استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الطعام والحديد

* لدي فقر الدم نتيجة نقص الحديد، ما الأطعمة المفيدة لمعالجته؟

سماح عبد العزيز- الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. ومعالجة فقر الدم يشمل بداية معرفة سبب نقص كمية الحديد في الجسم. والمهم هنا معرفة هل الجسم يفقد الدم، وبالتالي نشأت حالة فقر الدم، أم إن المشكلة هي نقص كمية الحديد في الطعام. كما أن المعالجة تتضمن أساسا تحسين تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وربما تناول حبوب الحديد الدوائية التي قد يصفها لك الطبيب.

إن تزويد الجسم بالكمية اللازمة من الحديد أمر أساسي لصناعة الجسم خلايا دم حمراء قادرة على العمل بكفاءة لتزويد الجسم بالأكسجين الذي تحمله خلايا الدم الحمراء من الرئة إلى الأنسجة. كما أن الحديد شيء أساسي في تكوين جهاز مناعة قوي.

وعلى الرغم من أن مشكلة نقص الحديد في الجسم هي المشكلة الصحية ذات العلاقة بالتغذية الأكثر شيوعا في العالم، فإن الأطعمة الغنية بالحديد متوفرة لكل الناس وليست من أنواع الأطعمة النادرة أو غالية الثمن. والإنسان البالغ من الذكور أو الإناث اللائي لا يحضن، يحتاجون إلى نحو 10 مللغم من الحديد يوميا، أما الحيّض من النساء والمرضعات منهن، فيحتجن إلى 15 مللغم. وتحتاج الحوامل 30 مللغم منه يوميا.

بالنسبة لتناول الحديد المتوفر في الأطعمة، عليك ملاحظة أن الحديد في الأطعمة يكون على هيئتين؛ الهيئة الأولى هي حديد الهيموغلوبين، والهيئة الثانية حديد غير الهيموغلوبين. وحديد الهيموغلوبين هو الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم الحمراء وأعضاء الحيوانات كالكبد أو الكلى، واللحوم البيضاء للدجاج أو الأرانب ولحوم الأسماك والحيوانات البحرية والحليب ومشتقات الألبان. وحديد غير الهيموغلوبين متوفر في المنتجات الغذائية النباتية مثل الخضراوات والخضراوات الورقية والفواكه والحبوب والبقول والبذور والمكسرات.

ومن السهل على أمعاء الإنسان امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة المحتوية على حديد الهيموغلوبين، ولذا، فإن تناول هذه الأطعمة أكثر فائدة لجهة العمل على رفع نسبة الحديد في الجسم. وعلى الرغم من أن امتصاص الأمعاء الحديد الموجود في النباتات هو أقل مقارنة بالذي في اللحوم، فإن تناول المنتجات النباتية يساعد الجسم على امتصاص عناصر أخرى صحية مع الحديد، مثل فيتامين سي والمواد المضادة للأكسدة، وهي عناصر تحمي الجسم من أضرار زيادة تراكم الحديد في الجسم.

وعليك ملاحظة أن هناك عوامل ترفع من قدرة الأمعاء على امتصاص الحديد، وعوامل تقلل من فرصة امتصاص الأمعاء الحديد. ومن العوامل المفيدة فيتامين سي، الذي يسهل امتصاص الأمعاء الحديد. ومن أعلى مصادر فيتامين سي الغذائية بالترتيب: أوراق البقدونس ثم الفلفل الحار أو البارد ثم فاكهة الكيوي، ويليها البرتقال والليمون. ومن العناصر الغذائية الأخرى المفيدة، لتنشيط امتصاص الحديد، عنصر النحاس وفيتامين «إيه». ومن العوامل المقللة لامتصاص الأمعاء للحديد عنصر الكالسيوم ومواد تانين الموجودة في الشاي الأحمر. والمهم بالنسبة للشاي والحديد أن النساء والأطفال لا ينصحون بتناول الشاي مع تناول الطعام؛ بل بعد الفراغ من تناول الطعام بمدة لا تقل عن ساعة. والمنتجات النباتية الغنية بالحديد هي بالترتيب التالي: الحمص ثم العدس ثم الفاصوليا الحمراء ثم السمسم ثم الكمون ثم الزيتون ثم الزعتر ثم الفول. وتليها السبانخ والبنجر والبروكلي وغيرهم.

الحمل والحزام الناري

* زوجتي حامل في الشهر السادس، وكانت في زيارة لوالدتها قبل أسبوعين، وأثناء ذلك تقابلت مع زوجة أخيها التي لديها التهاب الحزام الناري في منطقة الصدر. هل من خطورة لانتقال العدوى إلى زوجتي الحامل وإلى الجنين؟

صيدلي/ عبد المنعم - جدة.

- هذا ملخص سؤالك في رسالتك التي ذكرت فيها أن أحد زملائك الأطباء طمأنك بأنه من غير المحتمل أن تسبب مقابلة زوجتك الحامل زوجة أخيها في انتقال عدوى الالتهاب الجلدي إليها. والمهم معرفته أن انتقال العدوى للالتهاب الفيروسي هذا يكون بالملامسة الجلدية المباشرة للمنطقة المصابة، وهو ما لم يحدث كما ذكرت.

ودعني أوضح لك جوانب أساسية عن الحزام الناري، الذي هو عبارة عن مرض فيروسي يتسبب في ظهور طفح جلدي مؤلم على طول المنطقة التي يغذيها أحد الأعصاب، وهو ما يأخذ شكلا شبيها بالحزام أو الطوق من الالتهاب والاحمرار في الجلد. والفيروس المتسبب في هذا الالتهاب هو نفسه الفيروس الذي يتسبب في مرض الجديري المائي، أو ما يسميه البعض «العنكز».

وعادة يصاب الأطفال الصغار بالجديري المائي، وربما يبقى الفيروس مختبئا وكامنا ونائما في إحدى العقد العصبية لفترة قد تبلغ سنوات أو طوال العمر. ثم ربما ينشط الفيروس، ويتسبب في الانتقال من العقدة العصبية إلى المنطقة الجلدية التي يغذيها العصب ذلك، أي يتخذ الفيروس العصب طريقا يصل به إلى منطقة الجلد، وبالتالي، يلتهب الجلد وتظهر عليه بثور أو حبوب الالتهاب والطفح الجلدي المؤلم. وهذا الالتهاب يسمى «الحزام الناري» أو «الهربس العصبي». وغالبا ما يتسبب بهذا النشاط للفيروس حالة تدني مناعة الجسم لأي سبب كان، أو بسبب التقدم في العمر فوق الخمسين أو بسبب التوتر النفسي والبدني.

وإذا لم تتم ملامسة هذه البثور أو الحبوب الجلدية للالتهاب، فمن غير المحتمل أن تنتقل العدوى بمجرد الجلوس مع الشخص المصاب في الغرفة أو محادثته. ومع هذا، من الضروري ذكر هذا الأمر للطبيب المتابع للحمل عند أول زيارة لزوجتك إلى العيادة.

وقت تناول أدوية المعدة

* أتناول عقار «لوزك» لعلاج التهابات قرحة المعدة، هل الأفضل تناوله في الصباح أم المساء. وهل يمكن تناوله فترة أطول من أسبوعين؟

أبو أحمد السروجي - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك. إن عقار «لوزك» أحد أدوية علاج قرحة والتهابات المعدة من فئة الأدوية التي تعمل على خفض إفراز المعدة العصارة الحمضية. وهو من الأدوية القوية في عملها على خفض حموضة المعدة مقارنة بأنواع الأدوية القديمة. ويستخدم في علاج قرحة المعدة أو الاثنا عشر أو التهابات المعدة أو التهابات المريء الناجمة عن ترجيع أحماض المعدة، وذلك لقدرته على خفض درجة حموضة المعدة وبالتالي إعطاء فرصة أفضل لالتأم القروح والالتهابات في غشاء بطانة المعدة أو الاثنا عشر أو المريء.

والنصيحة الطبية تتضمن تناول هذا العقار على معدة خالية، أي قبل تناول وجبة الطعام بنحو نصف ساعة على أقل تقدير. ولكن هذا لا يعني أن تناول هذا العقار لن يكون فاعلا في خفض حموضة المعدة إذا ما تم تناوله بعد الفراغ من تناول وجبة الطعام مباشرة أو خلال ساعتين من ذلك.

ويمتد مفعول العقار هذا إلى فترة أربع وعشرين ساعة، ولذا لا فرق من الناحية الطبية العامة إذا ما تناوله المرء في الصباح أو تناوله في المساء، اللهم إلا إذا كانت الأعراض لدى المرء في النهار أكثر أو في الليل أكثر. وفي نطاق ضيق، قد ينصح الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي بعض المرضى بتناول هذا العقار مرتين في اليوم. ويتوفر العقار بقوة 10 مللغم و20 مللغم و40 مللغم، والكمية اليومية القصوى المعتادة منه هي 40 مللغم.

ويباع هذا العقار بقوة 10 مللغم دون الحاجة إلى وصفة طبية في بعض الدول، وعادة ينصح بعدم تجاوز فترة أسبوعين في تناوله بهذه الصفة. والسبب أن المرء لو احتاج لتناوله لفترة تتجاوز أسبوعين لتخفيف أعراض التهابات المعدة، فإن هذا معناه أن عليه أن يراجع الطبيب ليتعرف على مشكلة المعدة أو المريء أو الاثنا عشر لديه. ولكن يمكن تناول هذا العقار لفترات أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، وذلك تحت الإشراف المباشر للطبيب ولدواع طبية واضحة.

ومن الضروري ملاحظة أن أعراض آلام المعدة التي تخف مع تناول أدوية خفض حموضة المعدة، تتطلب معالجة صحيحة. وهي تبدأ من مراجعة الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي. ومعالجة هذه الأعراض قد لا تتطلب فقط تناول أدوية خفض حموضة المعدة، بل ربما تتطلب تعديل سلوكيات تناول الطعام وربما معالجة أمور أخرى مصاحبة لتلك الأعراض. ويجب أن تكون سلوكيات تناول الطعام سليمة وصحية، مثل مضغ الطعام جيدا، وتناول لقيمات معتدلة الحجم، وتجنب تناول الأطعمة التي يلاحظ المرء أنها تزعجه بعد الفراغ من تناول الطعام، وأخذ وقت من الراحة قبل النوم مباشرة بعد الفراغ من تناول وجبة الغداء أو العشاء. كما قد يكون وجود جرثومة المعدة هو السبب أيضا في التهابات المعدة أو قرحة المعدة، وهذا ما يتطلب معالجة بالمضادات الحيوية اللازمة.