لدي ارتفاع في مستوى الدهون الثلاثيــة.. ما العمل؟

تغيير نمط الحياة يمكنه خفضها إلى النصف

TT

س: في آخر تحليل للدم أُجري لي ظهر أن مستوى الدهون الثلاثية لديَّ كان 280. هل هذا أمر مثير للقلق؟ وقد طلب مني الطبيب تناول دواء يسمى «لوبيد»، هل هناك حلول أخرى غير الدواء؟

ج: وفقا للإرشادات الوطنية الحالية الخاصة بالكولسترول فإن مستوى الدهون الثلاثية triglycerides أثناء الصيام يجب أن يقل عن 150 ملليغراما لكل ديسيلتر (ملغم - دل) من الدم. ويبلغ مستوى الدهون الثلاثية لديك ضعف هذا المستوى الاعتيادي تقريبا، وهو يعتبر ضمن المعدلات العالية التي تبدأ من المقدار 200 ملغم - دل.

أسباب الارتفاع

* ترتفع كمية الدهون الثلاثية الموجودة في الدم بعد تناول وجبة غذائية، ثم تقل بعد معالجة الجسم للدهون الثلاثية واستخدامها كطاقة أو خزنها كشحوم. ويتم قياس الدهون الثلاثية عادة بعد الصيام أثناء الليل. وإن حدث وتم قياسها بعد تناول وجبة طعام فإن من الأفضل إعادة القياس.

يثير مستوى الدهون الثلاثية المرتفع في الدم القلق، لعدة أسباب. فهذا المستوى عادة ما يصاحَب بوجود مستوى مرتفع الكولسترول منخفض الكثافة LDL (الضار)، ومستوى منخفض من الكولسترول عالي الكثافة (الحميد) HDL.

ويؤدي ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية إلى إمكانية إلحاق الضرر بالكبد والبنكرياس.

وتؤدي أمور كثيرة إلى ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية. وأكثر الأسباب شيوعا هو النظام الغذائي الغني بالطعام الدهني والكربوهيدرات المعالجة صناعيا، ثم يأتي بعده: زيادة الوزن، التدخين، الخمول. وتسهم عوامل أخرى أيضا، منها: كسل الغدة الدرقية، أمراض الكلى، السكري، زيادة إفراز الهرمونين «ألدوستيرون» aldosterone أو «كروتيزول» cortisol، وبعض الأدوية، وبعض الحالات الوراثية. وإن كان غذاؤك ووزنك جيدين ولم تكن من المدخنين، وتمارس النشاط البدني، فعليك أن تطلب من الطبيب التعرف على أسباب زيادة مستوى الدهون الثلاثية لديك.

ويقلل دواء «غيمفبروزيل» Gemfibrozil (لوبيد Lopid) مثل أدوية الفبرايت fibrates الأخرى من مستوى الدهون الثلاثية بنسبة بين 30% و50%، لكن بمقدورك إجراء بعض التغييرات على نظامك الغذائي وممارستك الرياضية. وفي الحقيقة فقد اقترحت جمعية القلب الأميركية، في بيان علمي أصدرته حديثا، أن يؤدي تغيير نمط الحياة إلى إمكانية خفض مستوى الدهون الثلاثية إلى النصف (مجلة «سيركوليشن» 24 مايو - أيار 2011).

نصائح صحية

* وإليك ما يمكنك عمله:

* اختر الكربوهيدرات بحكمة. ترتفع الدهون الثلاثية عندما تتناول الكثير من الكربوهيدرات سهلة الهضم، مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، قطع البطاطا المقلية، رقائق إفطار الصباح المحلاة بالسكر، والمشروبات المحلاة بالسكر.

اختر الحبوب الكاملة أو الأغذية المصنوعة منها كلما تمكنت من ذلك، وتجنب الأغذية الغنية بالسكر المضاف.

* ركز على الدهون، قلل من تناول الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم، والحليب ومنتجات الألبان الأخرى، وقلل من تناول الدهون المتحولة التي توجد في المخبوزات المسوقة تجاريا؛ إذ إن كلا هذين النوعين من الدهون يتسبب في رفع مستوى الدهون الثلاثية. حاول أن تتناول أكثر الدهون غير المشبعة، المستخلصة من النباتات، والزيوت، والأسماك، التي تقلل كلها من مستوى الدهون الثلاثية.

* راقب الفركتوز: الفركتوز، أو سكر الفواكه، أصبح منتشرا جدا في الأغذية الأميركية؛ لأنه يوجد في سكر المائدة وفي سكر قصب السكر وسكر الشمندر المستخدمين لتحلية رقائق الإفطار الصباحي وفي المخبوزات، وفي عصير الذرة الغني بالفركتوز. ويؤدي تحلل الفركتوز في الجسم إلى تنشيط إنتاج الدهون الثلاثية.

لا تمتنع عن تناول الفواكه، بل وبدلا من ذلك قلل من سكر الفواكه بتقليل تناول السكر والأغذية والمشروبات المحلاة بالسكر.

* تناول السمك: إن تناول السمك مرتين في الأسبوع، خصوصا أنواعه الدهنية مثل السلمون، التونة، والسردين، جيد لمستوى الدهون الثلاثية. ويمكنك طهي السمك في الفرن أو بالبخار؛ لأن السمك المقلي ليس جيدا لك.

* تجنب المشروبات الكحولية؛ إذ إن تناول الكحول يؤدي لدى البعض إلى زيادة مستوى الدهون الثلاثية بشكل كبير.

إن أفضل الطرق لتغيير النظام الغذائي لديك هو التوجه لاتباع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. أما الوسائل الأخرى التي تحد من مستوى الدهون الثلاثية فتشمل إنقاص الوزن إن كنت بدينا، التوقف عن التدخين إن كنت من المدخنين، وممارسة التمارين الرياضية إن كنت من الخاملين.

إن جمال معالجة الدهون الثلاثية بإجراء تغييرات على نمط الحياة يتجلى في أن هذه التغييرات ستقلل أيضا مستويات الكولسترول منخفض الكثافة LDL (الضار)، وتعزز مستويات الكولسترول عالي الكثافة HDL (الحميد)، كما تحسن مستوى سكر الدم، والصحة عموما.

* طبيب رئيس تحرير رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا»