارة الطبيب للمتابعة الدورية يسأل الطبيب الشخص الزائر عن أي اضطرابات قد يشكو منها أو يسأل أسئلة محددة عن بعض الجوانب الصحية التي لها أهمية طبية. كما يُراجع الطبيب مع الشخص أي اضطرابات مرضية ظهرت لدى أحد الأقارب، كمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب أو غيرها، وهذه الأمور كلها مهمة للمتابعة المستقبلية لصحة الإنسان، كما يراجع الطبيب مع الشخص أي أدوية يتناولها وفق توجيه الطبيب أو وفق احتياج المرء، مثل التي لمعالجة الصداع أو الإمساك أو غيرها، كما يتأكد الطبيب خلال الزيارة من ممارسة المرء للعادات الحياتية الصحية، مثل الرياضة البدنية اليومية وتناول الأطعمة الصحية والتوقف عن التدخين والامتناع عن المشروبات الكحولية، ويجيب عن أي استفسارات في هذه الجوانب المهمة التي يحتاج كل منا لمعرفة الكثير عنها. ثم يُجري الطبيب الفحص السريري وهو ما يشمل الوزن والطول والنبض وضغط الدم والحرارة، إضافة إلى فحص الأجهزة المهمة في الجسم، ثم يراجع الطبيب سجل اللقاحات ومدى الحاجة لتلقي أي منها.

وهذه الزيارة مفيدة وليست مضيعة للوقت، وخاصة إذا ما تمت مرة في العام للأشخاص فوق سن الخمسين، أو مرة في كل عامين للأشخاص بين سن 40 و50 سنة، ومرة كل 3 أعوام للأشخاص ما بين سن 30 و40 سنة، ومرة كل 5 أعوام لمن هم ما بين سن 18 و30 سنة. وهي فرصة للمرء كي يستفسر عن كثير من الجوانب الصحية لتلقي إجابات واضحة عنها من مصدر طبي مباشر.

سلس البول والمأكولات

* أعاني من سلس قليل في البول، وخاصة عند الضحك أو السعال أو حمل أشياء ثقيلة، هل هناك أطعمة مفيدة لتقليل وحبس البول؟

أم جميلة - الأردن.

- هذا ملخص رسالتك، وعلى الرغم من عدم وجود شيء يُسمى «حمية سلس البول» فإن للغذاء والمشروبات التي نتناولها تأثيرات على عملية التبول، وبعض هذه المأكولات أو المشروبات قد تؤثر في إنسان بطريقة تختلف عن إنسان آخر. ولكن بالعموم، هناك تأثيرات مشتركة لبعض منها، فمثلا الإكثار من شرب الماء قد يتسبب للبعض بسهولة خروج البول دون القدرة على التحكم في ذلك، ولكن أيضا تجدر ملاحظة أن من الضروري شرب الكميات اللازمة للجسم من الماء، والمؤشر الأفضل لتقييم مدى شرب الإنسان كمية كافية من الماء ليس تناول 8 أكواب في اليوم، بل هو لون البول، والطبيعي أن يكون البول لا لون له أو يكون لونه أصفر فاتحا، وإذا ما تناول المرء كميات كافية من الماء فإن لونه يكون طبيعيا، أما إذا قلل من شرب الماء فإن لون البول الأصفر يزداد غمقا.

وتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي ومشروبات الكولا والشوكولاته، يزيد من إدرار البول ويزيد من تهييج المثانة للتبول، ولذا فإن التقليل من تناول الكافيين، وخاصة من بعد الظهر يسهم في تخفيف مشكلة سلس البول.

والمأكولات المحتوية على الفلفل الحار أو البهارات الحارة أو الزنجبيل، ترفع من تهييج المثانة وإثارة خروج البول لا إراديا لدى مَن لديهم سلس البول، وكذا المأكولات المحتوية على الحوامض، مثل فواكه الحمضيات والتوت وغيرها، وهي أيضا تهيج المثانة.

وكثير من الذين لديهم سلس في البول يُلاحظون أن المشروبات الغازية تثير المشكلة لديهم.

ولاحظي معي أيضا أن زيادة الوزن تزيد من سوء مشكلة سلس البول، وكلما نجح المرء في خفض وزن جسمه نجح في تخفيف مشكلة السلس.

حبوب البكتيريا الصديقة

* هل تناول حبوب «بروبيوتك» ضار بالصحة؟

حسان أحمد - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك عن حبوب أو كبسولات «البكتيريا الصديقة» أو «بروبيوتك» التي تُباع في الصيدليات أو أماكن بيع مستحضرات المكملات الغذائية، ولاحظ معي أنه توجد أنواع متنوعة من البكتيريا التي تعيش في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان بهيئة وحضور طبيعي، مثل التي توجد كصديقة لجسم الإنسان في الأمعاء وعلى الجلد وغيره، وهي التي تسمى طبيا «الأحياء الطبيعية». ووجود هذه البكتيريا هو ضمن توازن طبيعي يضبطه جهاز مناعة الجسم، وجهاز مناعة الجسم يعلم بكل التفاصيل عن هذه المستعمرات للبكتيريا وعن أنشطتها وعملها، ويحتاج جهاز مناعة الجسم لهذه المستعمرات من البكتيريا كي يتحكم في منع أو ضبط نمو الأنواع الضارة من البكتيريا. وكثيرة هي الظروف التي تؤثر على مستعمرات هذه البكتيريا الصديقة، ومثلا البكتيريا الصديقة في الأمعاء قد تضعف أو يقل عددها بفعل تناول الإنسان لأحد أنواع المضادات الحيوية أو نتيجة للإسهال أو تناول بعض أنواع الأطعمة أو المشروبات.

ومن أفضل مصادر البكتيريا الصديقة المفيدة للأمعاء وللحلق ولمنطقة الأعضاء التناسلية للمرأة، لبن الزبادي الطبيعي والمحتوي على بكتيريا صديقة، ولذا من المفيد التعود على تناول كمية من لبن الزبادي بشكل يومي، وخاصة عند الإصابة بالإسهال أو أي التهابات في الجسم، كالحلق.

تناول هذه البكتيريا على هيئة حبوب مفيد، وثبت من عدة دراسات طبية أن هناك جدوى يشعر بها البعض من الناس عند تناولهم لها لتخفيف أعراض القولون العصبي أو التهابات الحلق أو التهابات الأسنان، ولكن لا توجد إرشادات طبية تتبنى ذلك كنصيحة طبية ثابتة الفائدة لكل الناس، ولذا فإن الأفضل هو الحصول على البكتيريا الصديقة من المصادر الطبيعية، وخاصة لبن الزبادي.