مشكلات المراهقة وكيفية التعامل معها

رعاية صحة المراهقين الجسدية والنفسية من أهم واجبات الوالدين

TT

في حديثها لـ«صحتك»، تقول الدكتورة منيرة خالد بلحمر استشارية طب مجتمع مديرة إدارة التوعية الصحية بالصحة العامة بمحافظة جدة، إن المراهقة في رأي العلماء هي مرحلة نمو تحيط بها مخاطر كثيرة، خاصة إذا لم يتوفر للمراهق في حياته الأسرية والمدرسية التوجيه والإرشاد المناسبين كي يتعلم ويختلط ويتعامل مع الناس، ويتعلم كيف يتغلب على المشكلات التي تعترضه ويكتشف خلالها ذاته وقدراته وإمكاناته. ومرحلة المراهقة أفضل الفرص المتاحة للشاب لكي يشق بنفسه طريق الحياة.

مراحل المراهقة

* وتضيف د. منيرة بلحمر أن للمراهقة ثلاث مراحل:

- مرحلة المراهقة الأولى، وهي مرحلة البلوغ وتكون في عمر 11 - 14 سنة.

- مرحلة المراهقة المتوسطة، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية وتكون في عمر 15 - 18 سنة.

- مرحلة المراهقة المتأخرة، وفيها يصبح الشاب والشابة إنسانا راشدا في المظهر والتصرفات وتكون في عمر 19 سنة - 21 سنة.

وتبدأ تغيرات مرحلة المراهقة عندما يصل المرء إلى عمر معين (8 - 13) سنة في الإناث و(10 - 15) سنة في الذكور، يفرز فيها الدماغ هرمونا يكون هو المسؤول عن بداية مرحلة المراهقة، ويصل هذا الهرمون إلى الغدة النخامية في الدماغ، وهي بدورها تقوم بإفراز هرمونين آخرين إلى الدم يعملان على تغيير الجسم من الشكل الطفولي إلى شكل البلوغ.

تغيرات جسدية

* تمتد مرحلة المراهقة عادة من الثانية عشرة إلى التاسعة عشرة تقريبا أو قبل أو بعد ذلك بعام أو عامين. وخلال هذه المرحلة تطرأ مجموعة من التغيرات بفضل نضج عدد من الغدد الصماء وزيادة إفرازها الهرمونات في الجسم، مما يسرع نمو الجهاز العظمي والأعضاء التناسلية وحدوث التغييرات الأخرى.

تبدأ مرحلة البلوغ، عادة، من عمر 8 إلى 13 سنة عند الإناث، أما لدى الذكور، فتبدأ من 10 إلى 15 سنة، وهناك فرق بسيط بين الأشخاص، فهناك من يتأخر ويبدو طفلا، وهناك من يبكر في البلوغ فيبدو كشخص بالغ بينما يعيش في عمر الطفولة.

وحول التغيرات النفسية والاجتماعية والعقلية في مرحلة المراهقة، فإن أبرز ما يواجهه المراهق في هذه المرحلة هو القلق، والخوف، والاضطرابات الجنسية، وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، إضافة إلى التغيرات التالية:

تغيرات نفسية

* تصاحب مرحلة البلوغ تغيرات نفسية تنعكس على تصرفات المراهق والمراهقة، وهي تغيرات طبيعية، البعض يمر بها دون أن يشعر، والبعض قد يضطرب منها لفترة، وتحدث أغلب هذه التغيرات نتيجة التغير الذي يحدث في إفرازات الغدد ومن أهم هذه التغيرات:

- الحساسية الزائدة وسرعة التأثر.

- البحث عن الذات، والشعور بعدم الوضوح، والتساؤل: من أنا؟ ماذا أريد؟ ولمن أنتمي؟

- التقلب في المزاج.

- القلق الزائد وعدم الاستقرار النفسي.

- روح التأمل والتفكير في القضايا الدينية.

- الرغبة في تحدي الأهل والمعلمين والمعلمات والتمرد على سلطتهم.

- الاستغراق في أحلام اليقظة.

- الاهتمام كثيرا بالمظهر الخارجي.

- بدء الميل والاهتمام بالجنس الآخر.

تغيرات اجتماعية - الشعور بالحاجة إلى الانفصال عن الأسرة أو الوالدين، والبحث عن بديل كالعم أو العمة أو المدرس أو الأصدقاء.

- رفض أسلوب المعاملة على أنه طفل، والشعور بالانتماء إلى عالم الراشدين.

- الاتجاه نحو الاستقلال والاعتماد على النفس.

- الميل للانطواء على النفس أحيانا والابتعاد عن الناس.

- الاهتمام بالمظهر الخارجي أكثر مما سبق.

- الميل إلى الزعامة.

- زيادة الوعي بالمكانة الاجتماعية.

- التآلف والتكتل في جماعات الأصدقاء والخضوع لها.

- عدم التوافق والرضا عن وجهة نظر الكبار.

تثقيف المراهقين إن التعامل الحسن وبالرفق هو المفتاح لتجنب كثير من السلبيات التي قد تنتج عن خاصية المراهقين الانفعالية، وكذلك تقدير المراهق ومعاملته على أنه شخص كبير يمكن أن يعتمد عليه، وعدم استخدام أسلوب التحدي معه لأنه سيولد التحدي لديه، بل يفضل دمجه في الحياة الاجتماعية والعملية وتشجيعه على أن يصبح مسؤولا عن أمور كثيرة، وعدم حرمانه من نزعته إلى الاستقلالية بشؤونه الخاصة دون تدخل مباشر. وعلى الأب أو الأم القيام بالتوجيه بشكل عائلي وعاطفي، ومحاولة تفسير حالة التذبذب العاطفي له ومساعدته لكي يحكم على الأشياء بشكل أكثر منطقيا.

