لاصقات جلدية إلكترونية.. لرصد الحالة الصحية لاسلكيا

ترصد نشاط المخ أو القلب داخل منازل المرضى

TT

على غرار الوشم الملون المؤقت الذي يلصقه الأطفال على أذرعهم على أنه نوع من اللهو، قد يأتي اليوم الذي يضع فيه الناس لاصقات جلدية إلكترونية رفيعة على أذرعهم لتشخيص المشكلات الصحية أو الحصول على العلاج لاسلكيا. فقد أعلن أحد العلماء عن تطوير «جلد إلكتروني » يمهد الطريق لابتكار أشياء كهذه، وذلك أثناء الاجتماع والمعرض الوطني رقم 243 الأخير للجمعية الكيميائية الأميركية، التي تعتبر أكبر جمعية علمية في العالم.

وذكر د. جون روجرز أن هذه اللاصقات قد تغني عن الحاجة إلى إبقاء المرضى مقيدين بأجهزة ضخمة داخل عيادة الطبيب أو في غرفة المستشفى لساعات من أجل العلاج أو رصد الحالة الصحية. وهناك مئات الآلاف من المرضى في جميع أنحاء العالم يجرون فحوصات رسم المخ ورسم القلب ورسم العضلات لمعرفة الحالة الصحية.

ويوضح روجرز أن هذه الفحوصات غير مريحة، حيث يكبل المرضى بأجهزة عن طريق أسلاك أو إبر مزعجة تلصق بالجلد بواسطة مواد لاصقة سائلة )الجل( أو شريط لاصق، مما قد يسبب ألما عند إزالته ويترك أثرا للمادة اللاصقة على البشرة. والنقطة الأهم أن هذه الاختبارات تقوم برصد نشاط المخ والقلب والعضلات بينما يكون المرضى في أجواء طبية معينة، وليس وهم يمارسون أنشطتهم المعتادة في حياتهم اليومية.

يقول روجرز في حديث نقله موقع «ميديكال نيوز توداي » الإلكتروني: «من السمات الرئيسية في تلك الأدوات الإلكترونية الجلدية أنها تلتصق بالجسم، دون أسلاك أو إبر أو مواد لاصقة، مما يوفر نظاما به درجة أعلى بكثير من الراحة والفعالية. وهذه التقنية يمكن استخدامها في رصد نشاط المخ أو القلب أو العضلات بطريقة بعيدة تماما عن غرس شيء في الجسم، بينما يوجد المريض في منزله .» لاصقات رقيقة

* ويبلغ سمك هذه اللاصقات الجلدية الإلكترونية سمك ترصد نشاط المخ أو القلب داخل منازل المرضى لاصقات جلدية إلكترونية.. لرصد الحالة الصحية لاسلكيا الشعرة نفسه تقريبا، ولا يشعر بها من يضعها على بشرته، بل ويمكن إخفاؤها بوشم مؤقت حقيقي. ورغم صغر حجم تلك اللاصقات، فإنه من الممكن أن تجمع دوائر إلكترونية كاملة تستخدم في رصد الحالة الصحية بقدرات اتصال لاسلكية يمكن تطويرها مستقبلا بحيث تستخدم في نقل البيانات إلى الهاتف الجوال الخاص بالمريض ومنه إلى عيادة الطبيب.

وقد قام روجرز وزملاؤه في «جامعة إلينوي إربانا - تشامبين » بتطوير تلك اللاصقات بحيث لا تتوافر فيها الليونة فحسب؛ بل وتكون مرنة بحيث تلائم حركات الجلد الطبيعية أثناء قيام الناس بممارسة حياتهم العادية. لكن تحقيق ذلك كان تحديا كبيرا، حيث إن الرقاقات المصنوعة من السليكون تستخدم عادة في صناعة الإلكترونيات، مثل أجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف الذكية، لكن هذه الرقاقات تكون صلبة وهشة كالزجاج. ولتحويل هذه الرقاقات إلى مادة تنثني وتنبسط مثل الجلد أو المطاط، كان عليهم أن يستعملوا قطعا صغيرة للغاية بشكل متموج. ويوضح روجرز ذلك قائلا: «كان علينا أن نبني هذا النظام بطريقة استراتيجية تتلافى أي التواءات أو ضغط قد يؤدي إلى كسر أو تحطيم هذه القطع الصغيرة من السليكون .» ويتم وضع اللاصقات على الجلد تماما كما يوضع الوشم المؤقت، ويمكن إزالتها بالماء، وقد فقدت النسخ الأولى من هذه اللاصقات فعاليتها بعد يوم أو نحوه في حالة تعرضها للبلل، أما النسخة النهائية فهي توضع على الجلد بالطريقة نفسها، ولكن تغطى اللاصقة بنوع معدل من الرش العادي الذي يباع في الصيدليات، وهو يرش فوق اللاصقات ثم يتجمد مكونا ضمادة فوقه، بحيث يحمي الدائرة من التعرض للماء وعوامل البلى المعتادة، مما يحافظ عليها فوق الجلد لمدة تصل إلى أسبوع. وبهذه الصورة، تستطيع هذه الأجهزة تحمل العرق بل وأيضا الغسل بالماء والصابون.

جلد إلكتروني

* ويوضح روجرز: «اكتشفنا أيضا كيفية جعل هذه الأجهزة تعمل بطريقة ثنائية الاتجاهات، فالأجهزة القديمة كانت تقيس فقط ما يجري في الجسم، أما اللاصقات الأحدث التي ابتكرناها فيمكنها قياس نشاط العضلات وتحفيزها، وهذا يفيد في إعادة التأهيل بعد التعرض لحادث أو قضاء فترات راحة طويلة في السرير أو حتى في المساعدة على نقل الأطراف بسهولة أكبر في الجراحات الترقيعية ». كما تجري محاولات لإضافة إمكانات البث اللاسلكي فائق الدقة والسرعة «واي فاي »، بحيث يستطيع هذا الجلد الإلكتروني أيضا إرسال المعلومات مرة أخرى إلى الطبيب. وتنوي الشركة التي شارك روجرز في تأسيسها، وتحمل اسم »10 MC« ، اتخاذ خطوة أكبر بوضع تلك اللاصقات على أدوات طبية يتم إدخالها إلى الجسم، مثل القسطرات، وهي عبارة عن أنابيب شبيهة بالبالون تستخدم في جراحة القلب، حيث توضع اللاصقة الجلدية الإلكترونية على السطح الخارجي من القسطرة، وحين تتمدد القسطرة داخل القلب، تتمدد اللاصقة معها وتلمس الجزء الداخلي من القلب، مما يمكنها من التقاط القياسات التي تستخدم في توجيه العملية الجراحية.

ويقول روجرز إن هذه اللاصقات يمكن أيضا أن تكون لها تطبيقات في مجالات أخرى تفيد الزبائن، حيث تسمح هذه الأجهزة الجديدة مثلا برصد كمية المياه الموجودة في الجلد وتحديد كثافتها، مما يصلح بالنسبة للألعاب الرياضية والعناية