الفلفل الحار.. يحسن صحة القلب

يقلل من ترسب الكولسترول الضار على الشرايين

TT

لا تزال بعض الأطعمة التي تثير القلق تتسبب في إثارة المزيد من الدهشة من وجهة النظر الطبية، حيث ساق العلماء أحدث الأدلة على أن الفلفل الحار غذاء صحي للقلب ولديه القدرة على الحماية من السبب الأول للوفاة في بلدان العالم المتقدم. شكلت هذه الدراسة جانبا من اللقاء الوطني رقم 243 للجمعية الكيميائية الأميركية، وهي أكبر جمعية علمية في العالم، الذي أقيم في الولايات المتحدة الأميركية في شهر مارس (آذار) الماضي.

فلفل «طبي»

* ركزت الدراسة على مادة الكابسيسين (capsaicin) والمواد الأخرى الحادة المذاق التي تسمى «كابسيسينويدز» (capsaicinoids). ولمادة الكابسيسين، التي تعطي فلفل كايين وجالابينو وهابانيرو والأنواع الأخرى من الفلفل النكهة الحادة (الحريفة) التي تميزها، دور مثبت طبيا حيث تستخدم في الكريمات الجلدية التي تعالج التهاب المفاصل وبعض أشكال الألم الأخرى. ولطالما أكدت الأبحاث في الماضي على أن تتبيل الطعام باستخدام الفلفل الحار يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع وخفض نسبة الكولسترول في الدم والتخفيف من إمكانية تشكل جلطات الدم الخطيرة.

يقول الدكتور تشن يو تشين، الذي قدم الدراسة: «قام بحثنا بتعزيز وتوسيع المعرفة حول كيفية عمل تلك المواد الموجودة في الفلفل على تحسين صحة القلب. لدينا الآن صورة أكثر وضوحا وتفصيلا حول الآثار العميقة لتلك المواد على الجينات وغيرها من الآليات التي تؤثر في الكولسترول وصحة الأوعية الدموية. ويعتبر هذا البحث من أوائل الأبحاث التي توفر تلك المعلومات».

صحة القلب

* اكتشف الفريق، على سبيل المثال، أن الكابسيسين ومادة كيميائية أخرى قريبة الصلة به يدعمان صحة القلب بطريقتين، حيث إنهما يخفضان من مستوى الكولسترول عن طريق تقليل تراكمات الكولسترول في الجسم وزيادة نسبة تكسيره وإفرازه في البراز. وتعرقل هاتان المادتان أيضا عمل الجين الذي يؤدي إلى انقباض الشرايين، وهو الحالة التي تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب وأجهزة الجسم الأخرى. وتسمح المادة بمرور المزيد من الدم من خلال الأوعية الدموية.

يقول تشن، أستاذ علم التغذية بالجامعة الصينية في هونغ كونغ: «لقد خلصنا إلى أن مادة الكابسيسينويدز كانت مفيدة في تحسين مجموعة العوامل ذات الصلة بصحة القلب والدم والأوعية، ولكننا بالطبع لا ننصح الأفراد بتناول الفلفل الحار بكثافة، حيث إن النظام الغذائي الجيد هو مسألة توازن. ويحب على الأفراد أن يتذكروا أن الفلفل الحار ليس بديلا عن الوصفات الطبية التي تم إثبات فائدتها. فقد يكون الفلفل الحار مادة مكملة لطيفة، بالنسبة للأشخاص الذين يحبون النكهات الحارة».

لجأ تشن وزملاؤه إلى القوارض من أجل الدراسة، وهي الحيوانات التي تعتبر بمثابة بدائل للبشر في الأبحاث التي لا يمكن إجراؤها على البشر. وقام هؤلاء العلماء بإعطاء تلك القوارض وجبات غذائية مليئة بالكولسترول وقسموها إلى مجموعات وقاموا باستكمال الوجبات الغذائية الخاصة بكل مجموعة، إما بعدم وجود الكابسيسينويدز (مجموعة المراقبة) أو بكميات مختلفة من الكابسيسينويدز، ثم قام العلماء بتحليل آثار تلك العملية.

اكتشف العلماء أن الكابسيسينويدز قام بتقليل إجمالي مستويات الكولسترول في الدم وخفض مستويات ما يسمى بالكولسترول «الضار» (الذي يترسب في الأوعية الدموية)، ولكنه لم يؤثر على مستويات ما يسمى بالكولسترول «الحميد». واكتشف الفريق دلائل على أن الكابسيسينويدز قد يقلل من حجم الترسبات التي تكونت بالفعل في الأوعية الدموية وقامت بتضييق الشرايين بطرق قد تؤدي إلى حدوث أزمات قلبية أو جلطات.

قامت مادة الكابسيسينويدز أيضا بعرقلة نشاط الجين الذي ينتج إنزيمات الأكسدة الحلقية - 2، وهي مادة تؤدي إلى تقلص العضلات حول الأوعية الدموية. وعن طريق عرقلة نشاط هذا الجين، تستطيع للعضلات الاسترخاء والاتساع، مما يسمح للمزيد من الدماء بالتدفق.