كما ينبغي التركيز على أهمية تثقيف المراهقين بالمعارف البيولوجية والجنسية نظراَ لتعاقب مراحل مختلفة من النضج الجنسي والنمو النفسي والاجتماعي أثناء المراهقة، واختلاف نوعية المعلومات اللازمة لإرشاد المراهقين في كل من هذه المراحل.. وعليه، يمكن تقسيم مراحل التثقيف إلى أربع؛ وهي:

- مرحلة ما قبل البلوغ (10 - 12 سنة): فهذه هي سن المسؤولية والمعلومات اللازمة لهذه المرحلة البسيطة؛ إذ يخبر الطفل بأنه قد بلغ سن التكليف، ويجب أن يفرق بين الأطفال في المضاجع، ونعلم الطفل أن عليه الاستئذان في أوقات معينة من اليوم قبل الدخول على البالغين وهم في مضاجعهم يستريحون. وعلى الوالدين انتهاز كل مناسبة سانحة لتعريف الطفل بدور العائلة في لم شمل الأقرباء ومعاونة أفرادها بعضهم بعضا، وأن واجبه أن يحب والديه وأن يبرهما ويحترمهما، وأن واجب الوالدين حب أبنائهما وإرشادهم وإعالتهم. ولعل من الخير أن تنتهز الفرص، من دون تكلف، لتعريف الأطفال بأن الأسرة تتكون من رجل وامرأة متزوجين، وينبغي تهدئة روعهم بشأن ما يظهر مبكرا من خصائص جنسية ثانوية، مثل ظهور شعر العانة.

* مرحلة البلوغ (13 - 14 سنة):

من المفترض أن يكون المراهقون في هذه السن قد تمت تهيئتهم للبلوغ وعلاماته، ومن المناسب أن يناقش الأب أو الأم مسألة الاحتلام مع الأبناء وأن الغسل واجب بعد الاحتلام.

* ما بعد البلوغ (15 - 17 سنة): فهذه السن في منتهى الحرج وتحتاج إلى حوار متواصل مع المراهقين، يكون فيه التعاطف بقدر ما فيه من الحزم. وينبغي في هذه السن أن يكون المراهقون ملمين بتشريح الجهاز التناسلي، كما ينبغي التأكيد مرة أخرى على أن الزواج هو الطريق الوحيد لإشباع الغريزة الجنسية، وأن على المراهقين ذكورا أو إناثا الاستعفاف حتى يتزوجوا.

* المراهقون الأكبر سنا (18 - 19 سنة): كل النصائح والمعلومات التي ذكرناها آنفا تنطبق على هذه السن. غير أن الزواج في هذه السن مقبول وإن كان يعد زواجا مبكرا في إقليم شرق المتوسط.

رعاية المراهقين صحيا يتم ذلك عن طريق إجراء التقييم الدوري الصحي الشامل لهم، وهو عبارة عن مجموعة من النشاطات الوقائية المعتمدة بأقل التكاليف وتعطي نتائج كبيرة وتتم في ما بين 11 و21 سنة لمتابعة النمو والتطور لدى المراهق وللقيام ببعض النشاطات الوقائية مثل: الاكتشاف المبكر للأمراض، والتطعيمات، والفحص الدوري الشامل، وتقييم عوامل الخطورة، والتوعية الصحية.

* الاكتشاف المبكر للأمراض، ويشمل:

- رصد السلوكيات والتصرفات التي تجعلهم أكثر عرضة للأخطار.

- وجود شكوى من اضطرابات متصلة بالطعام.

- وجود مؤشرات على مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

- مشكلات في الناحية التعليمية (المستوى الدراسي).

- فقدان التركيز والنشاط المفرط.

- قياس الطول والوزن وحساب كتلة الجسم.

- ضغط الدم.

- نظافة الفم والأسنان.

- فحص عنق الرحم (للفتيات المتزوجات).

- المناعة ضد الحصبة الألمانية.

* نصائح حول التغذية والرياضة:

- الإقلال من الدهون والكولسترول والوجبات السريعة والكافيين.

- الإكثار من الخضراوات والفواكه.

- تناول السعرات الحرارية المتوازنة.

- تناول كميات كافية من الكالسيوم.

- ممارسة النشاط البدني والرياضة المنتظمة والمستمرة.

* نصائح حول صحة الفم والأسنان:

زيارات منتظمة لطبيب الأسنان، تنظيف الأسنان مع خيط لإزالة الترسبات، واستخدام معجون أسنان غني بالفلوريد لتقوية الأسنان.

* الحوادث والوقاية منها: لبس حزام الأمان، ولبس الخوذة (عند ركوب الدارجة).

* الأدوية والمخدرات: تجنب التدخين، وتجنب الأدوية والعقاقير والمواد المخدرة.

الأمراض التناسلية: تجنب السلوكيات المؤدية إليها والوقاية منها، ودعم الناحية الأخلاقية لدى المراهق.

* التطعيمات، وتشمل:

- الدفتيريا والتتانيوس، جرعة منشطة (إذا لم يتم إعطاؤها من قبل) ثم كل عشر سنوات.

- الكبد الوبائي بي (3 جرعات).

- الثلاثي الفيروسي (11 – 12 سنة) (إذا لم يتم التطعيم من قبل).

- الجديري المائي (أكبر من أو 13 سنة) جرعتان تفصل بينها أربعة أسابيع.

- الحصبة الألمانية (للفتيات أكثر من 12 سنة).

الأدوية الوقائية: مثل الفيتامينات الغنية بحمض الفوليك (للفتيات المقبلات على الزواج).