معالجة طنين الأذن.. على الإنترنت

موسيقى وعلاج سلوكي معرفي وتمارين لمكافحة «خرخشة الأذن»

TT

بعد سنتين من الاختبارات والتجارب والتحليلات صار بوسع فريق من الأطباء الألمان والسويديين، لأول مرة، معالجة طنين الأذن على الإنترنت. وحسب تقدير الأطباء فإن بوسع ملايين الألمان الاستفادة من هذا العلاج المجاني، لأن نسبة المعانين من الطنين، المزمن والحاد، تتراوح بين 10 - 20 في المائة بين السكان.

علاج الطنين

* إن طرق علاج طنين الأذن مختلفة ومتنوعة، وتأثيراتها ونجاحها نسبية أيضا، لأن مسببات الطنين متعددة أيضا. فهناك اليوم طرق لمعالجة طنين الأذن بالموجات الصوتية المضادة حينما يكون السبب خللا في الأذن الوسطى، وهناك الوخز بالإبر حينما يتعلق السبب بالأعصاب، وهناك التنويم المغناطيسي حينما يتعلق السبب بحالة نفسية يعجز المريض عن تجاوزها. إلا أن أجدد الطرق العلاجية المستخدمة بنجاح، على المستوى العالمي اليوم، هي طريقة العلاج بالموسيقى وطريقة العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavior Treatment.

وطبيعي فقد ركز الأطباء الألمان والسويديون على طريقة العلاج على الإنترنت (أونلاين) على طرق العلاج بالموسيقى والسلوك المعرفي لأن الطرق الأخرى، مثل الوخز بالإبر، لا يمكن تنفيذها «افتراضيا» عن بعد. وهذا يعني أنهم سيوفرون طرق التركيز، وسبل تجاهل الطنين، واليوغا والموسيقى المضادة.. إلخ، بهدف تخليص المرضى من أعراض الطنين على الإنترنت.

تم تطوير الطريقة من قبل علماء علم النفس في جامعة ماينز الألمانية (جنوب) بالتعاون مع الأطباء المختصين من جامعة لنكوبنغ السويدية، والعلماء الألمان من العيادة الجامعية في هايدلبيرغ. وأجريت التجارب على متطوعين في المختبرات الألمانية، وعلى مرضى يعانون من طنين أذن مزمن. ومعروف أن 50 في المائة من حالات طنين الأذن الحادة تختفي بعد يوم أو يومين مع زوال الأسباب، ويختفي البعض الآخر بالطرق العلاجية البسيطة (تجاهل الأمر فقط)، في حين يستمر الطنين مع 20 في المائة من المصابين ويرافقهم لعشرات السنين. وتشير إحصائيات «المعهد الألماني للمعيشة النوعية اقتصاديا وصحيا» أن 10 - 20 في المائة من الألمان يعانون من طنين الأذن المزمن.

اختار العلماء المرضى من الجنسين، ومن سن تتراوح بين 17 - 65 سنة، يعانون من طنين الأذن منذ سنوات، وتم تقسيمهم في مجموعتين. تلقت المجموعة الأولى العلاج المباشر بالموسيقى والعلاج المعرفي السلوكي طوال أسبوعين في المستشفى، وتلقت المجموعة الثانية نفس العلاج طوال ثلاثة أسابيع على الإنترنت. وكانت النتائج مذهلة بالنسبة للأطباء، لأن التحسن الذي طرأ على أفراد المجموعة الأولى لم يكن أفضل من التحسن الذي طرأ على أفراد مجموعة الإنترنت.

علاج إنترنتي ناجح

* وقالت الدكتورة ماريا كلاينشتوبر، عالمة النفس من جامعة ماينز، إن معظم أفراد المجموعتين تخلصوا بشكل كامل من طنين الأذن بعد 10 أسابيع من العلاج، مع مجموعة أصغر بكثير ما تزال تعاني من طنين خفيف، لكن أفرادها تعلموا كيف يتجاهلونه بشكل ما، رغم ذلك فقد عاد يؤثر في حياة أفرادها وعملهم ونشاطهم العائلي والاجتماعي.

من الطرق الناجحة جدا كانت طريقة مراقبة صورة تفاحة على شاشة الكومبيوتر والطلب من المريض التركيز على التفاحة «الافتراضية»، محاولة شمها، لمسها، بل وحتى تذوقها. وظهر من خلال التجربة أن المعانين نسوا الطنين وهم يركزون على «التفاحة»، أو على الأشياء الأخرى. ثم هناك تمارين اليوغا، وطريقة التركيز على مصدر ضجيج آخر يطغى على صوت الطنين، مع طرق ونصائح لتعليم المصابين ضرورة التخلص من الخوف (الطنين فوبيا)، والتحلي بالشجاعة للمشاركة في حفلات موسيقية، مشاهدة مباريات كرة قدم.. إلخ.

البروفيسور فولغانغ ديلب، من جامعة هايدلبيرغ، أشار إلى نتائج مماثلة حققتها التجارب المذكورة بالتعاون مع أطباء ماينز ولنكوبنغ. وكان ديلب وزملاؤه قد عالجوا المعانين من طنين الأذن الحاد والمزمن باستخدام الموسيقى طوال عام 2011، وكانوا يستخدمون الموجات الصوتية الموسيقية في تحييد موجات طنين الأذن المضادة، طوال خمسة أيام مع كل مجموعة. وقال ديلب إن الطريقة «واعدة» وأسهمت في تحرير الناس من طنين الأذن بنسبة 82 في المائة. وتمت خلال شهر معالجة 10 مرضى بواسطة الموسيقى عام 2012 على الإنترنت. وثبت، مع مرور أيام العلاج، إمكانية تقليل الموسيقى بالتدريج مع خفوت طنين الأذن.

ويعرّف الطب، الطنين على أنه كل صوت في الأذن غير صادر عن المحيط الخارجي. ويمكن للتعرض المستمر للضجيج في العمل (أو في المرقص)، إلى فترة طويلة، أن يؤدي أحيانا إلى الإصابة بطنين الأذن. أو ربما يكون السبب صوت انفجار قوي (الطنين الحاد)، أو التهاب الأذن الداخلية. ويمكن لتوتر العمل والعوامل النفسية الأخرى أن تسبب الطنين أو تفاقمه، لكن لا يمكن أن تكون هي المسبب الأساسي. وعموما قد يحدث ضرر ما في الأذن الداخلية يؤدي إلى خفض الإيعاز الكهربائي المنطلق من الأذن إلى الدماغ، وهذا ما يدفع الدماغ إلى التعويض عن ذلك بموجات صوتية قد تكون الطنين.